حل الدولتين ونزع سلاح المقاومة من منظور سماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه (قراءة وتحليل)

بقلم: طوفان الجنيد  …..
مقدمة:
القيادة الربانية للأمة:
(ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبًا) [الأحزاب: 39]
في خطاب توعوي، وكلمات من نور الهدى القرآني ودرر الإيمان الكامل والصادق التنويري والجهادي المسؤول، أطلّ علينا وريث الكتاب وسليل الطهر والاصطفاء، سماحة السيد القائد الحجة العلم، سيدي ومولاي عبد الملك ابن بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه، وحفظه الله بحفظه، وأدام ظله وعزه ونصره وأيده – في كلمته الأسبوعية المعتادة، التي ينثر فيها درر الهدى والنور على مسامع الأمة المسلمة، مستنهضًا للهمم، وموقظًا للصحوة الإيمانية، ومحييًا كل معاني القيم الإنسانية والأخلاق الإسلامية المحمدية، وملقيًا الحجة على الأمة الإسلامية، ومطوّقًا على أعناقهم استشعارًا بالمسؤولية المتمثلة في الإبلاغ والتبليغ، والتوجيه، والإرشاد، والدعوة إلى الحق والقرآن، وتصحيح المسار والعودة إلى جادة الصواب، وأصحى الضمائر الميّتة للأمة، وأيقظها من غفلتها وسباتها، وحذّرها من عواقب التطبيع مع أعداء الإنسانية، والآثار المترتبة على الصمت والخذلان المعيب، والخزي والعار الذي أوقعت الأمة نفسها فيه.
وأشار إلى الشواهد الحية لما يجري من إجرام وحرب إبادة ممنهجة لأبناء غزة، حيث ذكر الكم الهائل من المأساة والآلام والتجويع المتعمد الذي سببه الحصار الصهيوني، قائلاً: إنّ حصار غزة تمّ بتواطؤ بعض الدول العربية والغربية، وساعد في صنع مأساة التجويع الرهيب التي لا مثيل لها في العالم.
وكما قال أيضًا: “المظلومية في غزة رهيبة جدًا، والمساعدات التي منع العدو الإسرائيلي إدخالها مكدّسة عند بوابات المعابر”.
وأشار إلى المشاركة الفعلية للعدو الأمريكي المتهجّن، بقوله: “الرئيس الأمريكي المجرم، الداعم للإجرام الإسرائيلي، يصف ما يجري في غزة بالمؤسف والكارثي”.
موصّفًا ومعددًا فداحة الجرائم وهول الأوضاع المأساوية داخل قطاع غزة والضفة، قال إنّ عدد الاعتداءات في الضفة الغربية بلغ حوالي 1800 اعتداء بحسب بعض الإحصائيات.
كما علق على الحالة النفسية للعدو الصهيوني بحسب تصريحات إعلامهم بأنّ ثمانين ألفًا من الجنود الصهاينة حالتهم النفسية صعبة للغاية، وأنّهم عاجزون عن تحقيق أي إنجاز داخل غزة إذا ما قرّروا حكم السيطرة الكاملة على القطاع دون أن يدفعوا الكلفة الباهظة. وبحسب تأكيدات المجاهدين في غزة، فإنّ العدو سيغرق داخل قطاع غزة نتيجة الاستنزاف الكبير.
المطالبة بتسليم سلاح المقاومة:
في هذا الإطار، بدا سماحته مستغربًا ومستهجَنًا تلك الدعوات الدالة على حجم الخيانة والخذلان، والخضوع المذل للأمة عندما تتبنى مطالب أعداء الأمة وتنفذ أوامرهم، قابلًا الطرح الغبي لبعض الأنظمة العربية بشأن تجريد الشعوب من الأسلحة، قائلًا: “ليس لهذا الطلب أي مستند إطلاقًا سوى أنّه مطلب إسرائيلي أمريكي”.
وأضاف: “عبقرية العرب أمام الإجرام والطغيان الصهيوني توصلت إلى أنّ الحل هو في تجريد حماس والفصائل الفلسطينية من سلاحها، وحزب الله من سلاحه”.
ولولا أنّ العرب اتجهوا منذ البداية في بناء الشعب الفلسطيني ليكون قويًا يمتلك القوة العسكرية، لكان الوضع مختلفًا تمامًا، ولما ارتكب العدو المجرم كل تلك الجرائم، ولما أظهر كل هذا التجرؤ.
توصيفه لليهود ومعتقداتهم:
في توصيف اليهود وما يكنونه من عداء وبغض وكراهية مفرطة تجاه غيرهم، قال السيد القائد: “المعتقد الديني لليهود يحتقر العرب إلى درجة أنهم يعتبرون العرب أقل رتبة من الكلاب والخنازير، اليهود لا يحملون أي مثقال ذرة من الاحترام في سفك الدماء، ويقولون: من يسفك دم غير يهودي فإنه إنما يقدم قربانًا للرب. والعدو الإسرائيلي لديه معتقد ديني بأنه لا بد أن يسيطروا على المنطقة وإبادة شعوبها، ويعتبرون ذلك أمرًا مهمًا وبأحقاد رهيبة جدًا”.
حل الدولتين من نظر السيد القائد:
بعد أن وصف الحالة النفسية والعقائدية لليهود، تساءل سماحته مخاطبًا كل من يدعو وينادي ويعقد المؤتمرات، كما هو الحال في مؤتمر نيويورك بقرار حل الدولتين:
“هل هذه الخطوة وهذا القرار جديد؟ وهل كان مجديًا طوال 77 عامًا من الاحتلال؟
هل تعتبرون هذا الخيار نافعًا لإحلال السلام؟”
أجابهم بأنّه “غير مجدٍ وغير نافع، لكنكم أغبياء بفعل التطبيع، خانعين وذلًّا، فلا خيار إلا ما يفرضه المجاهدون في وسط غزة، وتسطير البطولات، وتنفيذ العمليات المباركة رغم قلة الإمكانيات ومحدوديتها، هو الخيار الأنفع والأجدر، الذي يفترض على الأمة أن تدعمه وتسانده”.

ختامًا:
ناشد سماحته، كما في كل خطاباته، أحرار الأمة الإسلامية إلى الالتفات إلى ما يحصل في غزة، وأن يستشعروا مسؤولياتهم تجاه إخوانهم في غزة، فالامر خطير للغاية، محذّرًا لهم من يوم يرجعون فيه إلى الله فيُسألون عما كانوا يفعلون.
كما أشاد بالموقف اليمني وبالنشاطات والفعاليات الشعبية والعمليات العسكرية الداعمة والمساندة لغزة، ودعا الشعب اليمني الوفي الحر الغيور المجاهد الصابر المثابر إلى الخروج المليوني العظيم والمشرف إلى الساحات والميادين دعمًا وإسنادًا لأهل غزة، واستنكارًا لما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم الإبادة والتجويع.
مؤكدًا أنّ الخروج في مثل هذه الظروف مهما كانت أحوال الطقس أعظم قربة إلى الله، وتأكيدًا على أهمية هذا الموقف.

الكاتب من اليمن

قد يعجبك ايضا