فادي السمردلي يكتب:الضيف معيار يكشف التناقض بين القول والفعل
بقلم فادي زواد السمردلي …..
#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال
👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉
الضيف ليس مجرد شخص يعبر عتبة بيتك أو مؤسستك، بل هو معيار يقيس رقيّك وقيمك، ومرآة تعكس للآخرين أسلوبك في التعامل فمنذ لحظة استقباله يبدأ الانطباع بالتشكل هل أنت ممن يعتني بالتفاصيل ويقدّر الحضور، أم ممن يترك الأمر للصدفة والبرود؟ فالضيف يلاحظ، ويختزن كل إشارة، إيجابية كانت أم سلبية والضيافة ليست بروتوكولًا جافًا أو عادة موروثة فحسب، بل هي سلوك أصيل يعكس حسن النية والاهتمام، ويظهر من انت في المواقف الحقيقية.
في المجتمع، الترحيب الحار يترك أثرًا طيبًا لا يزول، بينما الإهمال أو الجفاء قد يرسّخان شعورًا بعدم الارتياح فتاريخنا العربي يزخر بمواقف تكريم الضيف، حيث كان يُستقبل بالابتسامة والقهوة قبل السؤال، ويُقدّم له المتاح بسخاء واليوم، لم تعد الضيافة تقتصر على الطعام والشراب، بل تشمل حسن التنظيم، وتهيئة الأجواء، وإظهار التقدير في كل التفاصيل، بما يجعل الضيف يشعر أن وجوده قيمة مضافة، لا مجرد واجب ثقيل.
في مجال العمل العام، حسن استقبال الضيف يترك أثرًا مباشرًا على سمعة المنظومة ومستقبل علاقاتها فقد يكون ضيفك شريكًا محتملًا، أو داعمًا، أو حتى ناقدًا يحمل نوايا إيجابية فإذا شعر بالتقدير، بنيت جسرًا نحو تعاون مثمر، وإذا لمس الفتور، انقطع الخيط قبل أن يُعقد سواء كان الأمر في نادٍ رياضي يستضيف منافسًا، أو جمعية تستقبل وفدًا، أو فعالية يحضرها مثقف أو شخصية اعتبارية، فإن طريقة الاستقبال تحدد الكثير عن الصورة التي تُرسم عنك.
الضيافة أيضًا جسر ثقافي، يفهمه الجميع بلا ترجمة فقد يجهل الزائر لغتك، لكنه يقرأ من نبرة صوتك، وابتسامتك، وترتيبك للمكان، ما إذا كنت ترحب به حقًا فهذه التفاصيل تصنع الانطباع وحين يخرج سيتحدث عن تجربته.
إكرام الضيف رسالة تقول: “وجودك محل تقديرنا”. هذه الرسالة، إن خرجت بصدق، تصنع روابط إنسانية ومهنية متينة، وتترك أثرًا طيبًا ينعكس عليك قبل ضيفك فأما التقصير المقصود فيجعل صورتك أمام الآخرين باهتة هشه، ويضيع فرصة لإظهار أفضل ما لديك فالضيف، أيًا كان، هو مساحة لإثبات أن القيم التي نتحدث عنها تُترجم إلى أفعال لا اقوال تُحس وتُرى، لا إلى كلمات مزيفة وعابرة.
الكاتب من الأردن