القيادة فن وذوق وأخلاق… وأزمة الأخلاق قبل أزمة السير

محي الدين غنيم   ….

 

في كل دول العالم، القيادة مرآة لأخلاق الشعوب… إلا عندنا أحيانًا، حيث تتحول الشوارع إلى ساحة استعراض للأنانية و”الرجولة الزائفة”.

القوانين؟ مجرد ديكور!

في الأردن، بعض السائقين يتعاملون مع قواعد السير وكأنها مقترحات من باب الذوق، وليست قوانين ملزمة. إشارة حمراء؟ “ألحق قبل ما تصير حمرا أكثر”. مسرب محدد؟ “المسارب للضعفاء”. أما حزام الأمان، فهو عند البعض مجرد إكسسوار يعلق على الكرسي وقت الفحص الفني.

أولوية المشاة… حلم بعيد

عندنا، إذا قرر شخص أن يقطع الشارع، فليتذكر أنه يدخل معركة. بدل أن يخفف السائق السرعة، يزيدها، وكأن الشارع إرث عائلي من أيام العثمانيين. المشاة هنا لا يحتاجون فقط إلى عبّارة، بل إلى دعاء الصباح والمساء.

أزمة أخلاق… مش أزمة سير

المشكلة الحقيقية ليست في ضيق الطرق أو كثرة السيارات، بل في ضيق الصدور وكثرة “الأنا”. نحن لا نعاني من زحمة شوارع بقدر ما نعاني من زحمة أنانية. يمكننا أن نبني جسورًا وأنفاقًا، لكن إن لم نبنِ جسرًا بين عقولنا وضمائرنا، ستبقى الحوادث والمشاكل.

والقيادة ليست سباقًا لإثبات أنك الأقوى أو الأذكى، بل امتحان يومي لأخلاقك وصبرك. وإذا أردنا شوارع آمنة، علينا أن نبدأ بإعادة تأهيل السلوك قبل إعادة تعبيد الطرق.

الكاتب من الأردن

 

قد يعجبك ايضا