العقلية الاستعلائية والوحشية النفسية لليهود وخطورة التهديد الوجودي للأمة

بقلم: طوفان الجنيد  ….

المقدمة:
اليهود أخبث البشر.
لقد وصف الله سبحانه وتعالى اليهود، وشخص نفسياتهم، وحذر المسلمين منهم ومن مولاتهم، وحدد العواقب الوخيمة في الدنيا والآخرة للأمة التي لا تعمل بمقتضى توجيهاته التي أتى بها في محكم كتابه على لسان عبده ورسوله سيدنا محمد ﷺ في كثير من الآيات القرآنية، كما في قوله سبحانه: ۞ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا ٱلَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُم قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانًا وَأَنَّهُم لَا يَسْتَكْبِرُونَ

وقوله سبحانه: ۞ وَمِنْ أَهْلِ ٱلۡكِتَابِ مَن إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًاۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي ٱلأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُم يَعْلَمُونَ

والكثير من الآيات أبرزت الوجه الحقيقي لليهود، وكشفت نفسياتهم الخبيثة، واستعلائهم على الأمة بقولهم: “نحن أبناء الله وأحباؤه، نحن شعب الله المختار ومحن أهدى من كل الأمم”، وكيفية نقضهم للعهود ومكرهم واستئثارهم وحقدهم على من سواهم، وتظرتهم الاستعلائية الشيطانية، واستحقارهم للأمة الإسلامية، وعدم اعتبارهم لهم حتى حيوانات. ويجب إبادتهم والسيطرة عليهم واستعبادهم، كما هو موجود في تلموداتهم التي يعتمدونها ويعملون بها لأبنائهم.
الأحداث التاريخية أثبتت ذلك وغزة خير مثال:
ما رواه لنا التاريخ منذ البعثة النبوية، وكيف كان تعاملهم مع الأمة المحمدية، وكم هي الجرائم والمجازر التي ارتكبوها والدماء التي سفكوها. وها نحن أمام أبرز وأحدث وأبشع جرائم الإبادة التي يرتكبونها في فلسطين، وفي غزة، وفي المنطقة العربية برمتها على مدى عامين.
الكيان الغاصب ينسف كل معاني القيم الإنسانية، ويُبيد النفس البشرية قتلًا وحصارًا وتجويعًا في غزة وأطفالها، بكل صلف وترصد وتعمد، ليهلك الحرث والنسل، ويظهر في الأرض الفساد متعديًا كل الخطوط، ومتحديًا كل القوانين الدولية والمنظمات الحقوقية، ومتجاهلًا كل المناشدات الإنسانية والمطالبات الأممية، معتمدًا على الدعم الأمريكي المجرم سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا ولوجستيًا.
جرائم يندى لها جبين الإنسانية، ووصمت عار على صدور الأمة العربية والإسلامية، وإبادة جماعية لأهل غزة في مشاهد صادمة، وصور تقشعر لها الأبدان وتنفطر لها القلوب، وأرقام مهولة لأعداد القتلى والجرحى، وماساة حقيقية في العصر الحديث.
ما كان مخفيًا أصبح اليوم واضحًا وماثلًا على أرض الواقع:
مخططات الصهاينة التي كنا نقرأها في الكتب التاريخية عن الحدود الجغرافية للكيان الإسرائيلي، وعن أطماعه ونواياه الاحتلالية من البحر إلى النهر، قد عايشناه اليوم فعلًا في غزة ولبنان وسوريا وإيران والعراق واليمن، من استهداف ممنهج لكل من سيقف أمام مخططاتهم ورغبتهم في السيطرة على الأراضي العربية ومصادرتها لحسابهم، واستعباد الأمة ونهب ثرواتها.
العقلية الإجرامية للحكومة النازية للكيان:
حكومة الكيان المجرم تعمل ليلًا ونهارًا على نشر الإجرام والفساد والاستهداف والقضم والتجهيز للأراضي الفلسطينية في بناء المغتصبات الصهيونية، وتعمل على تغيير الهوية للأرض الفلسطينية على المستوى الداخلي. كما تعمل وزارة حربها الإجرامية عبر “الموساد” على نشر الرذيلة وإحداث الفوضى وارتكاب أبشع الجرائم الجناية والأخلاقية في أمة الإسلام والقرآن.
تصريحات رئيس حكومة الكيان ووزير ماليته:
في تصريح جريء وإجرامي للمجرم نتنياهو، قال فيه بأنه في مهمة تاريخية وروحية متمثلة في الدفاع عن “إسرائيل الكبرى” التي ستغير وجه الشرق الأوسط. هذا التصريح لم يطلقه من فراغ، بل كشف فيه النوايا الخبيثة للكيان والمخطط الفعلي الذي يعملون على تنفيذه، وهو إقامة إسرائيل الكبرى واستقطاع الكثير من الأراضي العربية (مصر، الأردن، سوريا، لبنان)، وصولًا إلى المقدسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية.
أما الحرب التي يشنها اليوم على غزة، فهي ليست فقط للتخلص من حماس واحتلال غزة، بل لها بعد أكبر، وهو مشروع إسرائيل الكبرى.
أما تصريحات سموترتش، فقد أعلن صراحة ضم الضفة الغربية إلى الكيان، والبدء بتنفيذ المشروع الصهيوني E1، المتمثل في بناء أكثر من 3500 مغتصبة صهيونية وضم الضفة والقطاع إلى القدس، وقال إن هذا حقهم الإلهي في أرض الميعاد، وأنه لا أرض ولا دولة للفلسطينيين، وأن هذا التوجه يحظى بمباركة ودعم أمريكي سخي.

ختامًا:
نتوجه بالسؤال إلى المتخاذلين والمطبعين والداعمين للكيان الصهيوني من الأنظمة العربية:
هل بعد هذه الحقائق الدامغة توجد أعذار؟
هل في قلوبكم ولو بصيص من الأمل واليقظة والاستنهاض للقيام بمسؤولياتكم تجاه دينكم وعرضكم وأرضكم؟
هل ما زلتم تعتقدون أن حماس إرهابية؟
هل ما زلتم تغالطون أنفسكم بالدبلوماسية والحرص على المقدرات؟
هل اتضح لكم الأمر وعرفتم أن من يقاتل في غزة وفي محور الجهاد والمقاومة ليس دفاعًا عن أنفسهم وعن أوطانهم فحسب، بل يقاتلون ويضحون من أجلكم ونيابة عنكم؟
أخشى أن الله قد طبع على قلوبكم وعلى أسماعكم وأبصاركم، فلا تعقلون.

الكاتب من اليمن

قد يعجبك ايضا