*الفساد من اخطر أدوات الهدم و اساس إنهيار الدول من الداخل*
*🔏الدكتور مراد الصادر* ….
الدول العربية بشكل عام تعاني من مشاكل متراكمة هي التي صنعتها بيدها،وتشتكي مما صنعته بيدها، فتظل تعيش في صراع مع ذاتها، ادت بمجملها الى إنعدام الإستقرار الإقتصادي والسياسي والتنموي والاجتماعي،
لو رجعنا الى عقود من الزمن، سوف نجد ان الجذور الأساسية لإنهيار الدول هو الفساد والظلم وغياب العداله، هذه جذور متأصلة أدت إلى إنهيار العديد من الدول، الفساد فيروس ينخر جسد الدوله، والظلم يدمر جسد الدوله، وهذا كله يؤدي إلى خلل كبير في المنظومة السياسية والإدارية، بدورها تؤدي إلى الخلل المجتمعي
تفشي الفساد،قنبلة موقوته تؤدي الى تفجير السخط الداخلي في أوساط المجتمع، الفساد والظلم،اوجد فجوة بين مؤسسات الدولة والمواطن وتضائل الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة يتوجب على الدولة إغلاق هذه الفجوة وتعزيز الثقة بمؤسسات الدولة والمواطن وهذه الثقة لا يمكن أن تأتي إلا من خلال الشفافية الكاملة مع المواطن في القضاء على الفساد ومحاسبة رموز الفساد التى تقف في وجه تحقيق البناء والتقدم وانهكت الوطن المواطن،،
تفشي الفساد اصبح واضحآ بل يزداد تعقيداً وسوءاً في مؤسسات الدولة، يصعب على الدوله وضع الحلول والمعالجات، يعود ذلك الى عدم اتخاذ الدوله القرارت المناسبة في الوقت المناسب، عندما تتعالى الأصوات من جور الفساد والظلم دون اتخاذ القرارات المناسبة ووضع المعالجات في وقت حدوثها ،فلا فائدة من اتخاذ القرارات في وقت متأخر،
*الفساد والظلم يؤدي إلى تاكل الدوله من الداخل،وينتهي بسقوطها*
*الفساد والظلم اساس إنهيار الدول من الداخل التي تعتبر بوابة واسعة للتدخل الخارجي لتعجيل في سقوطها،*
تقع المسؤولية الكبرى على النخب في موقع القرار والنفوذ في السلطة،هي التي تمتلك سلطة القرار في منع الظواهر والأشكال المختلفة للفساد. ونعني هنا بالفساد كل أنواع الفساد من استغلال النفوذ وإساءة استخدام السلطة. والاقصاء والتهميش للكفاءات، والتوظيف خارج إطار القانون، هذه هي المسببات الرئيسية، إنهيار الدول من الداخل
نحن مواطنين،طموحنا محدود هو إقالة رموز الفساد فقط، لا نطمح ان نرى الفاسدين والطغاة والظالمين ومن يدور في فلكهم خلف القضبان ويتم محاكمتهم بشكل علني،لأنها من السبع المستحيلات ان نشاهد رموز الفساد والظلم خلف القضبان، أدنى ما يتمناه المواطن هو عدم إعادة تدوير الأيادي الملطخة في الفساد والظلم الجور،ومن يدور في فلكهم، من تولي أي منصب، أو سلطة قرار في أي موقع كان. وهذا أضعف الإيمان من أجل كبح جماح من يريد أن يتعدى على الوطن،و مصالح المواطنين ويستفزهم ويبتزهم في مؤسسات الدوله،ويعطي الحق لمن لا يستحق،دون وازع من ضمير أو أخلاق. ويعوث في الأرض فساد،
*المواطن يريد ردع طغيان الفاسدين والظالمين هذا هو حلم كل مواطن،*
يتوجب على الأنظمة الحالية اخذ العبرة من الأنظمة السابقة،التي سقطت وذهب ريحها، كان بسبب فساد وظلم المسؤولين وطغيانهم وتهورهم واستهتارهم بمصالح أبناء الشعب، الفساد والظلم هو السبب الرئيسي والفاصل في إختلالها وضعفها وإنهيارها من الداخل. أما التدخلات الخارجية فما كانت سوى سبب في تعجيل سقوطها وزوالها.
الدوله العظيمة لا تُهزم من الخارج، ولا تستطيع اي دوله في العالم،تفكيكها من الداخل،المجتمع وعاء الدوله وقوتها الفاعلة والمؤثرة وتلاحمه دليل علي سلامة مكوناته ومقوماته وتوحد قدراته
شاهدنا سقوط الكثير من الدول مثل اوراق الشجر والكثير يذهب إلى العوامل الخارجية مثل الغزو، الإحتلال، المؤامرات، أو تفوق الأعداء عسكريا وتكنلوجيا.نعم دول الأعداء تعلب دور كبير،في سقوط الدول التي مزق الفساد والظلم أركانها فأصبح نظامها هش ،وتحاول البحث عن وسائل وأساليب للدول القوية المتماسكة العظيمة، لكن لا تستيطع اختراقها بسبب قوة نظامها ومؤسساتها ووعي وتماسك شعبها،
الدوله التي تعتبر الفساد والظلم ظاهرة طبيعية عادية ويتم التعامل مع هذه الظواهر بشكل سطحي، سوف تستيقظ على الإنهيار الداخلي،تنجح دول العدوان في إسقاطها بصورة سريعة،
*الله سبحانه وتعالى ذكرى في أكثر من موضع في القرآن الكريم عن الفساد والظلم وما هي العواقب الحتمية لذلك،*
الدول لا تُهزم ولا تنهار ولا تسقط من الخارح نهائيا، ما لم تكن قد إنهزمت وإنهارت من الداخل.إنهيار الدوله من الداخل جسر عبور لدول الأعداء لتعجل في سقوطها،
إذا استحكم الفساد والظلم والطغيان في الدوله، في هذه الأمراض المزمنة،التي تفتت عضدها وتقطع ساعدها،لن تكون قادرة على مقاومة خطر العدو الخارجي.
سقوط الدوله تبدأ من الداخل، أما الأعداء لا يستطيعون إسقاط اي دوله إلا إذا إنهارت الدوله من الداخل..
*الدوله مثل جسم الإنسان، الجراثيم لا تهاجم جسمَ الإنسان وتفتك به إلا عندما يضعف جهاز المناعة لديه ويفقد قدرته على المقاومة. ويسقط الإنسان بسهوله*
*الفساد من أخطر أدوات الهدم وانهيار الدول من الداخل*
*الدوله التي تُحصِّن نفسها من عوامل التفكك والانقسام،البدء في تنظيف مؤسسة الدوله من رموز الفساد والطغيان والظلم، تبقى متماسكة، وتكون عصيةً على الإنكسار والإنهيار، مهما تكاثرت عليها الأعداء، أما التي تُهمل الداخل بتضييعها للقيم الإيمانية والأخلاقية، والإنسانية، وعدم تنظيف مؤسسات الدوله من فساد الفاسدين وظلم الظالمين وطغيانهم،سوف تنهار داخليا، وتنتهي بسقوطها*
*اذا اردنا الإنتصار على الأعداء علينا البدء في تنظيف بيتنا من الداخل*
الوقت ما زال متاحآ ولدينا فرصة كبيرة لإلتقاط الأنفاس وترتيب الأحداث ومعالجة أوجه القصور بفهم أعمق ودراسة أشمل وحلول جذربة للقضايا والأمور التي تمس معايشنا ومصائرنا ومصادر أرزاقنا ومناط رضانا وقبولنا في علاقاتنا ومعاملاتنا.بان نبداء في تطهير مؤسسات الدوله من الفاسدين وإجتثاث منابع الفساد،وفرض هيبة الدوله،وتمكين مؤسسات الدوله إلى الشرفاء الوطنيون والكفاءات والخبراء،
للاسف الشديد الدوله دائما تحاول معالجة الأسباب،وهذا فشل سياسي وإداري، اذا اردنا معالجة أسباب الفساد والظلم عليها النظر إلى المسببات الجذرية لهذه الأسباب
*الخلاصة*
إننا اليوم في أمس الحاجة من أي وقت مضي لهذه السياسة المغيبة بزهو السلطة ذلك الزهو الوهمي الذي صنع قناعات ركيكة،مزيفة وشيد كتل من الأتباع المنافقة تميل مع مصالحها الشخصية ومنافعها الآنية وتسعى بكل جهودها لتحقيق ذلك في مختلف الظروف ومع كل التيارات بدون أي اعتبار للقيم والمبادئ الايمانية والأخلاقية والإنسانية التي ظننا يوما ما إنها كتل آمنت ومتلئت بمبادى المشروع القرآني وأنها مستعدة للتضحية من أجله،بعض المسؤولين أثروا على المسيرة ولم يتاثروا بها،
بفضل الله وقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي،سوف تتجه اليمن إلى البناء والتقدم،
الكاتب من اليمن