الأردن مهد الأشقاء ومقبرة الأشقياء

الكاتب / عبد القادر جعيم  ….

طالما كان هذا البلد السند بالفعل لا بالقول ،     ( رغم التحديات ) ، لأشقاء مروا من مضاربه ليحتضنهم بعباءة عروبته الهاشمية مهللا بهم بجملة الجود من الموجود حتى وإن كان الموجود كل ما يملك ، فإكرام الضيف خلق متأصل بعروقه التي يجري بها دماء الكرامة وباب الواد واللطرون والقدس بحي مشيرم والشيخ جراح ، نعم إنه خلق لم ينتظر من أحد أن يشكره عليه ، فإنه يعمل بصمت حين يقدم دائما  .

تشاهد عند زيارته آثار خطوات ضيوف مروا على رماله من شتى أصقاع القبائل الأخرى  ممن تقطعت بهم السبل فوجدوا المهد والمأوى به ، وأنطلقوا في سبيلهم بعد إستراحتهم تلك يعلمون وجهتهم جيدا ، فقد تعلموا لأي وجهت ينطلقوا بها مما رأت أعينهم من سكينة وأمن وأمان هناك .
– ذلك الأردن محطة تائهي السبيل ودليلهم ، ومنارة حق لمن خادع ناظريه السراب ، فهو واحة خضراء زهية يملؤها الدحنون وسط رمال الصحراء المتحركة .
      بلد الترحاب هو وليس الترحال
فسيقع سمعك عند زيارته لصهيل أحصنة مسرجه يتوسم جبينها شعار تاج بسيفين وسنابل ، ويطوف بسمائها صقر يحدق بفريستة الأفعى لينقض عليها إن حاولت رفع رأسها  ، فجميع من يقطنها فرسان بحق يعرفون جيدا كيف تساق الخيل للمناورة ، فلا مكان بتلك الواحة لبائع وطن ، ولا لأصحاب اللطم والنواح مكان ، ولم ولن تكون حلم لحائط مبكى مزعوم يهلوس به عقول أشباه بشر غير سويين يتلون ما كتبت أيديهم من أبناء مملكة الخزر .
* نعم إنها الأردن واحة الأمان لمن أراد المهد ، ولحد قبر للأشقياء .
إنتهى …
قد يعجبك ايضا