مذبحة آل الرميمة على يد التكفيرين  .. ذكرى مذبحة و مأساة لن تؤئد

دينا الرميمة  ….

 

ثمة أحداث تظل عالقة بأذهاننا ،وترفض ذواكرنا ان تشيعها إلى مثواها الأخير في صفحات النسيان، حتى يخيل لمن حولنا اننا اصبحنا اسيري ماضي بشع ونستلذ بعذاباته التي تداهمنا مع كل موقف ومشهد، والحقيقة ان واقعنا اليوم الذي يكتض بالحروب يسحبنا عنوة لماضينا ومأسينا التي اتخمت ارواحنا بالوجع حد الترف،
قد يظن البعض كلماتي هذه مجرد هذيان وثرثرة على ورق كونهم يجهلون حجم ماتحمله ذاكرتي من تفاصيل بشعة لجريمة ارتكبها مدعي الوطنية ومنتسبي الإسلام زورا بحق اسرتي آل الرميمة وماخلفته ايديهم الأثمة من مأساة قد لا تقوى الجبال الراسيات على حملها، لكن قلوبنا حملتها بادق تفاصيلها الموجعة حد النحيب وبكل أمانة !!
وعلى الرغم من انها قد بلغت اليوم من العمر عقدا إلا أن احداثها لاتزال حاضرة فينا تداهمنا في كل لحظة حتى وكأنها تكاد تلتقمنا بجوف جرحها المفتوق ودمها النازف الذي كتبنا به للتأريخ كربلاء أخرى حدثت في عصر التكنولوجيا والديمقراطية المزيفة،
لذلك فحديثي في هذ اليوم الذي يحمل نفس تأريخ المذبحة ليس من باب الضعف أو الهزيمة سيما وأن الدم دائما ينتصر على السيف، إنما حديثي هو للذكرى والتذكير خشية أن تطال مآساتنا أيادي النسيان أو يمسها مزوري الحقائق من أرباب الأقلام المدفوعة الأجر وبائعي الضمائر في سوق العمالة الرخيص بشيء من التحريف والتزيف كما سبق وزوروا أحداث كربلاء الطف و ثورة الإمام الحسين الذي يعود نسب آل الرميمة اليه وعنه ورثوا منهجية مقارعة الظالمين وعدم السكوت على باطل متيقتين أن الموت لهم عادة عادة وان كرامتهم من الله شهادة في سبيله،
وكما تجرع سيد الطف الخذلان من أمته تجرع احفاده من آل الرميمة كؤؤس الخذلان رشفة رشفة من الصديق والقريب والجار ذي القربى والجار الجنب الذين صوبوا سهام الغدر والخيانة نحوهم!!
وكما يقال إن الإنسان يموت إذا خذله أحدهم فكيف بنا نحن وقد خذلتنا الأرض ومن عليها!! وما بين ليلة وضحاها وجدنا أنفسنا غرباء على الأرض التي عشقناها حد الموت اللذيذ هوية وإرثا منذ مئات السنين، وكنا شركاء بتشيدها حتى اصبحت مدينة استحقت بحق لقب عاصمة الثقافة وفخر لليمن كل اليمن!!
لم نقترف إثما بحقها ولم نخون يوما عهد انتماؤنا إليها بل على العكس فقد تصدينا لكل المؤامرات التي تحاك ضدها وضد يمننا الحبيب من دول الجوار التي يستفزها ان ترى اليمن موحدا مكتفيا بثرواته ومقدراته غنيا عن مد يد الحاجة اليها وعلى مدى سنوات وهي تعمل على تقسيم اليمن وتمزيقها شر ممزق مستخدمة الوهابية التي تغرس الطائفية والعنصرية في العقول،
وللأسف فقد كانت تعز أكثر تأثرا بها وعلى ذات غفلة خلعت عنها ثوب الصوفية السمحة واصبحت مرتعا خصبا لمنتسبي الإسلام الوهابي بما تزدحم به عقولهم وافئدتهم من افكار وعقيدة تسلب الروح الإيمانية وتوجه سهام عدائها ضد النسب الهاشمي وقد كان آل الرميمة اول ضحاياه مع انهم لم يكن لهم يد في اختيار نسبهم بل كان تكليف من ربهم لهم لا تشريف فرض عليهم البراءة من الوهابية والتسلح بالثقافة القرآنية تحت لواء السيد حسين بدر الدين الحوثي ومن بعده السيد عبدالملك الحوثي سلام ربي عليهما،

ومع إنطلاق عاصفة العدوان على اليمن كان آل الرميمة من المناهضين للعدوان وانطلق أبناؤهم إلى جبهات العزة دفاعا عن الأرض والعرض وجهادا في سبيل الله ونصرة لدينه، وربما هذا ما زاد ثقل الحقد عليهم من قبل مرتزقة تعز ودواعشها الذين انضموا لصف دول العدوان واعتبروا توجه آل الرميمة تمردا على المخطط الذي وضعته لهم دول العدوان،
ومن هنا اعلنوها حربا لاتبقي ولا تذر على آل الرميمة بعد حملة تشويه شعواء ضدهم صنفوهم فيها بالمجوس وأذيال ايران بينما على انفسهم اطلقوا إسم المقاومة !!
ظنوا حربهم على آل الرميمة لن تستغرق سوى يوما أو يومين لإجتثاث شجرتهم الخبيثة كما ادعوا حينها واثقين من عددهم الكبير والسلاح الضخم الذي سلحتهم به دول العدوان!!
ولم يكن أمام أبناء آل الرميمة الذين فرضت الحرب عليهم إلا مواجهتها كجزءا من الحرب على اليمن رغم عددهم القليل وبساطة السلاح الذي في أيديهم حاملين شعار جدهم الحسين هيهات منا الذلة!! فكانت حربا اشبه بكربلاء الحسين بداء من من الحصار الذي اطبقه العدو على قريتهم التي تحولت لبؤرة موت وقتل، والإستهداف الممنهج للاطفال والنساء داخل منازلهم من قبل قناصي دواعش تعز
استهدفت الطفلة ذات الأثنى عشر ربيعا والعجوز التي تجاوز عمرها الثمانين!!
اقفلت الطرق بوجه الجرحى حتى ماتوا اثر نزيف وتعفن جراحهم ، احرقت المنازل بعد ان نهبت!!

وعلى الرغم من كل تلك المآسي وسقوط الشهيد تلو الأخر منهم لكنهم
لم يجبنوا أو يضعفوا بل واجهوا العدو لقرابة شهر ونصف سلاحهم الإيمان والثفة بالله الذي جعل النصر ملازما لهم !!
وهذا ماجعل عدوهم يلجأ للمكر وخدعة الصلح التي أعلن انها حقنا للدماء وحفظا لحسن الجوار وعلاقات عمرها مئات السنين!!
ظنهم آل الرميمة صادقين في عهدهم فقبلوا بالصلح الذي لم يكن سوى مجرد خدعة واحتيال من عدوهم المهزوم ونوايا مبيتة بالذبح والغدر وحز الرؤوس موعدهم صباح السادس عشر من اغسطس ٢٠١٥!!
ومع وصول من تبقى من رجال آل الرميمة بصدور عارية إلى المكان المحدد للصلح حتى تفاجأوا برصاصات الغدر توجه نحوهم وتكبل ايديهم بالقيود والأغلال مرددين عليهم تهم حرفت معنى الدفاع عن النفس !!
لم تختلف طرق قتلهم عن طريقة داعش العراق وسوريا فتفننوا بطريقة انتقامهم، ذبحوا رؤوس البعض وقطعوا أجسادهم وألقوا بجثث البعض من مباني مرتفعة، سحلوا وقتلوا وشوهوا الجثث ورقصوا عليها معلنين من بعدها انتصارهم المزعوم على آل الرميمة الذين تركت جثثهم على قوارع الطريق!!
هنا جاء دور حفيدات زينب من نساء آل اللاتي واجهن بقوتها جحافل داعش لدفن جثامين من استطاعت ايديهن الوصول اليها تحت وابل رصاصات وكلمات الشماتة والإستفزاز ونعتهن بحفيدات الزهراءلقب كان بنظرهم عارا وشتيمة لكنه بنظرهن فخرا وعزة مازادهن إلا شموخا وكرامة مخلدات للتاريخ الجنازة الأولى في اليمن التي شيعتها نساء في مشهد هز عين الإنسانية وفقأ عين يريدو عصرنا الحاضر!!

حاولن لممة جراحهن لكن من بعدها لم يطب لهن المقام في أرض عليها بصمات تعج بروائح الغدر والتهديد لهن بالسبي وقتل الأطفال ونظرات الشماتة القاتلة، ارض غدرت بالأوفياء وأحتضنت كل خبيث بداية للإعلان عن موت الإنسانية والاعراف والأخلاق والدين في تعز بداية السقوط لكل من فيها في مستنقع الظلم والضلال
وبالتالي لم يكن امامهن إلا الرحيل إلى حيث الأمان وأم كل اليمنيين صنعاء العزة التي تطهرت من براثن الارتزاق ووثنية الدين الوهابي واحتضنتهن بكل حب وود!! هناك كان الملتقى بمن تبقى لهن من رجال كانوا في جبهات اخرى مواصلات معهم مهمة الدفاع المقدس عن اليمن الحبيب حاملات بقلوبهن عهد شهدائهن بمواصلة الدرب و لايزال أبناء الرميمة يقدمون شهداء في سبيلها حتى اليوم عهدا لن يخلف!!
وعلى رغم بشاعة ماعشناه إلا اننا بحمد الله لا نزال متمسكين بقيمنا ومبادئ ديننا التي لاجلها قدمنا الدماء الزاكيات وضحينا بأرض الآباء والأجداد وأحلامنا التي وئدت إثر نزوة شيطانية لداعش بالقتل والتنكيل لأسرة ذنبها الوحيد أنها هاشمية لم ولن يمحى اثرها ولن يغيب ذكرها وسيبقى اسمها خالد كخلود الحسين وزينب وسيندثر ذكر قاتليهم كما اندثر معاوية ويزيد!!

وهنا ونحن نحي الذكرى العاشرة للمذبحة وكربلاء آل الرميمة نتوجه إلى لجنة شؤون الأسرى ومنظمات حقوق الإنسان بالكشف عن مصير أسرانا الذين لانعلم مصيرهم حتى اليوم مطلبا نكرره في كل عام وذكرى ولكن لم نجد لمطلبنا ردا!!
فهل ياترى قد ذبحوا كما ذبح رجالنا من قبل فنحتسبهم شهداء وقرابين نسأل الله قبولها!! أم انهم لايزالون تحت يدي سجان يذيقهم اصناف العذاب ويتلذذ بعاقبهم ويميتهم باليوم الف الف موتة وجعا وغصة نتجرع مرارتها وتنكأ جرح قلوبنا منذ يوم غيابهم وحتى اللحظة!!

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا