لن تكون غزة هدية خزرية أبدآ كدرة لتاج هرقل الروم ” ترامب “
الكاتب : عبد القادر جعيم ….
مقدمة /
في طيات صفحات التاريخ الغابر ، نتصفح لنقرأ كم دار من صراعات ونزاعات أممية على طرق التجارة بين الشرق الهندي و السندي والغرب الأعجمي الروماني وغجرهم ، حين كانت مملكة سبأ والجزيرة وبحر حمير ( البحر الأحمر ) ونيل مصر بلا قناة وإنما مصبات فرعية صغيرة فرعونية الصنع بعهد سنوسرت لتصب ماؤه الفائض عن الحاجة بالأبيض المتوسط ، هناك إزدهرت حضارات وشيدت مدن وارتحلت الأقوام بين زرع وقوافل تجارية ، وأصبحت الطرق تشق شيئا فشيئا بتوسع ، فجاء الفرس بعدها متعاقبين عليها ثم داريوس والبطالمة من بعدهم ، وبقيت النزاعات لمن يمتلك تلك البؤرة التي تعتبر مركزآ للتجارة العالمية ، عندها همس بأذن إمبراطور روما آنذاك تاجر خزري ، وكانت همسته تحمل أنفاس شيطانية كعادتهم قد أعجب بها الرومي ، “مالك المال والتجارة سيملك مصير الشعوب عبيدا له ” ، تلك الهمسة هي من أشعلت حروب أكبر وشقت قناة أوسع وبدأت تتشكل محطة وصل أكبر لبحر حمير بالأبيض المتوسط كمحط إهتمام الجميع ، وبدأ التحكم بالتجارة بين الشرق والغرب فعليا من روما مقابل هدية للخزري على نصيحته تلك فصكت أول عملة إسرائيلية لذلك الخزري. ( عملة العهد الأول ) ، وكان لهرقل ملك الروم المتعاقب ذلك المطمع الإستعماري المنشود فيما بعد ، وبقيت تلك الحالة حتى جاءت الفتوحات الإسلامية بقوة بأسها الحق ( رحلة الشتاء و الصيف ) ، وفقد الروم بذلك تلك الميزة وشقت قناة السويس الحالية بشكلها الجديد بعدها إنطلاقا من الصحابي عمر بن العاص ، وبتطور تدريجي حتى يومنا هذا من أصحاب الأرض الشرعيين الكنانه .
– وكما يعاد التاريخ ويأتي بتفاصيله دائما ولكن بوجوه جديدة ، جاء ترامب ” هرقل الروم المعاصر ” حالما بحجة مطمع إستعماري قديم واهي به ، وهمس بأذنة مرة أخرى إبن الخزرية نتنياهو بتلك الهمسة الشيطانية و التي همسها سابقا أجداده ولكن ليس مقابل هدية صك عملة أخرى هذه المرة بل بغرض صك عهد جديد من عهودهم المزورة تفضي بتملك لمحيط تلك البؤرة ( الدرة ) تحقيقا لرؤيا أصفار يوشع الموضوعة و التي خطوها بأيديهم بهتانا وزورا بمسمى ، ” أرضك يا إسرائيل من الفرات للنيل” ، حالما بأن تكون حدود نشأتها ببابل ثأرهم التاريخي والجزيرة العربية والشام معا . – إسرائيل الكبرى – وأعجب هرقل بتلك الصفقة فهو لا يملك شيئ مما سيهدي معتقدا كعادته وإمتهن سلب شعوب أخرى سابقا كأجداده ، ولكن ..
ليست قناة السويس هذه المرة فحسب. ( فالصفقة أكبر وأطماع هرقل لا حدود لها ) ، بل وقناة بن غوريون ” المقدسة” التي ستشق ريفيرا الشرق الأوسط ” غزة ” ، كما سماها ببترولها وغازها المميز ، وطريق داوود الممتد لشرق الأناضول وصولا لأوكرانيا فتلك مملكة الخزر وكييف عاصمتها التاريخية .
تلك هي أطماع التاجر ترامب ، رئيس أمريكا المتجددة المتصهينة و الأب الغير شرعي ” لإسرائيل ” ، وهذا هو وليدهم وشريكه اللقيط نتنياهو الحالم بتنفيذ رؤية حاخامات مخيلته الهستيرية .
* فلا غزة ستكون يوما درة تاج لهرقل أمريكا المتهالكة ، ولا الخليج والشام والعراق ومصر للخزريين إلا تيه جديد لهم كما تاهوا أول مرة ، وليس لهم سوى العودة مكان شتاتهم الأول في أصقاع الأرض بلا مأوى .