هل عودة خدمة العلم في الأردن ستسهم في الحد من بعض السلوكيات السلبية والشاذة  ؟

محي الدين غنيم   ….

 

أعاد إعلان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني عن عودة خدمة العلم في الأردن فتح النقاش حول دور هذه الخدمة الوطنية في بناء شخصية الشباب الأردني، وترسيخ قيم الانضباط والمسؤولية، وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة.

يطرح البعض تساؤلات عمّا إذا كانت هذه العودة يمكن أن تسهم في معالجة بعض الظواهر الاجتماعية المستجدة، مثل انتشار أنماط سلوكية يراها المجتمع دخيلة أو مخالفة لقيمه وشاذة  .

وهنا يجب التوضيح أن خدمة العلم ليست أداة عقابية أو وسيلة لمحاربة فئة بعينها، بل هي مشروع وطني يهدف بالدرجة الأولى إلى غرس قيم الرجولة والانضباط، وتعزيز الروح الوطنية، وبناء الشخصية القوية القادرة على مواجهة التحديات.

خدمة العلم وأثرها التربوي

الانضباط : التدريب العسكري يغرس في الشاب النظام والالتزام، مما ينعكس على سلوكه في حياته اليومية.

المسؤولية : يتحول المجند من متلقٍ سلبي إلى عنصر فاعل في خدمة مجتمعه ووطنه.

التكافل : الجمع بين شباب من مختلف المناطق والخلفيات الاجتماعية يساهم في كسر الفوارق الطبقية وتعزيز الوحدة الوطنية.

الظواهر الاجتماعية وخدمة العلم

المجتمعات دائمًا تواجه تحديات سلوكية أو فكرية جديدة، لكن الحل لا يكون أبدًا بالعقاب أو الاستهداف، وإنما بالتربية والتوعية والقدوة الصالحة ، وهنا تأتي خدمة العلم لتعمل كمنصة تربوية تعيد الاعتبار لقيم الأخلاق والانتماء والمسؤولية. فإذا ما أُحسن توظيفها، فهي قادرة على توجيه الشباب نحو الإيجابية والاعتدال، والإبتعاد عن أي سلوكيات لا تنسجم مع قيم المجتمع الأردني.

إن عودة خدمة العلم في الأردن ليست مجرد برنامج تدريبي، بل مشروع وطني شامل لبناء الإنسان الأردني. وإذا كان لها من أثر في مواجهة بعض الظواهر السلبية، فسيكون من خلال تعزيز الهوية والانتماء والانضباط والمسؤولية، لا من خلال محاربة فئة أو شيطنة أفراد.
فالأصل أن تكون خدمة العلم جسرًا لبناء جيل قوي متماسك، لا وسيلة إقصاء أو إدانة في ظل الإنفتاح اللامحدود وبلا ضوابط والذي أدى إلى بعض الشباب للإنجراف الأعمى بممارستهم لسلوكيات سلبية وشاذة.

الكاتب من الأردن

 

قد يعجبك ايضا