رواية معارك الرايات
الكاتب : عبد القادر جعيم ….
المقدمة ..
دائما ما إرتبطت الرايات كمصطلح في أذهاننا بحدث مفصلي تاريخي منتظر حدوثه مستقبلآ ، ففي عدة مراجع دينية وتاريخية أتت كلمة الرايات بمواقع عديدة منها صحيح حسن المصدر والنقل ومنها الضعيف و الموضوع
( سمي بإسرائيليات ) ، وتشتت الكثير بفهم معايير التمييز بين ما هو صحيح وما هو غير ذلك ، وسبب هذا التشتت أغفل عنه بقصد من جانبين ، فالأول من بعض المتلقين الذين إقتصروا الأخذ بما يتناسب من بعض تلك الروايات لطريقة فهمهم الخاطئ لسبب وجودية الخلق فهم يفتقرون لبذل أي جهد منهم لوعي ذلك السبب والحكمة الإلهية له، فالحياة زينة لبعضهم ، لهو ولعب ولا وقت لدراسة تلهيهم عن أعمالهم أو لا ثمر ، فاعتقدوا ما يناسب مصالحهم وعواطفهم غير آبهين بالتمحص لدقة ما أخذوا به ، وبعضهم أراد خيرآ من غير أهله فوقع ضحية جهله وجهل عن من أخذ .
وأما الجانب الآخر جاء بقصد من الرائي الذي يخط ما يناسب اللآهيين ( المتلقين ) ، والمثير بالأمر بأن الرائي فهم مغزى الوجود وعلم أن نهاية روايته هي نهايته فطال بالكتابة ، وأصدر الملاحق ملحقا تلو الآخر ، وجعل من الرايات روايات .
* والروايات تلك تسرد لنا بحسب الراوي وهدفه بالإطالة دائما ، فكلما شارفت قصتة على النهايات ربطها بقصة أخرى كنقطة وصل مختلقة حتى يحسن المتن ويشد بها إهتمام المتلقين دائما فهو حريص كل الحرص على أن لا يفقد هؤلاء شغفهم بقراءة قصته لأنه بذلك سيفقد وجوده .
– بتلك المقدمة الطويلة نختصر متن مقالنا ، فكل شيئ فصل بوضوح أعلاه ، ولكن بقي أن نضع النقاط على الحروف ونسقط ما كتب على ما نعيش . فما رواية الرايات تلك ومن يكون الرائي؟
* مما سبق تحدثنا عن أن رواية الرايات منها الصحيح ، وتلك لن نتحدث عنها بمقالنا هذا وسنترك المتلقين يفقهون أنفسهم ببذل بعض الجهد إن أرادوا أي إصلاحآ في معتقدهم وفهم الحقيقة ليستنيروا بها طريقهم .
وإنما سنلقي الضوء على ما هو موضوع وغير صحيح ، فالرائي هنا ونقصد بها المؤلف هو من إتخذ من هواه إله وإستعبد البشر بعدما كان عبدهم ، وعبد لعجل السامري ، وأما متن رواياته عن الرايات جاءت بنسجه كما خط كتابه زورآ بيديه ، وإختار لها ألوان تطابق ما جاء بعضها بالصحيح ، وحملها مرتزقة
تم تجنيدهم منه بعلم بعضهم وبجهل بعض ، لتتقمص شخصيات بطولية مدافعة عن المعتقد والإنسان الذي يتوق الكاتب لإستعباده وإستعماره ، بطريقة تحاكي مفهوم مقدس عند هؤلاء المجندين ألا وهو الجهاد في سبيل الحق ، وإقتصار مفهوم الجهاد بالقتال والحروب فقط ، فأخذوا عنه جهد التخلص من خصمه ، فكفروا مرتزقته الآخرين الذين لا ينتمون لهم وأعلنوا الحرب على أبناء جلدتهم أولآ تحت مسمى الغربلة والبدء في تجهيز الداخل والخروج على ولاة أمرهم المقيدين لإنطلاق أيديهم بحرية ، وبعدها سينقضوا على العدو بالملحمة الكبرى أم المعارك ، هكذا أفهموا .
ومنذ عشرات السنين وحتى اللحظة لم يتجهزوا بعد لملاقاة أعدائهم تلك المرتزقة ، فما زالوا بمرحلة الغربلة بعد بنسف أوطانهم
” الشريرة حسب فكرهم المحدود والمشوه ” ، والغريب بالأمر بأن أعدائهم هم من صنعوهم وهم من سيقضي عليهم ، والنتيجة التي تتجلى بتلك العملية هي ما يطلق عليها بإستخدام القاتل المأجور لقتل الخصم مقابل ثمن ووهم وعند إنتهاء المهمة فنهاية ذلك المأجور هو القتل كما فعل بهم بمحطات رواياته السابقة دائمآ .
– ولنلقي نظرة على واقعنا ولنسقط كل ما تقدم عليه .
ففي الآونة الأخيرة خرجت رايات أستخدمت لتفكيك بلاد أعجمية خصم لمن صنع تلك الرايات والرواية حينها .
ومن ثم إنشقت على نفسها وتعددت راياتها وتوزعت بمنطقتنا العربية تتوالد ، وزعزعت مأمن الأوطان والشعوب العربية والإسلامية ، وسميت بعدة أسماء ثم تمخض عنها رايات أخرى قتلت وإنتهكت أعراض شعوبها ، وفي جنوب أفريقيا رايات ، وفي الشام ظهرت وفي العراق وأفغانستان وباكستان والصومال والسودان ولبنان وليبيا وشمال أفريقيا العربية ووسطها واليمن و كل له لون وهدف واحد .
– ولكن جميعهم صمتوا مرة واحده – بنفس التوقيت الآن ، فلا صورة لهم ولا صوت !
قد إستعاد الرائي هنا وعيه وإستجمع بنات أفكاره فالرواية قاربت على النهايات والمتلقين بدأوا بالملل فالقصص تعاد والمتن أصبح يحتاج للحبكة وصناعة التشويق ، فخرج براية جديدة فكرها تعمق وتجذر بعقول كثر وصبغت بلون مفعم بالحياة ، فإنها أم الرايات وفيها تركبت كل الألوان ، وإمتزجت لنفس الهدف ، وإنطلقت بمكان مقدس .
فهي الوحيدة التي ” جابهت الأعداء ” ، هذه المرة وتلك الحبكة للرائي التي شدت المتلقين للتشويق مرة أخرى بل وبعض المختصين المثقفين بالفقه فأعجبتهم ، وكأنهم بدأوا بقراءة الرواية من جديد بعدما وصل الكاتب للفصل الأخير وإرتبك وإنتاب القارئ شعور الضجر ، فصنع لهم مغامرات أخرى لراية أخرى سميت براية الطوفان عليه .
– يا له من روائي كسر قواعد لعبة رواياته السابقة وأصبح هو الضحية لقصص الرايات المفتعلة منه ، وصنع راية تعلوا مرفرفه على صواري سفينة سماها الطوفان التي لا نعلم ما يدور بذهن من يكتب أين سيرسيها بعدما ستنطلق بالسابع من أكتوبر لعام ٢٠٢٥ من ، من ميناء تاركه ورائها كل من كان يقطنوه أمواتآ أبرياء ، ” بل عند ربهم أحياء بإذنه ” تعالى .
* فللحكاية فصول أخرى وطوفانات تجهز حاليآ هنا وهناك . والكاتب لم يجف قلمه بعد ، ولم يحن وعد نهايته ، والمتلقين ما زالوا يشعرون بالشغف اللآمنتهي ، والمرتزقة الأغبياء أخذتهم العزة بالإثم . ونسوا ذبح من سبقوهم الدور .