اغتيال إسرائيل لرئيس وزراء حكومة صنعاء أحمد غالب الرهوي: جريمة جديدة تكشف وحشية الاحتلال
محي الدين غنيم ….
لم يكن اغتيال رئيس وزراء حكومة صنعاء أحمد غالب الرهوي على يد إسرائيل حدثًا عابرًا في سجل الجرائم الصهيونية، بل هو فصل جديد من مسلسل الاغتيالات السياسية الذي دأبت عليه دولة الاحتلال منذ قيامها على القتل والتآمر والغدر. هذه الجريمة النكراء تعكس بوضوح طبيعة الكيان الذي لا يعرف لغة الحوار أو الدبلوماسية، بل يتغذى على الدماء ويستمد وجوده من صناعة الموت والفوضى.
إن استهداف شخصية بحجم أحمد غالب الرهوي لا يمكن أن يُقرأ إلا في سياق محاولة إسرائيل إسكات أي صوت معارض لمشاريعها التوسعية في المنطقة، خاصة الأصوات التي وقفت مع فلسطين وشعبها، ورفضت الانخراط في مشاريع التطبيع المذلة. فالرجل كان من السياسيين الذين يحملون خطابًا رافضًا للهيمنة الصهيونية، ومؤمنًا بأن قضية فلسطين هي جوهر الصراع في المنطقة، وأن لا استقرار ولا أمن إلا بزوال الاحتلال.
هذه الجريمة المروّعة ليست مجرد اغتيال سياسي، بل هي رسالة إرهاب موجهة إلى كل من تسوّل له نفسه أن يقف في وجه المشروع الصهيوني. إسرائيل تريد أن تقول للعالم إنها قادرة على الوصول إلى أي صوت حرّ، وأن يدها الطويلة تمتد إلى كل مكان. ولكن ما لا تدركه أن هذه الأفعال لن تزيد الأمة إلا عنادًا، ولن تزيد شعوبنا إلا يقينًا بأن الصراع معها وجودي، وأن دماء الشهداء ستبقى وقودًا للمقاومة حتى التحرير.
على المجتمع الدولي أن يدرك أن الصمت على جرائم الاحتلال شراكة مباشرة في الجريمة، وأن الاكتفاء ببيانات الإدانة الباردة لم يعد مقبولًا. كما أن على القوى العربية والإسلامية أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية في مواجهة هذا التمادي الصهيوني، فكل اغتيال جديد يعني أن الدور قد يأتي على أي صوت آخر في أي بلد آخر.
رحم الله أحمد غالب الرهوي، فقد رحل شهيدًا للحق، ضحيةً لآلة اغتيال لا تعرف الرحمة، وستبقى ذكراه وصمته المزلزل أقوى من كل رصاص الغدر. أما إسرائيل، فهي وإن اغتالت جسد الرجل، فلن تستطيع أن تغتال الفكرة أو أن تطفئ جذوة الوعي التي تركها خلفه.
الكاتب من الأردن