معالي حسين باشا المجالي  .. صوت الحق في وجه نتنياهو

محي الدين غنيم  …

 

في زمنٍ كثر فيه الصمت وتوارى الكثير من الساسة والوزراء السابقين عن المشهد، يطلّ معالي حسين المجالي بمواقفه الصريحة والجرئية التي لا تقبل المساومة. مواقف تُعيد للأذهان أن الأردن لم ولن يكون ساحة مستباحة لتصريحات نتنياهو الاستفزازية وأحلامه التوسعية، تلك الأحلام التي لا تتعدى كونها أوهامًا على صخرة الإرادة الأردنية والقيادة الهاشمية والشعب الوفي.

لقد كان صوت معالي حسين المجالي مختلفًا، فهو لم يكتفِ بالمراقبة أو التعليق الخجول، بل واجه نتنياهو علنًا، متحديًا كل ما يصدر عنه من ادعاءات باطلة بحق الأردن. ومقولته الشهيرة: “إن كان لنتنياهو حلم، فنحن أيضًا لدينا حلم باستعادة القدس” لم تكن مجرد كلمات، بل رسالة قوية وواضحة، تحمل في طياتها صلابة الموقف الأردني وتجذر القضية الفلسطينية في وجدان الأردنيين.

إن ما يميز  معالي حسين المجالي أنه جمع بين الحكمة والشجاعة، بين الدبلوماسية والانتماء، وبين الولاء للعرش الهاشمي والإخلاص لتراب الأردن. فهو ابن مؤسسة أمنية عريقة، حمل السلاح دفاعًا عن الوطن، وحمل الكلمة دفاعًا عن قضيته. هذه المعادلة قلّما نجدها في مسؤول يخرج من المنصب ثم يبقى وفيًا لمبادئه، متمسكًا بصدق انتمائه، غير عابئ بما قد يثيره صوته من جدل أو انتقاد.

لقد أثبت المجالي أن المواقف الشريفة لا تحتاج إلى منصب رسمي كي تُقال، وأن من تربى على حب الأردن والولاء لقيادته سيبقى صوتًا وطنيًا صريحًا مهما تغيّرت الظروف. في المقابل، كان مؤسفًا أن يلوذ كثير من الساسة بالصمت، وكأن الأمر لا يعنيهم، تاركين الساحة مفتوحة لنتنياهو كي يكرر ترهاته دون رد يليق بمكانة الأردن وتاريخه.

يبقى معالي حسين المجالي نموذجًا للمسؤول الذي لم يغيّره المنصب، ولم يبدله الزمن، بل ظلّ كما عرفه الأردنيون: شجاعًا في كلمته، صادقًا في موقفه، وفيًا لأرضه وقيادته. ومواقفه الصلبة هي دعوة لكل السياسيين أن يتذكروا أن حب الوطن لا يسقط بانتهاء الخدمة، بل يزداد عمقًا وصدقًا مع الأيام.

الكاتب من الأردن

 

قد يعجبك ايضا