“فادي السمردلي يكتب: الأشواك التي تقف عائقًا أمام الإصلاح اقْلَعْها وأحرقها
بقلم فادي زواد السمردلي …
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉
الأشواك التي تقف عائقة أمام الإصلاح ليست مجرد عقبات صغيرة في طريقنا، بل رمز صارخ لكل ما يقف في وجه التغيير، لكل ضعف نحن على استعداد لتغاضيه، ولكل ألم صغير نتظاهر بعدم ملاحظته حتى يتحول إلى جرح مستمر. تلك الأشواك التي تخترق الجلد فجأة، التي تؤذي القدم دون رحمة، تعلمنا درسًا وحشيًا فالتأني أمام الألم ليس فضيلة، بل استسلام يختبئ خلفه الجبن فمن يظل واقفًا أمام هذه العقبات الصغيرة، يحاول فهمها، يراقبها بعين مترددة، يعتقد أن الصبر سيفيده، سرعان ما يكتشف أن الألم ينمو، وأن كل تأجيل يتحول إلى عبىء دائم يثقل الحركة ويقيد الإرادة.
حين تؤذيك الأشواك، لا يوجد خيار حقيقي سوى القرار الحاد والفوري اقتلعها أو احرقها فالاقتلاع ليس مجرد فعل جسدي لإزالة شوكة، بل إعلان واضح للسيطرة، إشارة إلى أنك لن تسمح لأي عقبة صغيرة بأن تتحول إلى قيد مستمر أما الحرق، فهو فعل أكثر قسوة، إذ يمحو كل أثر، ويعلن نهاية حاسمة لكل ما يعكر صفو روحك وجسدك ففي هذا السياق، تصبح الأشواك درسًا صارخًا في الحياة وأن المواجهة العنيفة والفورية ليست وحشية بلا معنى، بل فلسفة تحررية تعلّمك أن القوة الحقيقية تكمن في اتخاذ القرار الصارم قبل أن يتحول الضرر الصغير إلى عذاب طويل الأمد.
من يتردد أمام الألم يترك الباب مفتوحًا لليأس والضعف فكل شوكة صغيرة لم تُقتلع أو تُحرق تتحول إلى جذور تمتد في أعماقك، تؤثر على خطواتك، على تفكيرك، على قدرتك على المضي قدمًا لذلك، اقتلع أو احرق، واعتبر ذلك تمرينًا يوميًا على الإرادة، على الحزم، على السيطرة الكاملة على حياتك فالألم جزء من الوجود، نعم، لكنه لا يجب أن يكون سيدًا علينا، ولا يجب أن يتحكم في أفعالنا وقراراتنا.
عندما تقرر اقتلاع الأشواك وحرقها، فأنت لا تتخلص فقط من الألم الجسدي، بل تعلن انتصارك على الخوف، على الضعف، على كل شيء يحاول أن يعيقك فأنت تقول للعالم لن أسمح لأي شيء صغير بلا قيمة أن يعرقل تقدمي، ولن أترك للألم أن يصبح عادة أو قيودًا على نفسي فالأشواك التي تقف أمام الإصلاح، سواء كانت جسدية أو معنوية، لا تستحق التأني ولا التردد فكل تأجيل يعني ضعفًا، وكل ضعف صغير يعني خسارة كبيرة في السيطرة على حياتك ومسار روحك.
اقتلع واحرق، بلا تردد، بلا رحمة، بلا تراجع فكل شوكة تتجاهلها اليوم ستصبح غصة كبيرة غدًا، وكل ضعف صغير تتسامح معه سيترسخ في داخلك كعائق لا يمكن تجاوزه فالحياة لا تعترف بالضعفاء، ولا تمنح الراحة للمترددين فالمواجهة الحادة والفورية هي وحدها التي تضمن استمرار الحركة، وضمان السلامة، والحرية الحقيقية فلتكن الأشواك درسًا يوميًا فكل شيء يقف أمام الإصلاح يجب أن يُقتلع أو يُحرق، وكل لحظة تردد أمام الألم هي لحظة تضيع من حياتك.
الكاتب من الأردن