الأردن والأبواق المأجورة : الحقيقة التي لا يمكن طمسها
محي الدين غنيم ….
في زمن الفوضى الإعلامية وتضخم الأصوات النشاز، يخرج بين الحين والآخر بعض الأبواق التي تحاول النيل من سمعة الأردن وأجهزته الأمنية، متناسية عمدا أو جهلا حقائق دامغة تشهد لها القاصي والداني. هذه الأبواق التي تصدر من خارج حدود الوطن، تسعى للتشويه والإساءة دون أن تملك ذرة من الموضوعية أو المصداقية، وكأن الحقد صار مهنة يقتاتون عليها.
الحقيقة أن النظام الهاشمي، منذ تأسيس الدولة الأردنية وحتى اليوم، لم يكن يوماً دمويا أو استبداديا كما بعض الأنظمة في الإقليم. لم يسجل في تاريخ الأردن الحديث أي إعدام سياسي، ولم يشهد الشعب الأردني حملات دموية لتصفية المعارضين، بل كان الحوار والاحترام وسياسة الاحتواء هي النهج المتبع.
أما الأجهزة الأمنية الأردنية، فقد أثبتت عبر عقود أنها ليست مجرد قوة إنفاذ قانون، بل مؤسسة حضارية راقية في تعاملها مع المواطنين والمقيمين، قائمة على احترام حقوق الإنسان وحماية كرامة الأفراد، معززة بذلك صورة الأردن كواحة استقرار وأمن في منطقة تموج بالصراعات والانتهاكات.
إن الأبواق التي تحاول اليوم تشويه صورة الأردن ما هي إلا أدوات مأجورة أو حاقدة، لا ترى إلا بعين الضغينة، وتتناسى أن الأردن كان وما زال ملاذاً آمناً للنازحين واللاجئين، وملجأً لكل من يبحث عن الأمان.
الأردن لا يحتاج إلى شهادة من هؤلاء، فمصداقيته نابعة من تاريخه ومواقفه المشرفة، ومن ثقة شعبه والتقدير العالمي الذي يحظى به.
الكاتب من الأردن