يزن النوباني.. موهبة ما لازم نقتلها
بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي……
في بعض المسلسلات والأفلام العربية يتقاضى فيها الممثل أجِر يَصل إلى ما يُقارب المليون دولار أقل أو أكثر، وعندما سمعنا أن هناك عمل كوميدي أردني سيقوم به ممثل ونجم صاعد يتكون من 15 حلقة بقيمة 450 الف دينار قامت الدنيا وقعدت ، مع ان هذا المبلغ سوف يدفع منه أجرة ممثلين ولوكيشنات ومقومات إنتاج وفنيين ومستلزمات أخرى.
يا جماعة الخير، في بلدنا الأردن في طاقات ومواهب بتطلع بين فترة وفترة، مثل الورد اللي يطلع بين صخور القحط. ومن هالمواهب برز الشاب يزن النوباني، اللي أثبت إن الكوميديا مش تهريج، ولا ضحك فاضي، ولا حركات غريبة على المسرح. الكوميديا رسالة، والكلمة الهادفة إذا اجتمعت مع البساطة والواقعية صارت أقرب لقلوب الناس من أي دراما “مضروبة”.
يزن عرف كيف يضحكنا ويخلينا نفكر بنفس الوقت. قدر يوصل الفكرة للأب وللأم وللولد الصغير، من غير ما يجرّنا للتفاهة ولا يخلينا نستحي نتابع المحتوى مع عائلاتنا. وهذا هو الفن الحقيقي اللي المفروض نتمسّك فيه ونشجعه.
لكن، للأسف، صرنا نشوف مسلسلات أردنية ما إلها لا راس ولا رجلين؛ إنتاج ضعيف، إخراج ممل، قصص بلا معنى، وتمثيل وكأن الممثل طالع “يقبض” مش يقدم رسالة. صار همّ البعض بس إنه يشتغل ويخلص، وما فكروا يوم كيف يتركوا أثر عند المشاهد أو يرفعوا مستوى الفن الأردني.
الغريب إن اللي بيلمع فينا مرات ما بينصفوه هون، مثل ما صار مع منذر الرياحنة وموسى الحجازين وهشام يانس ونبيل صوالحة وأيمن المصري وحابس العبادي وروحي الصفدي والعالمي محمود سعيد اللذين أبدعوا بالأردن وخارجها .
والله العظيم إذا ما وقفنا مع يزن وأمثاله من الشباب اللي تعبانين على حالهم، رح نكون إحنا اللي قتلنا الموهبة، مش الظروف ولا قلة الفرص.
يا ناس، اتقوا الله بمواهبنا الصاعدة. لا تحاربوها لأنكم ما قدرتوا تعملوا مثلها. الفن رسالة، والفنان الصادق رح يظل يفرض نفسه حتى لو تكالبوا عليه.
وأخيرا رسالتي إلى الفنان يزن النوباني الذي أحببته ارجوا منك ان لا تنجر إلى أعمال فنية مشتركة مع بعض التافهين والتافهات الذين حققوا شهرة بسبب تفاهاتهم لأنك تختلف عنهم بقدرتك ومستواك ومحتواك ..
الكاتب من الأردن