الموافقة أم المنافقة أو المفارقة
بقلم / عبد القادر جعيم ….
تلك مسارات ثلاث ، لا رابع لها ، ولا رجعة بها ، وإنما إختيارات السلوك التي رسمت ” لتنظيم الإخوان المسلمين العالمي ” ، ومن هم في كنفه أو يدور بفلكه ، أو تقاطعت مصالحهم معه .
هي مسارات خطت للتنظيم الأم ، من قبل الراعي الرسمي له ، بطلب شبه جماعي قادته أمريكا وإدارتها ، فقد فقد وظيفته التمهيدية التي أسس من أجلها ، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة بعنوان عريض شاسع الفوضى .
وما يجعلنا نقلص مرمى بصرنا بتلك المرحلة التي نعيش بها الآن ، من نظرة شمولية أرادوا لها بأن تحمل بطياتها المفاجآت الغير متوقعة والغموض ، هو أنهم كشفوا لنا نقطة الإنطلاق ، ومن أين نبدأ مشاهدة الحبكة والعد العكسي لنهاية موسم عرضهم الذي تربع على أعلى مرتبة من المشاهدات لمجازرهم .
* غزة ..
هي نقطة الإنطلاق ، فبعد عامين مفعمين من ترتيب فوضى لفوضى أكبر ، أعلن عن خيارات لا بديل لها ، إما فوضى ناعمه ، أو فوضى عارمة ، أو فوضى طامة تموج .
هذا الموقف الذي وضعنا به ، وأمامنا الخيارات المتاحة المحدودة ، ولنا أن نتخيل كيف ستكون نتائج خياراتنا ، التي سببها ما سمي بالطوفان ، فكان طوفانهم علينا ، فتح ثغرة من سد يأجوج ومأجوج المفسدين .
إن إعلان الإنتداب المبطن بإبتسامة دبلوماسية صفراء كان أقلها تكلفة على الجميع ، لإختيار الفوضى الناعمة فهو أقل خسارة للجميع من الخيارات الأخرى ، وبعد محاولات عديدة سبقت نقطة الصفر تلك ، من عديد دول منطقتنا لم تلقي بالآ بمسامع منفذي مسلسل الطوفان وشاحوا بوجوههم عنها ، أتت الحقيقة بوقعها ، والتي أدركوا بها بأنهم مجرد أدوات أستخدمت لتفكيك المفكك ، بل بأنهم سبب خياراتنا الصعبة التي وضع كلنا بها .
والآن ، وبعد زوال دخان المقتلة وبداية وضوح الرؤية ، إستدرك بعضهم بأن ،،
إما عليهم جميعآ الموافقة على ما طرح
أو للبعض منهم المنافقة وإستمرار تبني عنتريات أجندات لطالما إستخدمت فزاعة لنا وليس لغيرنا .. حقيقة .
أو المفارقة وشراسة البطش الذي سيعم الغالبية .
وراح البعض في قراءة وتحليل خيارهم ، الذي سينعكس علينا جميعآ والمرتقب قريبآ .
ولكن علينا القول ، ولهذا السبب راح المقال بغايته ، بأن ورغم جميع صعوبة الخيارات التي وضعونا بها بفعلتهم تلك بقصد أو بدون ، فعلى الأقل نرتقب منهم أن يسلموا راية هزيمتهم التي إنتكسنا نحن من تبعاتها ، ليحملها رغم ثقلها ( منظمة التحرير الفلسطينية ممثلهم الوحيد والمعترف به دوليآ ) ، كأفراد من شعب ” وليس غير ذلك ” ، إرتكبوا خطيئة بحق شعبهم ، وبمساعدة ومشاركة هذا الجسم الواحد للشعب الفلسطيني من بلاد شقيقة ذات مؤسسات ونظام يعرف إدارة الأزمة جيدآ ، حتى تكون الخسارة الواقعة بالفعل أقل وقعآ علينا جميعا ، وغير ذلك طوفانات لا تذر .
غادروا المشهد .. ، فقد كفيتم ووفيتم لسيدكم ، ومن رعاكم ومولكم ، وأقنع ما في رؤوسكم مما تحمل ، بأنكم المخلص ، وأنتم الخلاص بعينه .
بل لا تغادروا جميعآ ، فبعضكم في رقابهم دماء بريئة ويجب أن يحاسب عليها ، وأموال إكتسبتموها بغير وجه حق ، بل كانت ثمنآ لأطفال ونساء وأبرياء أراد الله لهم خيرآ عنده ، ولكنكم موقوفون وستسألون عنهم يا من إسترعيتوا بهم ، فأكلتموهم والذئب معآ .
سلموا رايتكم الممزقة صاحبة شعار رسمتموه عليها حبرآ خط من قلم صنع في إنجلترا على قماش فارسي ، حملتها سارية سفينة ” كولومبوس ” التي تاهت بالمحيطات فرست بأرض العم المندوب سام .
” وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ” ، بعد بسم الله الرحمن الرحيم ، ففي صفتة وبإسمه الرحيم نرجوه أن يرحمنا مما مكروها و يمكرون .