في يوم المعلم .. يا سيد النور ووريث الأنبياء

إيمان عبدالله شاهين  ….

عضو مجلس التطوير التربوي

 

ليس في الوجود مهنة تشبه المعلم ولا في التاريخ رسالة توازي رسالته
فهو الذي يورث وعيا وضميرا ويغرس في الإنسان إنسانيته ذاتها
المعلم صانع أجيال لا يمكن أن يقاس عطاؤه بجدول أو ساعة أو تقويم دراسي لأنه ببساطة يبني ما لا يبنى بالمال الوعي والإيمان والفكر والضمير
كل حضارة نهضت كان وراءها معلم مجهول
وكل جيل ضاع كان وراء ضياعه من أهمل المعلم أو كسر قلمه أو سخر من علمه
إنه الجندي الأول في معركة الوعي الذي يحارب الجهل بكتاب والظلام بفكرة والتراجع بكلمة صادقة تخرج من قلب مؤمن برسالته
المعلم هو من يزرع في الطفل بذرة السؤال قبل أن يزرع فيه الإجابة
هو من يشعل في العقول شرارة التفكير لا فتيل الحفظ
هو من يعلمنا أن نصغي للضمير قبل أن نطيع القانون
وأن نكتب التاريخ بأفعالنا لا بأحلامنا
وليس غريبا أن تكرم الأمم معلميها قبل جنرالاتها
فمن يصنع النصر أليس من غرس في المقاتل حب الوطن وفي العالم حب الحقيقة وفي المواطن حب الخير
المعلم هو الذي يشكل وجدان الوطن قبل أن يرسم حدوده
ويقيم في كل تلميذ وطنا صغيرا من القيم والكرامة
في يوم المعلم لا نحيي مهنة بل نحيي معنى الوجود
نحيي كل من دخل الصف يوما وفي قلبه حلم أن يزرع إنسانا أفضل
كل من حمل الطبشورة كمن يحمل راية
وكل من ظل واقفا رغم التعب، لأنه يؤمن أن ما يفعله سيغير وجه الغد
أيها المعلم
أيها الفارس الذي يكتب التاريخ بالطبشور
أيها الحارس الأمين على ذاكرة الأمة
سلام لك في يومك
سلام لقلبك الذي لم يخذله العطاء
ولعقلك الذي ما خمد فيه نور
وليدك التي خطت أعظم ما كتب في مسيرة البشرية ً”الإنسان المتعلم”
أنت رسول المعنى ومرسخ المعرفة
تعلمنا أن القيمة لا تستعار وأن الكرامة لا تلقن وأن الإنسان لا يبنى إلا على بصيرة
بوركت يدا تبني وفكرا ينير وصوتا يوقظ وضميرا لا ينام
أيها المعلم الجليل، إن الأمم لا تقاس بعدد أبراجها ولا بحجم جيوشها
بل بعدد معلميها الذين لا يزالون يؤمنون بأن إصلاح العالم يبدأ من سبورة صغيرة وكرسي بسيط
كل عام وأنت عنوان الرسالة وصوت النور وسيد المواقف النبيلة
فما تزال أنت البداية وما تزال أنت الأمل بلا نهاية

الكاتبة من الأردن

قد يعجبك ايضا