**(وعد الآخرة)**
✍️ عبد الإله عبد القادر الجنيدي
______________
ربَّما ظنَّ العدوُّ الصّهيو-أمريكيُّ ومعه محور الكفر والنِّفاق أنَّ الكيان الغاصب بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أوهامه التّلموديّة بإقامة مملكة إسرائيل الكُبرى من الفُرات إلى النّيل.
وهذا ما يبدو في ظاهر الأمر على أثر المتغيّرات والتّحولات التي أعقبت ملحمة طوفان الأقصى، ووهمٌ يعيشه الظّالمون، فذرْهُم يخوضوا ويلعبوا حتى يُلاقوا يومَهُمُ الذي يُوعدون.
وأمَّا الذين آمنوا فيعلمون أنَّ حتميّة النّصر والتّمكين وزوال الكيان اللَّعين عاقبتُهُمْ ما داموا في سبيل الله مُجاهدين بصبرٍ وثباتٍ وعزمٍ لا يلين.
ويقولون: هذا ما وعدنا اللهُ ورسولُهُ، وصدق اللهُ ورسولُهُ، وما زادتهم تلك المتغيّرات والتّحولات إلا إيمانًا ويقينًا وتسليمًا بصدق وعود الله سبحانه وتعالى لأولياءه وعباده الصّالحين بالنّصر والتّمكين.
وذلكَ أنَّهُمْ ينظرون إلى الأحداث بوعيٍ وبصيرةٍ، ويدركون مآلاتها من واقع القرآن الكريم.
لهذا أطلق قائد الثّورة السّيّد المولى عبد الملك بن بدر الدّين الحوثي – حفظه الله – على المواجهة (معركة الجهاد المُقدَّس والفتح الموعود).
ولمّا كانوا يقرأون الأحداث بعين المُدرك اللَّبيب، كانوا يقرأونها بعين البصيرة والحكمة من واقع القرآن العظيم.
إنَّهم يعلمون أنَّ اليهود سيكونون أكثر نفيرًا ويعلون في الأرض علوًّا كبيرًا، كما أخبرنا الله في سورةِ الإسراء.
ولم يكن بِإمكان اليهود بلوغ ذلكَ لولا إعراض المسلمين عن هُدى الله، وهجرهم لقرآنهم، وتفريطهم بأعلامهم ومقدساتهم وأرض فلسطين من قبل، وتلك نتيجة طبيعيّة لأمّةٍ ظلمت نفسها فضلَّت عن طريق الهدى وصراط الله المستقيم.
غير أنَّ كثرة النّفير والعلوِّ الكبير لليهود، نذير شؤمٍ لهم ومؤشرا لقرب زوالهم بما كسبت أيديهم، نتيجتها أنْ يأتيَ الله بهم لَفيفًا ويسوقهم إلى نهايتِهم أذلّةً صاغرين.
وهنالك سيُمكِّن عباده الصّالحين للقصاص منهم، ويُتَبِّروا ما علوْا تتبيرًا، وهذا وعد الله الذي لا يُخلف الميعاد، وهو بكلِّ شيءٍ عليم.
ولعلَّ جرائم الكيان الغاصب في غزّة أسهمت إسهامًا كبيرًا في تعرية وفضح الكيان اللَّقيط أمام شعوب العالم، التي خرجت بمظاهراتٍ ومسيراتٍ تنديدًا بجرائم المحتلِّ الغاصب، خلال عامين من المجازر والمذابح والتّطهير العرقيِّ والإبادة الجماعيّة لشعبٍ أعزل والحصار الخانق الذي تسبَّبَ بالموت جوعًا لمئات الأطفال والنّساء والمسنّين.
وممّا لا شكَّ فيه أنَّ الجرائم الصّهيو-أمريكيّة المتواصلة في غزّة أَججت مشاعر السّخط والغضب العالميِّ اتجاه اليهود، مما سيدفع بأحرار وشعوب العالم – باعتقادنا – لطردهم من بلدانهم، أو أنهم سيلوذوز بالفرار من تلك البلدان خشية من عواقب الغضب العارم عليهم.
حينئذٍ سيجد اليهود أنفسهم مضطرّين للمغادرة إلى أرض فلسطين.
فضلاً عن أنَّ التّمدُّد الصّهيونيِّ في الأراضي السّورية، يُعدُّ من أهمِّ العوامل التي ستدفع الكثير منهم للهجرة إلى أرض الميعاد بزعمهم.
ولقد بتَ تحقُّق وعد الله سبحانه وتعالى وشيكًا في قوله: (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) [الإسراء: آية (104)].
وذلك على الله يسير، والعاقبةُ للمتّقين.
**والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.**
========
*اللهُ أَكْبَرُ*
*الْمَوْتُ لِأَمْرِيكَا*
*الْمَوْتُ لِإِسْرَائِيلَ*
*اللَّعْنَةُ عَلَى الْيَهُودِ*
*النَّصْرُ لِلْإِسْلَامِ*
الكاتب من اليمن