معا نحو إعتراف رسمي بدور الإعلام الشعبي

أسماء الجرادي  …..

 

حينما اشتدّ الظلم والعدوان على اليمن، وتجمع فيه الإعلام العالمي لتشويه الحقيقة، برز الإعلام الشعبي اليمني كجبهة مقاومة، يحمل الكلمة كسلاح، ويطلقها من قلب المعاناة لينقلها إلى ضمير العالم. لم يكن هذا الإعلام مدعومًا بمؤسسات أو ميزانيات، ولكنه كان مدفوعًا بالإيمان والولاء والوعي الوطني، فاستطاع أن يُوصل صوت اليمن وصوت الشعوب المظلومة إلى أقصى بقاع الأرض.

ومن أبرز المحطات التي أثبت فيها الإعلام الشعبي قوته، كانت الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي، التي قادها العميد حميد عبدالقادر عنتر، والتي تحولت إلى منبر عالمي لكشف الظلم الحصار الحاصل على وطننا وامتنا، وفضح جرائم العدوان السعودي على اليمن، ثم العدوان الصهيوني على فلسطين، بالإضافة إلى العدوان على لبنان وسوريا. أصبحت هذه الحملة مظلة وطنية جمعت تحتها العديد من الكتاب والإعلاميين والمفكرين، وتكونت من ملتقيات عملت بتنظيم وتشجيع مباشر من العميد حميد عنتر، الذي بذل جهدًا كبيرا في دعم الكُتّاب والإعلاميين الشعبيين، الذين يمثلون الشعب بمختلف فئاته، وينقلون صوته الحقيقي دون تزييف أو تلميع.

نحن الكتاب والكاتبات الوطنيين، نؤيد مطالب العميد حميد عنتر في ضرورة إيلاء الإعلام الشعبي الاهتمام والدعم، أسوةً بالمؤسسات الإعلامية الأخرى. فهؤلاء الإعلاميون صدقوا في انتمائهم خلال أكثر من عشر سنوات منذ بدء العدوان على اليمن، وواجهوا التحديات دون انتظار مقابل.

لقد شقّ الإعلام الشعبي طريقه من بين الناس، واستقطب من أوساطهم نخبة من الكُتّاب، ممن يحملون حبًا صادقًا للوطن وولاءً إيمانيًا ثابتًا، ومبدأً لا يُساوم عليه. هؤلاء لم يطلبوا راتبًا، ولم يسعوا إلى مناصب، بل كتبوا لأنهم يؤمنون أن الكلمة الحرة هي أول جبهة في معركة الوعي. وهو يُعبّر عن نبض الشعب، ويظل وفياً ثابتًا في مواقفه الايماني، حتى لو تغيّرت السياسات والحكومات.

اليوم، لا يطلب الإعلام الشعبي امتيازات، بل يطالب بالاعتراف بدوره، واحتضانه ودعمه ليواصل مهمته في كشف التضليل، ونقل الحقيقة، وتثبيت الهوية الوطنية. وتعتبر هذه الخطوة مهمة لبناء جبهة إعلامية متكاملة تُسهم في النصر والتمكين، وتخلد الكلمة الحرة في ذاكرة الوطن.

إنها دعوة صادقة منا، نحن أبناء الكلمة، إلى من يحملون راية الوطن، أن يستمعوا لصوت الإعلام الشعبي، لأنه صوت الحق، وضمير لا يُشترى، وراية لا تنكس.

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا