بناء الإنسان وإصلاح القيم… رؤية وطنية “وزارة الداخلية “
بقلم د. هاني العدوان ….
بالأمس تحدثنا عن فعالية مركز التدريب المهني في لواء الجامعة، حيث كان الحضور اللافت لعطوفة متصرف لواء الجامعة رامي البدر عنوانا للجدية في دعم العمل الميداني، وتقدير الكفاءات والاهتمام الحقيقي ببناء الإنسان الأردني المنتج
واليوم يتجدد المشهد ذاته في ميدان آخر لا يقل أهمية، ميدان القيم والعادات والسلوك الاجتماعي، حيث اجتمع في جمعية تلاع العلي الخيرية عدد من وجهاء المنطقة وأبنائها بحضور عطوفة المتصرف دعما لمبادرة معالي الوزير الهادفة إلى الحد من الظواهر السلبية في المناسبات الاجتماعية
هنا تتكامل الصورة، فبناء الإنسان لا يكتمل دون تهذيب عاداته، وتنمية المجتمع لا تنجح دون إصلاح سلوكه
إنها مبادرة تُعيد التوازن إلى تفاصيل حياتنا وتذكرنا بأن الأصل في المناسبات هو التواصل الإنساني لا التكلف الاجتماعي، وأن ما خرج عن مقاصد الدين لا يُعد من العادات بل من الأثقال التي آن لنا أن نتحرر منها
لقد جاءت هذه المبادرة لتضع حدا للعادات التي تجاوزت روح الدين والعقل وأصبحت عبئا ماديا ونفسيا على الناس
فكم من بيت أنهكته تكاليف العزاء أو الزواج باسم الواجب الاجتماعي، وكم من أسرة شعرت بالحرج لأنها لم تستطع مجاراة مظاهر لا تمت بصلة إلى القيم التي أوصت بها رسالة السماء، حيث التيسير سُنة، والمبالغة مظهر من مظاهر الغفلة
مبادرة معالي الوزير الفراية ليست خروجا عن اختصاص الوزارة كما يتوهم البعض، بل عودة إلى جوهر دورها الحقيقي
إن وزارة الداخلية هي عنوان الأمن الشامل، أمن الدولة والمجتمع والبيت والإنسان، وهي الحارس على استقرار الأسر وسلام المجتمع
ومن يظن أن معالجة هذه الظواهر ليست من مهامها، فقد غفل عن جوهر وظيفتها التي تُعنى بكل ما يحمي المواطن من إرهاق أو اضطراب
التحية لمعالي الوزير مازن الفراية، الجندي الذي انتقل من ميادين الشرف العسكري إلى ميادين الإصلاح الاجتماعي، محتفظا بالروح ذاتها روح الانتماء والصدق والانضباط
والتحية لعطوفة المتصرف رامي البدر الذي يبرهن دائما أن الإدارة يمكن أن تكون إنسانية بقدر ما هي حازمة، وأن الحاكم الإداري الناجح هو من يقترب من الناس لا من الكراسي
أما الموقعون على ميثاق تلاع العلي، فقد أطلقوا بوعيهم وموقفهم نواة وعي وطني جديد يوازن بين الفرح والكرامة، وبين الحزن والسكينة ويؤكد أن الأصالة لا تُقاس بما يُنفق بل بما يُحتكم إليه من عقل وقيمة
إن الالتفاف حول هذه المبادرة واجب وطني وديني وأخلاقي، لأنها تُعيد تعريف المناسبة بمعناها الصحيح
صلة لا مباهاة ورحمة لا عبء وتيسير لا تكلف