أسرة الدريب شجرة الجهاد والتضحية

✍🏻 #فضل_فارس  ….

 

حين يجتمع السبق والولاء مع الصبر والوفاء والتضحية فاعلم أنك تتحدث عن مران الإباء والفداء مران الحسين السبط مران الشهادة والكبرياء ففيها تتسابق الأسر المعطاءة لتقديم قرابينها وفلذات أكبادها في سبيل الله ليبقى الدين ومشروع الحسين قائما وساريا يملأ الأرض نورا وإيمانا وحكمة
ومن بين تلك الأسر العظيمة تبرز أسرة الدريب حيث يلتقي السبق بالتضحية والجهاد بالصبر والإيمان بالولاء والوفاء الصادق لأعلام الهدى إنها أسرة أنجبت خمسة أبطال عظام تفرعوا من شجرة المجاهد الكبير وصاحب السبق والإقدام الوالد الجريح قاسم حسين الدريب شفاه الله وعافاه
خمسة رجال نذروا أنفسهم لله وخاضوا معارك النفس الطويل وما قبلها من الحروب وسجلوا في ميادين الشرف بطولات خالدة ظل صداها يدوّي في الذاكرة الوطنية حتى اليوم
في الحرب الأولى حرب الكثرة على القلة وحرب العتاد الغزير على ثلة لا تملك سوى سلاحها الشخصي لكنها امتلكت الإيمان الكافي بزغ نجم الشهيد الأول من هذه الأسرة الكريمة الشهيد عبد الرحيم قاسم حسين الدريب المجاهد المغوار الذي سطر مع والده أروع الملاحم في ميادين الشرف مرافقا الشهيد القائد في جبل مران
ثم تلاه في ركب الشهادة الأخوان أحمد قاسم حسين ومحمود قاسم حسين اللذان ارتقيا في يوم واحد أثناء معركة النفس الطويل في ميادين جيزان وتهامة الشامخة مقبلين لا مدبرين مقاتلين لا مستسلمين بعد أن أذاقوا العدو السعودي صنوف العذاب مع إخوانهم المجاهدين الأبطال
ولم تمض سوى أعوام قليلة حتى لحقت بهما روح الشهيد القائد يحيى قاسم الدريب صاحب الساعد الحديدي المبارك ومسؤول قسم الدروع المركزي ذلك البطل الذي كان بحق أسطورة حرب المدرعات والآليات وقاصم ظهر العدو السعودي والإماراتي ومن لا يعرف الشهيد يحيى قاسم الدريب فإنه لا يعرف نفسه
وبعد أن ترجّل من هذه الأسرة الكريمة أربعة شهداء قال الناس لعلها قد اكتفت بما قدمت ونالت واكتحلت عيونها بعز الشهادة وفخر البذل لكنها وهي أسرة العز والكرم والإيمان أبت إلا أن تواصل دربها سارية على نهج قرين القرآن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي والسيد الشهيد زيد علي مصلح وقافلة العظماء المضحين
فقدمت خامس أبنائها في سبيل الله المجاهد الغازي الكرار عبد القادر قاسم حسين الدريب ليختتم عقد البطولة بخاتمة من نور وتسجل الأسرة في سجل الخالدين
لك الله أيتها الأسرة الكريمة كم أنت عظيمة وعزيزة وكريمة هنيئا لك هذا الوسام الرفيع وشرف الشهادة والتضحية ورحم الله شهداءك الأبرار وأسكنهم فسيح جناته وجزى من ربّاهم وأنشأهم خير الجزاء فبئس ما أنجب العدو ونعم ما أنجب الإيمان
وحق للعدو أن يدرك أن هذه الأسرة المجاهدة ليست سوى نموذجا واحدا من عشرات الآلاف من الأسر اليمنية الكريمة التي قدمت وتقدم في سبيل الله أغلى ما تملك لتبقى راية الحق خفاقة ومشروع الهدى مستمرا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

الكاتب من اليمن

قد يعجبك ايضا