الأجهزةُ الأمنيّةُ اليمنيّة: مفخرةُ شعبِ الإيمانِ والحكمةِ الأحرار، ولن يُوفيهم حقَّهم إلا الله
طوفانُ الجنيد ….
في خِضمِّ العواصفِ الهوجاءِ، والحروبِ الإلكترونيّةِ السيبرانيّةِ الخطيرة، ومع التقدّمِ التكنولوجيِّ والتقنيةِ الحديثةِ والمتطوّرةِ في العصرِ الحديث، وما يُسمّى بحربِ الجواسيسِ والاختراقاتِ والرصدِ والتعقّبِ واستهدافِ الأُمّةِ في كيانِها وهويّتِها وأمنِها وكرامتِها، تبرزُ أقوى حصونِ الصمودِ، وأشجعُ الرجالِ الذين يكتبون بدمائِهم الحارّةِ، وأعينِهم الحادّةِ، وسواعدِهم الفولاذيّةِ ملاحمَ بطوليّةً ترقى إلى مصافِّ المعجزاتِ وخوارقِ العاداتِ والتضحياتِ.
إنّهم رجالُ الأجهزةِ الأمنيّةِ اليمنيّة، العُيونُ الساهرةُ، والإرادةُ المرابطةُ، والرواسي الشامخةُ، وأهلُ النفوسِ الصادقةِ؛ ذلك الصرحُ الشامخُ الذي يُمثِّل مفخرةً حقيقيّةً لشعبٍ عُرِفَ عبرَ التاريخِ بأنّه شعبُ الإيمانِ والحكمةِ والأحرار.
وليس مجرّدَ حالةٍ شعوريّةٍ أو تفاخرٍ عاطفيٍّ أن ننعَتَ هذه الأجهزةَ بتلك الصفات، بل هي حقيقةٌ نراها تتجسّدُ يوميًّا في الميدان. فهم الدرعُ الواقي للوطن، والسيفُ المسلولُ في وجهِ كلِّ متربّصٍ ومَن تسوِّل له نفسُه النَّيلَ من أمنِ اليمنِ واستقرارِه.
في وقتٍ تكالبتْ عليه قوى الشرِّ والإجرامِ والإرهابِ والتوحّشِ الأمريكيِّ الصهيونيِّ السعوديِّ الغاشم، لتنفيذِ مشاريعِها التآمريّةِ الخبيثةِ والماكرة، وقفَ رجالُ الأمنِ اليمنيِّ كالطودِ العظيم، متحدّين كلَّ الصعاب، حاملين في قلوبِهم إيمانًا صادقًا بالله، وجهادًا في سبيلِه، وإباءً وشموخًا وأنفةً وحكمةَ الأجداد، وأرواحًا حرّةً لا تقبلُ المساومة.
إنّ هذا الإيمانَ هو الوقودُ الذي يدفعُ هؤلاء الرجالَ إلى تقديمِ الغالي والنفيس، ابتغاءَ مرضاةِ الله، وخدمةً للوطنِ والمواطنين في حياةٍ كريمةٍ آمنةٍ مستقرة. إنّهم لا يعرفون اليأس، لأنّهم يُوقنون أنّ النصرَ من عندِ الله، وأنّ طريقَ الحقِّ والخيرِ محفوفٌ بالتحدّيات.
ولم تكن مواقفُهم ردودَ أفعالٍ غاضبة، بل كانت دومًا مبنيّةً على حكمةٍ بالغةٍ وتخطيطٍ دقيق. فهم يعلمون أنّ المواجهةَ ليست بالشجاعةِ في الميادينِ والثغورِ وحدَها، بل بالعقلِ الراجحِ، والعلمِ، والمعرفةِ، والرؤيةِ الثاقبة. وبهذا الإيمانِ الصادقِ والقيادةِ الحكيمةِ تمكّنوا — بعونِ الله — من تفكيكِ الشبكاتِ والخلايا الجاسوسيّةِ للمعتدين ومحاولاتِهم البائسةِ والإرهابيّة، والحفاظِ على النسيجِ المجتمعيِّ وتماسكِ الجبهةِ الداخليّة، رغمَ كلِّ المحاولاتِ الراميةِ إلى تمزيقِها.
ومن عمليّة «فأمكنَ منهم» إلى عمليّة #ومكروا_وأولئك_هو_يبور، سطّر المجاهدون الأبطالُ من رجالِ الأمنِ البواسلِ تاريخًا كاملًا من الحنكةِ واليقظةِ والتمكين، وأشعّوا آياتٍ من الإعجازاتِ والإنجازاتِ التي تُعدُّ الأولى على مستوى منطقتِنا العربيّة، وترتقي إلى مصافِّ الدولِ العظمى المتقدّمةِ تكنولوجيًّا واستخباراتيًّا، بانتصاراتٍ قلَّ نظيرُها بقوّةِ الله وتأييدِه.
هم رجالُ اللهِ في أرضِه، ورفقاءُ ملائكتِه وحفظتُه، ولاؤُهم لله ورسولِه وأعلامِ هداتِه، أحرارٌ في قراراتِهم، لا يخضعون لضغوطٍ، ولا يخشون في اللهِ لومةَ لائم. هذه الروحُ الحرّةُ والنفوسُ الزكيّةُ هي التي جعلتْهم سدًّا منيعًا في وجهِ المشاريعِ الاستعماريّةِ والتبعيّة، مؤمنين بأنّ كرامةَ الوطنِ لا تُقدَّرُ بثمن، وأنّ حرّيّةَ القرارِ هي عنوانُ السيادة.
إنّ التعبيرَ عن امتنانِنا وفخرِنا بهؤلاء الرجالِ يبقى قاصرًا عن الواقع، وعاجزًا عن إدراكِ حجمِ التضحياتِ الجسامِ التي يُقدِّمونها في صمتٍ. فالكلماتُ تعجز، والعباراتُ تقفُ حائرة، والقلوبُ تفيضُ بالدعاءِ لهم بالنصرِ والحفظ. وأعظمُ شكرٍ نقدّمه لهم هو التعاونُ معهم والوقوفُ إلى جانبِهم، وحملُ المسؤوليّةِ معهم في الإبلاغِ عن أيِّ أعمالٍ مشبوهةٍ عبرَ الأرقامِ المجانيّةِ التي نشروها مثل الرقم 100 والرقم 199 وبقيّةِ الأرقامِ الأمنيّةِ المعتمدة.
والعهدُ منّا لهم أن نبادلَهم الوفاءَ بالوفاءِ، ونصونَ عهدَهم.
لكم منّا كلُّ الاعتزازِ والفخر، يا حرّاسَ الوطن.
جهادُكم وتضحياتُكم لن تُنسى، ودماؤُكم الطاهرةُ ستظلُّ شعلةً تُنيرُ دربَ الحرّيّةِ والكرامة.
والحمدُ للهِ الذي مَنَّ علينا بكم، ولن يُوفيَكم حقَّكم إلا اللهُ، فهو المُطَّلعُ على النيّاتِ، وليُّنا ووليُّكم.
وما النصرُ إلا من عندِ اللهِ العزيزِ الحكيم.
الكاتب من اليمن