ماذا تريد إسرائيل وماذا نريد نحن؟ ماذا ستفعل إسرائيل وماذا سنرد نحن؟
بقلم: د. تيسير فتوح حجه …..
الأمين العام لحركة عداله.
منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي، لم تتوقف محاولاته لفرض معادلة القوة على شعبنا الفلسطيني، معادلة عنوانها: السيطرة، القضم التدريجي للأرض، وإضعاف المشروع الوطني الفلسطيني بإشغالنا بصراعات داخلية واستنزاف مستمر. إسرائيل تعرف جيدًا ما تريد، وتخطّط لكل خطوة، وتستثمر الوقت والظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية لصالح أهدافها.
أولاً: ماذا تريد إسرائيل؟
إسرائيل تسعى إلى تكريس احتلال دائم بأقل كلفة ممكنة، وتحويل شعبنا إلى مجموعات معزولة بلا قيادة موحدة ولا رؤية جامعة. تريد أرضًا دون شعب، أو شعبًا منهكًا منشغلًا بالبحث عن لقمة العيش أكثر من انشغاله بالدفاع عن حقوقه.
كما تهدف إلى توسيع المشروع الاستيطاني، تهويد القدس، والسيطرة على كل ما يضمن بقاءها قوة مركزية في المنطقة، مستفيدة من الانقسامات الفلسطينية والعربية، وضعف الردع الدولي، واتساع دائرة التطبيع التي تُمنح لها مكافأةً على جرائمها لا عقابًا عليها.
ثانيًا: ماذا نريد نحن؟
نحن نريد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، نريد كرامة، وحقوقًا، وحرية. نريد أن نعيد ترتيب بيتنا الداخلي، وأن نستعيد وحدتنا الوطنية، وأن يتحول المشروع الوطني إلى برنامج عمل لا إلى شعارات.
نريد أن يفهم العالم أننا شعب يستحق الحياة، وأن المقاومة – بأشكالها كافة – حق مشروع كفله القانون الدولي، وأن بقاءنا على هذه الأرض هو فعل مقاومة يومي.
ثالثًا: ماذا ستفعل إسرائيل لاحقًا؟
إسرائيل ستواصل ما اعتادت عليه: التصعيد، القتل، التهجير، توسيع الاستيطان، اللعب على الوقت، واستخدام القوة المفرطة لفرض وقائع جديدة على الأرض.
ستحاول استثمار أي ضعف داخلي فلسطيني، وستسعى لخلط الأوراق سياسيًا وأمنيًا، وستوظف الدعم الغربي لحماية نفسها من المساءلة الدولية بينما تواصل انتهاكاتها بحق شعبنا.
رابعًا: وماذا سنرد نحن؟
ردّنا يجب أن يكون واضحًا ومبنيًا على رؤية وطنية شاملة:
أولاً: إنهاء الانقسام فورًا وتوحيد القرار السياسي
الفلسطيني.
ثانيًا: إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير لتكون الممثل الشرعي الكامل لشعبنا.
ثالثًا: المقاومة السياسية والقانونية والدبلوماسية إلى جانب المقاومة الشعبية الفاعلة.
رابعًا: تعزيز صمود شعبنا على الأرض عبر دعم الاقتصاد المحلي، وحماية الفئات المهمشة، وتثبيت المواطنين في القدس والمناطق المهددة.
خامسًا: إعادة الاعتبار للخطاب الوطني الجامع الذي يوحد ولا يفرق، والذي يضع مصلحة الوطن فوق الحسابات الفصائلية الضيقة.
موقف حركة عداله
إن حركة عداله تؤكد أن المواجهة القادمة ليست عسكرية فقط، بل سياسية ووطنية وأخلاقية. قوة شعبنا في وحدته، وفي صلابته، وفي تمسكه بحقوقه التاريخية. نحن في حركة عداله نرى أن الرد الحقيقي يبدأ بإعادة بناء الذات الفلسطينية، وصياغة مشروع وطني مقاوم متطور، وعدم ترك الاحتلال يحدد شكل مستقبلنا.
لن نسمح بأن تكون إسرائيل صاحبة الكلمة الأخيرة، ولن نسمح أن يبقى شعبنا وحيدًا أمام آلة القمع. إرادتنا الوطنية أقوى من مخططاتهم، وصمودنا هو السلاح الذي لم يستطيعوا هزيمته منذ أكثر من سبعين عامًا.
الكاتب من فلسطين