“الزهراء كرمز مقاوم: خطاب السيد عبدالملك الحوثي بين الاستقطاب الأيديولوجي والحرب الناعمة”
عبير عبدالحكيم الجنيد …..
التحليل السياسي لبيان السيد القائد/ عبدالملك الحوثي
1. تجييش الأمة ضد “المشروع الصهيو-أمريكي”:
· استخدام القضية الفلسطينية كحجر زاوية لتوحيد الخطاب وتحريك المشاعر الإسلامية ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
· اتهام الأنظمة العربية بالتواطؤ والخيانة عبر تقديم العون الاقتصادي والإعلامي لإسرائيل.
· بناء شرعية ذاتية عبر تصوير الذات كممثل حقيقي للإسلام المقاوم في مقابل “الأنظمة العميلة”.
2. إعادة تعريف التحالفات الإقليمية:
· تصنيف العالم الإسلامي إلى معسكرين: المقاومين (انصار الله وحلفاؤهم) والمنافقين (معظم الأنظمة العربية).
· استخدام سوريا كنموذج للخيانة والتبعية لإسرائيل وأمريكا.
· خلق حالة من الاستقطاب الحاد تبرر المواجهة وتشرعن المقاومة
3. خطاب الضحية والعزة المفقودة:
· تصوير الأمة الإسلامية كضحية لحرب ناعمة دمرت هويتها وأضعفتها.
· الربط بين التبعية السياسية والذلة الأخلاقية والانهيار الحضاري.
التحليل الإعلامي :
1. الاستراتيجية الرمزية:
· توظيف شخصية الزهراء (ع) كرمز للعفة والمقاومة والنموذج الإسلامي المثالي للمرأة.
· الربط الذكي بين المناسبة الدينية (مولد الزهراء) والقضايا السياسية المعاصرة.
· إطار “الحرب الناعمة” كتفسير شامل لأزمات الأمة.
· إطار “الصراع الوجودي” مع العدو الصهيوني والغربي.
· إطار “الخيانة الداخلية” المتمثلة في الأنظمة العربية.
3. التقنيات الخطابية:
· الاستشهاد المكثف بالآيات القرآنية لتعزيز الحجج.
·
· المقارنات المثيرة بين “شعوب الغرب” التي تتعاطف مع فلسطين و”الأنظمة العربية” التي تتواطأ.
التحليل الثقافي :
1. إعادة بناء الهوية الإسلامية:
· تقديم نموذج بديل للهوية الإسلامية يقوم على المقاومة والرفض بدلاً من الاستسلام.
· نقد التفسيرات “المنحرفة” للإسلام التي تنتج الخنوع والتبعية.
· الدعوة إلى إحياء “الروح الإسلامية الأصيلة” المتمثلة في الزهراء والأنبياء.
2. صراع الثقافات:
· تصوير الصراع كمواجهة بين ثقافة الإسلام الأصيل وثقافة التغريب والاستسلام.
· اتهام الحرب الناعمة بفرض ثقافات وولاءات منحرفة عن الإسلام.
· الدعوة إلى استعادة المناعة الثقافية عبر الاقتداء بالنماذج الإسلامية الراقية.
3. المرأة في الخطاب:
· تقديم نموذج الزهراء كنموذج مثالي للمرأة المسلمة – بعيداً عن النماذج الغربية.
· ربط تحرر المرأة الحقيقي بالالتزام بالإسلام وليس بالتبعية للغرب.
· استخدام المناسبة لتأكيد دور المرأة في المقاومة والحفاظ على الهوية.
الخلاصة :
هذا البيان يمثل خطاباً تكتيكياً متعدد الطبقات يهدف إلى:
1. توحيد الصف الداخلي حول رمزية دينية عابرة للطوائف.
2. تعزيز الشرعية الإقليمية للحوثيين كقادة للمقاومة الإسلامية.
3. تحميل الأنظمة العربية مسؤولية فشل الأمة في مواجهة إسرائيل.
4. بناء إطار فكري يحول الصراع السياسي إلى معركة وجودية ثقافية ودينية.
الخطاب يخلق واقعاً موازياً حيث الحل الوحيد هو المقاومة والرفض، ويرسم حدوداً صارمة بين الخونة والمقاومين، مستخدماً العاطفة الدينية والغضب الأخلاقي كأدوات للتعبئة والحشد.
—
بيان السيد اليوم يمثل نموذجاً متقدماً للخطاب السياسي-الديني الذي يدمج الرمزية التاريخية مع القضايا المعاصرة، ويحول المناسبة الدينية إلى منصة للتعبئة السياسية والأيديولوجية في سياق الصراعات الإقليمية والدولية.
الكاتبة من اليمن