هل سيتم تمديد ولاية محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة العراقية
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات …..
أن الكثير من القوى العراقية ترغب في تمديد ولاية محمد شياع السوداني الذي يقضي الآن عامه الثالث على رأس الحكومة العراقية للحفاظ على الإستقرار ومنع بدء مفاوضات جديدة، بينما تفضل قوى أخرى عراقية طرح أسم جديد.
وأهم الأسباب بالتمديد لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني أن خيار التمديد سيجعل القوى الشيعية العراقية تفوز بأربعة مزايا رئيسية وهي :
تسريع تشكيل الحكومة بالأعتماد على قائد مجرب تجاوز الشروط الأمريكية الصارمة، وتجنب الفراغ الدستوري، وتكريس أستحقاق إنتخابي واضح تفوق فيه الرئيس محمد شياع السوداني على شركائه في البيت الشيعي العراقي.
هذه المزايا الأربعة تكتسب زخماً متسارعاً داخل لجنة الإطار التنسيقي ألتي تعقد جلسات مكثفة تكشف عن حيرة أولية سرعان ما تتحول إلى إجماع تدريجي، ويدرك المشاركين في لجنة الإطار التنسيقي أن إعادة تكليف السوداني لرئاسة الحكومة العراقية تقصر المدة الدستورية لتشكيل الحكومة إلى أسابيع بدلاً من أشهر، مما يجنب العراق الشقيق فراغاً دستورياً وسياسياً محفوفاً بالمخاطر الإقتصادية والأمنية، كمراقب ومتابع للشأن العراقي أن التمديد للرئيس محمد شياع السوداني يوفر رئيساً يمتلك كفاءة وخبرة عملية عميقة في إدارة الملفات العراقية الداخلية وأبرزها إستكمال المشاريع الكبيرة ألتي بدء بها وإعادة بناء البنى التحتية ولمست ذلك على الأرض أثناء زيارتي الأخيرة للعراق الشقيق.
أن المشروع التنموي الشامل الذي أطلقه الرئيس محمد شياع السوداني ليس في العاصمة بغداد فقط وإنما في العراق لا يزال قيد التنفيذ، ويحتاج إلى أستمرارية لتحقيق نتائجه المرجوة خلال السنوات المقبلة، وبالتوازي يتيح إختيار السوداني للأطار التنسيقي التحرر من الشروط الأمريكية الصارمة ألتي تربط دعمها بتعين شخصية ( متوازنة ) بين المحورين الإيراني والغربي.
نتيجة لكل هذه الأسباب والمعطيات فإن الرئيس محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي الحالي يتمتع بسجل أثبت فيه قدرة على الحفاظ على علاقات عملية مع واشنطن دون التنازل عن السيادة الوطنية مما يجعله مرشحاً يصعب رفضه عربياً وإقليمياً ودولياً ويحفظ ماء الوجه داخل العراق الشقيق.
مسك الختام وفي ظل إزدياد الضغوط الخارجية من العواصم واشنطن إلى طهران وأنقرة، بدأت قوى الإطار في العراق ترفع منسوب إحتمال التمديد لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني الذي إستقال من حزب الدعوة الإسلامي/ تنظيم العراق ومن إئتلاف دولة القانون وأسس بعد ذلك تنظيم أو تيار الفراتين عام 2021، معتبرة قوى الإطار أنه الورقة الرابحة ألتي تحقق الأستقرار والأمن والأمان الداخلي، وتحافظ على المكتسبات التنموية وأدارته لملف السياسة الخارجية بكفاءة وخبرة عالية، كل هذه الأسباب والمعطيات تجعل التمديد له واجباً سياسياً واخلاقياً ودون الوقوع في فخاخ التجاذبات الداخلية العراقية.
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
الكاتب من الأردن