جمعة رجب يوم الانتصار للهوية الإيمانية
أمل راجح …..
بمشاعر الإيمان الممزوجة بالعزة، وبقلوبٍ لا تعرف الخضوع إلا لله، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لشعبنا اليمني المجاهد، بحلول عيد جمعة رجب؛ هذا اليوم الذي لم يكن يوماً عادياً في تاريخ اليمن، بل محطة إيمانية فاصلة، تتجدد فيها الهوية، ويُعلن فيها الانتصار للقرآن، في وجه كل مشاريع الطمس والاستكبار. جمعة رجب هي يوم الولاء لله وحده، ويوم البراءة من أعدائه، ويوم تتجلى فيه حقيقة قوله تعالى:
﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
في هذا اليوم العظيم، نبارك لأنفسنا ولشعبنا الثابت تمسكه بدينه وهويته، رغم كل ما يتعرض له من حربٍ وعدوان، مؤمنين بوعد الله الذي لا يتخلف:
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
إن جمعة رجب ليست احتفالاً شكليًا، بل موقفًا إيمانيًا صريحًا في وجه الطغاة، ورسالة مدوّية بأن هذا الشعب لن يساوم على قرآنه، ولن يفرّط بدينه، مهما اشتد العدوان وتكالب الأعداء.
ليست جمعة رجب يوماً عادياً في ذاكرة اليمنيين، بل هي محطة إيمانية فارقة وموعد متجدد مع الوعي والهوية والرسالة، يومٌ ينهض من عمق التاريخ ليعلن أن لهذا الشعب جذورًا ضاربة في الإيمان، وأن علاقته بالله ليست طارئة ولا موسمية، بل أصيلة ومتجذرة في الروح والسلوك والموقف.
تحلّ جمعة رجب فتوقظ في القلوب معنى الانتماء الصادق لله، وتعيد ترتيب البوصلة نحو القيم التي حاول أعداء الأمة طمسها وتشويهها. إنها يوم انتصار للهوية الإيمانية، لأن اليمني فيه يستحضر عهده مع الله، ويجدد ولاءه للقرآن، ويتمسك بدينه كخيار حياة لا يقبل المساومة.
لقد أراد الله لليمن أن يكون حاضنةً للإيمان، فشهد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية»، وفي جمعة رجب تتجسد هذه الشهادة واقعًا حيًّا، حين يخرج الناس محتفين بذكرى دينية لا تُختزل في طقوس، بل تُترجم إلى مواقف وثبات ووعي متقدم.
جمعة رجب هي رسالة صريحة بأن الهوية الإيمانية لا تُمحى مهما تكالبت عليها أدوات الاستكبار، ولا تُهزم مهما اشتدت الحرب الناعمة والخشنة وغيرها. إنها صرخة وعي في وجه مشاريع التغريب، وتأكيد أن هذا الشعب يعرف من هو، وإلى أي طريق ينتمي، ومن أي نور يستمد قوته.
في هذا اليوم، يدرك اليمني أن الإيمان ليس مجرد شعار يُرفع، بل مسؤولية تُحمل وسلوك يُمارس، وثبات في المواقف، ورفض لكل ما يمس الدين أو ينتقص من قدسية القرآن، أو يحاول سلخ الأمة عن قيمها. جمعة رجب تربي جيلاً يرى في دينه عزته، وفي هويته الإيمانية حصنه المنيع.
وإذا كانت الأعياد تُقاس بما تتركه من أثر، فإن جمعة رجب:
عيد الوعي والبصيرة
عيد الانتصار للذات المؤمنة والوقوف بثبات في خندق الحق، يومٌ يقول فيه اليمنيون للعالم: نحن أبناء الإيمان، وهويتنا ليست قابلة للتشويه ولا للبيع، وستبقى جمعة رجب شاهداً حيًّا على أن الإيمان في اليمن لا يموت بل يتجدد ويزداد قوة وصلابة.
جمعة رجب ليست ذكرى تُحكى، بل هوية تُصان، وعهد لا يُنقض، وانتصار يتكرر في كل عام.
في الختام
إلى كل من راهن على كسر الهوية الإيمانية لشعبنا اليمني: اعلموا أنكم تواجهون أمةً تستمد قوتها من الله، لا من السلاح وحده، أمةً فهمت معنى قوله تعالى:
﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾،
ولن تروا منها إلا ثباتاً يزداد وصلاً وصلابةً لا تنكسر.
إلى الطغاة الذين ظنّوا أن العدوان والحصار يطفئان نور الإيمان: إن الهوية الإيمانية ليست شعاراً يُمحى، بل عقيدةٌ راسخة، ومن يحاربها إنما يعلن حربه على سنن الله، وقد قال سبحانه:
﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.
إلى كل من استهان بقرآننا، أو سعى لتدنيس مقدساتنا: تذكّروا أن الله يمهل ولا يهمل، وأن وعده حق، وأن مصير المستكبرين محتوم، كما قال عزّ وجل:
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.
نقولها بوضوح: إن شعباً يحتفل بجمعة رجب بوصفها يوم انتصار للهوية الإيمانية، هو شعب لا يُهزم، ولا يُروّض، ولا يقبل الوصاية. ومن يصرّ على عدائه له، فإنما يكتب هزيمته بيده، ويواجه وعد الله الذي لا يُرد:
﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾.
#كاتبات_الثورة_التحرُرية
#الإتحاد_العربي_للإعلام_الإلكتروني_فرع_اليمن
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء_الدولي
الكاتبة من اليمن