السبت 7-1-2017

ما الذي يجعل السياسيين يصمتون على نتنياهو رغم التحقيق معه تحت التحذير؟ السبب هو أن بقاءهم متعلق ببقائه واذا ذهب فهم سيذهبون ايضا

بقلم: اميلي مواتي
يمكن تقسيم حزب السلطة لمنتخبي جمهور بالمفهوم العميق للكلمة، ولرجال بنيامين نتنياهو. التابعون لنتنياهو يوجدون في تصنيف منتخبي جمهور، لكنهم يبذلون قصارى جهدهم كي يكونوا مقربين لرئيس حزبهم، حتى لو لم يكونوا من نفس المادة السياسية. هؤلاء هم من يعقدون الصفقات والذين يفتحون الابواب ويتدحرجون في الساحة السياسية، وفي مرحلة ما يسيطرون عليها.
الوزير تساحي هنغبي هو حالة استثنائية، حيث أنه وقف على مدى السنين في كل المفترقات السياسية وقام بتغيير مواقفه بشكل مستمر: من جندي مخلص لموقف “دولتان للشعبين” انتقل الى استخدام “اقامة دولة فلسطينية كأداة للتحريض على حزب العمل”. ومع ذلك بقي جديا شيئا ما.
يوجد لهنغبي أساس قوي من الدعم والتأييد في داخل حزب السلطة وخارجه. ومن الناحية الاوسع هناك استماع جماهيري لاقواله. ما الذي يجعله يصمت، بل والانضمام الى الجوقة التي تشكك بجهاز القضاء، بما في ذلك المستشار القانوني للحكومة الذي تم تعيينه من قبل رئيس حزبه؟ هل يمكن أن التحقيق مع رئيس الحكومة بالنسبة لهنغبي هو خطوة اجرائية فقط؟ هل يمكن أنه يعتقد أنه لا قيمة لمواقفه ومكانته الجماهيرية وتجربته السياسية وأنه غير قادر على التأثير في المحيط الذي يعمل به، لهذا فهو يصمت؟.
وماذا عن غيلا غملئيل التي اجتازت طريق طويلة وهامة، من مجلس الطلبة في بئر السبع وحتى منصبها كوزيرة للمساواة الاجتماعية؟ وزيرة مثقفة مع أفق واسع وشجاعة ولا تبحث عن الشعبية، ويمكن التجادل معها في مواقفها، لكن لا يمكنها أن تكون جزء من معسكر يسحب الشرعية، ولا تقدم اقوال حول امور لا تعرفها. وبيقين هي لا تقوم بترديد الرسائل. أين اختفت غملئيل في الايام الاخيرة؟.
في آب 2008 تم التحقيق مع رئيس الحكومة اهود اولمرت تحت طائلة التحذير في قضية “ريشون تورز″. وتسيبي لفني التي كانت في حينه وزيرة الخارجية ورقم 2 في حزبه، رسمت لاولمرت الطريق الى الخارج. وبالنسبة لها النقاء والطهارة، لا سيما لرئيس الحكومة، أهم من البقاء في السلطة، حتى لو كان رئيس حكومة من حزبها. وقد اجتمع حول لفني اعضاء من الائتلاف، رغم الأسف بسبب عدم موافقتهم الدفاع عن رئيس حزبهم. وعندما رفض اولمرت الذهاب طلبت لفني منه علنا في مؤتمر الحزب بأن يستقيل. وحينها ايضا صمت هنغبي.
إن اولمرت ليس نتنياهو. ومن يدافع عنه فهو يفعل ذلك بسبب الصداقة والالتزام الشخصي العميق. واولئك الذين صمتوا، واولئك الذين خرجوا ضده (باستثناء لفني)، كان هذا مثل الخروج ضد أحد أفراد العائلة، الالتزام الشخصي أمام الالتزام السياسي، وهذا لا يمكن قوله عن دافيد بيتان وأمثاله. إنهم ليسوا اصدقاء لنتنياهو وهم يخافون بالفعل. إنهم يدافعون عنه ليس بسبب التضامن الايديولوجي، وليس بسبب الصداقة الشخصية، بل ببساطة لأنه اذا اختفى فهم سيختفون معه. إنه شريان الحياة السياسي بالنسبة لهم. يوفال شتاينتس واوفير ايكونيس ومن يقومون بالتسخين مثل جدعون ساعر وموشيه يعلون، فهموا أنه تحت شجرة نتنياهو لا ينمو أي شيء، فقط على أغصانها يمكن لشيء أن ينمو. واذا تم قطع الشجرة فهم ايضا سيختفون.
هآرتس

قد يعجبك ايضا