متى تضرب «لَظَسْ» بيد من حديد
قرأت الخبر الذي نشرته القبس في 14 فبراير الجاري، عن تصريح لرئيس جمعية الصيدلة د.هاني زكريا، بأن مؤتمر «واعي» الذي سيعقد بعد أيام، يهدف إلى تبصير الشباب الكويتيين لتفادي الوقوع في مطبات المخدرات المهلكة، والتي من شأنها أن تقضي على مستقبلهم، لا سيما بوجود 70 ألف مدمن بالبلاد، ما يتوجّب اتخاذ تدابير فورية لمكافحتها، ونشر الوعي بالمجتمع. زكريا أضاف أن هناك أكثر من 7500 ملف مفتوح بمركز علاج الإدمان، و70 ألف مدمن في الكويت، بزيادة قدرها 25 في المئة عن السنوات الأخيرة، ومن بينهم نسبة كبيرة من الشباب.. انتهى.
بعد قراءة الخبر ضربت كفّاً على كف لتبوّئنا مراكز متقدمة في كل ما هو سيئ، من فساد إلى زيادة عدد مدمني المخدرات بين ظهرانينا، وأراهن على أن رقم 70 ألف مدمن هو رقم غير دقيق، فهؤلاء هم المعروفون لدى السلطة ولدى الهيئات العلاجية، وغير المعروفين من فئة «إذا بليتم فاستتروا» هم أضعاف مضاعفة! خصوصاً أن إدمان المخدرات، أو مجرد حيازتها، فعل يعاقب عليه القانون، وأمر مخجل ولا مجال للتباهي أو الافتخار به..
* * *
نرجع إلى زيادة رقم المدمنين خلال السنوات الــ 3 الأخيرة، ونقول إننا على أحر من الجمر لمعرفة الأرقام السنوات المقبلة.. هل هي بنقصان؟! أم بازدياد؟! والسبب في النقصان ـــ إن شاء الله ـــ هو اللجنة المباركة للظواهر السلبية (لَظَسْ)، التي أيد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح وجودها عند طرح مبدأ إنشائها في هذا المجلس، مرجعاً أو مؤسساً تأييده الصارخ لوجودها، لأنها، حسب قوله واعتقاده، ستساعد السلطات المختصة بالحد أو التقليل من ظاهرة تعاطي المخدرات؟!.. ونحن نقول لمعالي الوزير وللمتحمسين من النواب لهذه اللجنة: إننا لم نسمع من أعضاء اللجنة النشطاء، إلا الهامشي من أمور، مثل حفلات دار الأوبرا وشجرة عيد الميلاد والشقق المفروشة، وآخراً وليس أخيراً، الاحتجاج على الاحتفال بعيد الحب أو الفالنتين؟!
لم نسمع من هؤلاء الأعضاء كلمة عن الرشى التي لا تمشي أي معاملة حكومية (تقريباً) من دونها، كل ذلك وعشرات العلل والآفات التي تنخر في جسد مجتمعنا لا تشكل بؤرة اهتمام لــ «لَظَسْ» ومن وراء إنشائها، متمنين ألا تخيّب هذه اللجنة آمال السيد وزير الداخلية في ضرورة تواجدها ومساعدتها أفراد وزارته، للحد من آفة تعاطي المخدرات! وننتظر على أحرّ من الجمر أن تضرب «لَظَسْ» بيد من حديد على متعاطي المخدرات!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
• هامش:
ورد إليّ التعليق التالي من القارئ الكريم محمد قمبر على مقالي «انت كويتي وافتخر»: «هناك مجسّم رخام (عمل فني) صممه ونفّذه الفنان الكويتي محمد قمبر في مدينة تورمليونوس الأسبانية منذ عام 1992 في ساحة الكويت بتلك المدينة الساحلية.
نشكر الفنان قمبر على هذه المعلومة، وكثر الله من أمثاله في رفعة اسم وطننا الغالي الكويت.
علي أحمد البغلي
[email protected]
** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
