سوريا بين الحاضر المؤلم والمستقبل المجهول !
في ظل سلسلة الهزائم التي عاشها تنظيم الدولة “داعش” التي كان آخرها مدينة الرقة السورية، التي شهدت أربعة أشهر من المعارك الدامية التي كان قد سيطر عليها التنظيم في كانون الثاني 2014، والتي كانت تعتبر العاصمة العسكرية للتنظيم، تفتح أبواب الأسئلة من جديد، هل حقاً وصل هذا التنظيم المتطرف إلى نهاية الطريق؟ وما هو مستقبل سوريا واللاجئين؟
قال الباحث في “معهد الشرق الأوسط” بلال صعب، إن “استعادة السيطرة على الرقة لها أهمية رمزية، لكن الأمر يتعلق بانتصار باهظ الثمن، فمعالجة المشاكل الاقتصادية والسياسية للسنة ستكون على درجة أهمية المعركة العسكرية حتى لا تظهر “دولة إسلامية” جديدة”.
إن هذا الانتصار العظيم الذي حققته “قوات سوريا الديمقراطية” على الرقة بحاجة ماسه إلى وضع استراتيجية جديدة شاملة للمنطقه بهدف تثبيت الاستقرار الأمني فيها، وعدم سقوطها في يد التنظيمات المتطرفة من جديد، فهل واشنطن جاهزة؟
لاحظ محللون عدة أن الولايات المتحدة لا تملك على ما يبدو استراتيجية واضحة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، ناهيك بإحياء المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف بهدف إنهاء الحرب.
وقال السناتور الجمهوري، بن ساس: “سيطرنا على مدن من قبل وفقدناها… هذا الانتصار يؤكد الحاجة إلى استراتيجية شاملة لسوريا”.
إن مستقبل سوريا واللاجئين مرهون لدى القوى المتنازعة داخل المنطقة، فبعد سقوط داعش الأخير تسعى تلك القوى الإقليمية والدولية بفرض نفوذها العسكرية والسياسية على الأطراف الأخرى داخل سوريا، ما يؤدي إلى نشوب أطراف جديدة وعودة “داعش” إلى الساحة السورية بشكل وإسم مختلف.
أما المجازر والجرائم البشعة المرتكبة ضد مفهوم الإنسانية، فيبدو أن نظام الأسد بدأ بالتخلص من مرتكبيها من ضباط على مستوى رفيع بتوصية روسية، ليظهر أمام المجتمع الدولي شريكاً في الحرب ضد “الإرهاب”، فهل يمكن لبشار الأسد أن يمثل هذا الدور بينما يحوي نظامه وحوشاً ظهرو على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يقطعوا جثث البشر أمثال العميد عصام زهر الدين، قائد القوات السورية في دير الزور، الذي ارتكب العشرات من المجازر بحق المدنيين، والذي انتهت مسيرته البشعة في ظروف غامضة لتنته أسطورة سفاح من ضباط جيش الأسد.
خليل مروان طهبوب
