أنا سعيدة
قد تستغربون عندما أقول إنني سعيدة بما يحدث عندنا هذه الأيام.. هوجة الغش بالامتحانات والنفس الطائفي والقبلي والمذهبي الذي اشتد عوده ودخل مرحلة التحدي وكشف الرأس.. وما أذهلنا اخيرا من اعلانات موجهة من طلبة جامعيين ينتمون لقبائل متعددة يبدون استعدادهم لمساعدة من ينتمون لنفس القبائل في اجراءات الدخول للجامعة مذيلين اعلاناتهم بشعار جامعة الكويت.
انتقدَ من انتقدَ وغَضبَ من غضب واستغربَ من استغرب.. كل هذا الغضب والانتقاد.. فلا ضير أن تهنئ قبيلة أبناءها الخريجين وتُعينهم وتساعدهم.
تعرفون لماذا وصل مجتمعنا الى هذا المستوى من الانتماءات الجانبية خارج نطاق الوطن؟
بسبب تراجع دور مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني التي نشعر ان جزءا كبيرا منها في سبات عميق.. خلق فراغاً حلت مكانه القبيلة والطائفة والمذهب والفئوية. وحالة التردي التي وصل اليها نسيجنا الاجتماعي غير المسبوقة.. الكل مساهم فيها.. بدءاً من الدولة مروراً بمنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة والمواطنين كلهم.
إلا أن ما حصل في جامعة الكويت يدعونا إلى وضع انتخابات الطلبة داخل الكويت وخارجها تحت المجهر.. للتعرف على اسباب هذه المشكلة التي بدأت تنتقل أمراضها من على مدرجات الجامعة الى اماكن العمل، وصولا الى المناصب القيادية، والخطر الاكبر عندما يصل الامر الى الجمعيات التعاونية والمجلس البلدي ومجلس الامة.. كله يبدأ من انتخابات الجامعة.
ادرسوا الموضوع جيدا وحللوه وستتأكدون.
تعرفون لماذا انا سعيدة.. لان الأغلبية الصامتة والأقلام الناشفة بدأت تقلق وتعبر عن قلقها.. وبدأت تتحدث وتكتب.. وهنا يبدأ الإصلاح.
إقبال الأحمد
