نعم للتأديب.. لا للتشريد
انتشرت الانحرافات الشبابية في المدارس والمجمعات التجارية والأماكن الترفيهية وفي الشوارع، وأصبحت ظاهرة مخيفة، وتطورت بعض تلك الانحرافات إلى جرائم قتل وحالات اعتداء.
إن السبب الرئيسي لانحراف الكثير من الشباب عن مسار الصلاح هو اهمال الاسرة في توجيههم منذ الصغر نحو الالتزام بالأخلاقيات الحميدة، وقام العديد من اولياء الامور، بسبب انشغالهم في امورهم الحياتية، بتفويض الأجهزة الحديثة بتربية ابنائهم، وتلك الاجهزة تصلهم بالثقافات العالمية، وهي تخالف مبادئ ديننا وتختلف عن عاداتنا الاجتماعية، وبالتالي تؤثر سلبا في سلوكيات الشباب، وتيسر امامه الطريق لتجاوز كل ما يقف في طريقه من حواجز دينية وعادات مجتمعية.. وما زاد من سوء الوضع قيام بعض النواب بالتوسط لدى المسؤولين في الحكومة لمنع تطبيق العقوبة عليهم.. فأمن الناشئة العقوبة وأساءوا الأدب، لذا اصبح على عاتق التعليم مسؤولية جسيمة، وهي تحديث أساليب التدريس وتطوير المناهج بدءا من رياض الاطفال لتتناسب مع العصر.
ان الشاب يحتاج إلى مراعاة شعوره واحترام شخصيته وبخاصة اذا كان في المدرسة امام زملائه، فان واجه موقفا يشعر منه بالاهانة والاقلال من شأنه فإن رد فعله يكون عنيفا، وللأسف فان الخدمات النفسية لا تؤدي دورها المنوط بها في المدارس.. فحالات الاعتداءات على المعلمين زادت مؤخرا، خصوصاً خلال قيام المعلمين بالمراقبة على الاختبارات النهائية، كما حدث مؤخرا حين اعتدى طالب في احدى الثانويات على رئيس لجنة الاختبارات فيها، وطالب غالبية المجتمع باتخاذ العقاب الرادع بحق الطالب، وبناء على الثورة المجتمعية قام وزير التربية بفصل الطالب وحرمانه من التسجيل في جميع مدارس الكويت.. وقد ضاع مستقبل هذا الطالب، فمثلا لماذا لم يتم فصله لمدة عام دراسي وخلال تلك الفترة يلزم بحضور برنامج تأهيلي نفسي ليصبح فردا صالحا في المجتمع؟ ولاحقا اصدر الوزير قرارا يسمح لهذا الطالب بالدراسة في المدارس المسائية، وهذا لا يعتبر عقابا له، ولا يجعله عظة وعبرة لزملائه، وسوف يعود الى ما فعل لأنه لم يعاقب..
ان وزارة التربية مطالبة برد اعتبار المعلم، ولا يكون ذلك الا بمعاقبة الطالب بعقوبة رادعة ومن ثم اعادته إلى المدرسة مع شباب في سنه، وليس في مدارس الفترة المسائية.. فنعم للتأديب ولا للتشريد!
أ. د. بهيجة بهبهاني
[email protected]
