الصين ترفض التفاوض مع الولايات المتحدة حول التجارة بينما «السيف مسلط على رقبتها»

 

وهج 24 : أكدت الصين  الثلاثاء أنه من المستحيل مواصلة المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، بينما «السيف مسلط على رقبتها»، بعد دخول رسوم جمركية أمريكية جديدة على سلع صينية بقيمة مئتي مليار دولار سنويا، حيز التنفيذ.
وتصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أمس الأول مع دخول الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي تبلغ نسبتها عشرة في المئة على سلع صينية بقيمة مئتي مليار دولار سنويا.
وقال وانغ شوين، نائب وزير التجارة الصيني، في مؤتمر صحافي ان «الولايات المتحدة اعتمدت للتو قيودا تجارية كبيرة جديدة. كيف يمكن إجراء مفاوضات والسيف مسلط على رقبتنا بهذا الشكل؟ لن تكون (في هذه الحالة) مفاوضات ومشاورات تجري في أجواء من الندية».
وكانت بكين وعدت بالرد فورا عبر فرض رسوم تبلغ 5 أو 10 في المئة على منتجات أمريكية بقيمة ستين مليون دولار سنويا.
ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ أشهر إلى دفع الصين إلى إنهاء الممارسات التجارية التي يعتبرها غير نزيهة. وهو ينتقد خصوصا إلزام الشركات الأمريكية، مقابل دخولها أسواق الصين، تقاسم معرفتها مع شركاء محليين، معتبرة ذلك «سرقة» للملكية الفكرية.
وعقد البلدان عددا من اللقاءات لتسوية خلافاتهما. ويعود آخر هذه الاجتماعات إلى الشهرالماضي عندما توجه نائب وزير التجارة الصيني وانغ شوين إلى واشنطن. وأجرى وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين اتصالات مع نظرائه الصينيين لاستئناف المفاوضات الثنائية حول الخلافات التجارية. لكن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب قوضت هذه المبادرة على ما يبدو. وقال وانغ شوين أمس ان «هذه المشاورات أسفرت عن تفاهمات عديدة وحتى كانت موضوع بيان مشترك. لكن الولايات المتحدة رفضت هذا التفاهم واتخذت إجراءات تجارية تقييدية». وأضاف «في هذه الأجواء، استمرار المفاوضات ليس ممكنا».
وشهدت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تصعيدا منذ بداية الصيف مع تجاهل ترامب التحذيرات العديدة من المخاطر على الشركات الأمريكية والنمو العالمي.
وآخر تحرك أطلق ضد بكين يتعلق بأكثر من 250 مليار دولار من البضائع الصينية التي تشملها الرسوم الجديدة. ويمثل ذلك نصف الصادرات السنوية للصين إلى الولايات المتحدة. وردت الدولة الآسيوية العملاقة على كل من هذه الاجراءات ورفعت الرسوم الجمركية على ما تبلغ قيمته 110 مليارات دولار من الواردات الأمريكية. وهذا ما يمثل كل ما تستورده الصين تقريبا من الولايات المتحدة.
لكن هذه المواجهة المتواصلة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم تثير قلق المحللين. وقد خفضت وكالة «فيتش» للتصنيف الإئتماني تقديراتها للنمو. وهي تتوقع الآن ارتفاعا في إجمالي الناتج الداخلي الصيني بنسبة 6.1 في المئة هذه السنة (أقل بـ0.2 نقطة مئوية من توقعات يونيو/حزيران)، ونموا عالميا يبلغ 3.1 في المئة في 2019. وتشمل الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة عددا كبيرا من المنتجات الصينية من قطع الحواسيب إلى آلات النسخ، مرورا بأجهزة توزيع الأوراق المصرفية. أما الصين فتستهدف في رسومها حوالى 5200 منتج أمريكي بينها الغاز الطبيعي المسال ومكونات إلكترونية.
لكن الصين لم تغلق أمس باب المفاوضات. فقد قال وانغ شوين «من الجانب الصيني نحن منفتحون على التفاوض لتسوية الخلافات الاقتصادية والتجارية. لكن إذا أردنا أن تكون هذه المفاوضات فعالة فعلينا أن نتعامل بندية وباحترام متبادل».
وتابع أن «استئناف المشاورات (…) مرهون بالكامل بإرادة الولايات المتحدة».

المصدر : أ ف ب

قد يعجبك ايضا