ولنا في الشقيقة الكبرى أسوة حسنة

علي أحمد البغلي

 

نبارك لأشقائنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة أعيادهم الوطنية، ونبارك لهم النقلة النوعية التي وصلوا اليها بفضل الفكر التقدّمي الشاب الذي يقود بلادهم العزيزة للمستقبل بخطى واثقة..
واحدى تلك الخطى الواثقة التي نتمنى الاقتداء بها من الوزراء المختصين بحكومتنا الرشيدة، هي تصريح أدلى به مؤخراً وزير التربية والتعليم السعودي الدكتور أحمد العيسى، الذي قال لصحيفة الشرق الأوسط (في 21 سبتمبر الجاري): «ان وزارته تحاصر فئة قليلة من المعلمين الذي يحاولون تحويل الأنشطة الطلابية الى منصة لتسويق أفكار تنظيم الاخوان»، مؤكداً «أن المناهج الدراسية السعودية بشكل عام تخلو من أي تشكيلات فكرية»، مؤكداً «أن وزارته مهتمة بالتأصيل الشرعي في المناهج الدراسية، وأن المناهج تحمل قيم المجتمع السعودي وتتوافق مع سياسة البلاد وثوابتها».. انتهى.
ونحن نهدي هذا الكلام الى مسؤولي وزارة التربية والتعليم لدينا، قائلين لهم: الى متى ستظل بصمات «الاخوان» وباقي الحركات الأصولية المتشددة تطبع مقررات مدارسنا وتملأ عقول أجيالنا الشابة؟!
وهي بصمات سوداء تتنافى وتتعارض مع ما ارتشفناه في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي من تعليم راق، مدني، وطني متقدم، يتوافق مع ثوابتنا وقيمنا الوطنية والتي جبلنا عليها ككويتيين منذ أن اجتمعنا على نفس القيم والثوابت في وطننا الغالي في مراحل التأسيس الأولى، وحتى حبانا الله بالثروة النفطية، الى أن ابتلينا بكم!.. وما نتج عن سيطرتكم على هذا المرفق الحساس (التعليم) وكل ما يقدم فيه من مواد وأدبيات، إلا أجيال منهزمة نفسياً، تلجأ للعنف في التافه من أمور وبلاو كثيرة ابتلي بها أولئك الشباب من مخدرات ومسكرات وعنف غير مبرر، وطلاق بعد الزواج لأتفه الأسباب، وانتشار الفساد كالنار في الهشيم، وكسر القوانين في الشوارع والدوائر الحكومية والمدارس والمستشفيات.. هذا وأكثر ما جنيناه من مناهجكم ووعاظ مساجدكم ومؤججي الفتن في مخيماتكم الربيعية، وبلاو لا حصر ولا عدد لها لم نكن نعرفها قبل «الابتلاء بكم»!
فيا حكومتنا الرشيدة، أنتِ لستِ بحاجة الى إعادة اختراع العجلة أو تشخيص أسباب الخلل الذي يزلزل أركان المجتمع، فأشقاؤنا الأعزاء في المملكة والإمارات ومصر (حيث نما وترعرع ذلك التنظيم الشيطاني) قد وعوا خطورته، فواجهوه وجابهوه بما يستحق، إلا أنتِ لا تواجهينه، مع أن البلوى ماثلة وقادمة، فمتى نعي ذلك؟!.. أتمنى أن يتم ذلك قبل فوات الأوان!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
● هامش:
اتصل بي مشكوراً معالي وزير التجارة الشاب خالد الروضان، تعليقا على مقالي المعنون «تموين ماري انطوانيت والوزارة التجوري».. وأفادني بأن مادة «الكورن فليكس» التي تنوي الوزارة توزيعها مع الحصص التموينية، لن تكلف الخزانة العامة فلساً واحداً، ذلك أن تجار هذه المادة عرضوها على الوزارة لتوزيعها بأسعار مخفضة تصل الى سعر التكلفة تقريباً.. ونحن نشكر الوزير على حرصه ومتابعته.

علي أحمد البغلي
[email protected]

قد يعجبك ايضا