“ديلي بيست”: الرياض تنظم سهرات في أمريكا لتحسين صورتها بعد اغتيال خاشقجي

 

وهج 24 : ذكرت مجلة “ديلي بيست” الأمريكية أن رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل كان منهمكا في حوارات مع مجموعة مختارة من المدعوين في نيويورك، في محاولة لإقناع الحاضرين بأن العلاقات السعودية الأمريكية تمضي في مسارها الصحيح، وذلك بعد شهر ونيف من جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.

ففي شقة بحي “أبر إيست سايد” في نيويورك، وقف أحد أبرز الدبلوماسيين السعوديين، أمام حشد يناهز الخمسين شخصا من المدعوين في سهرة سرية تخللها عشاء فاخر وخمور، في مسعى منه لتهدئة المخاوف بشأن الحكام في بلاده.

وكان ذلك في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، أي بعد أكثر من شهر من اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ويومها واجه الأمير تركي الفيصل مدير المخابرات السابق سيلا من الأسئلة عن دور بلاده في الجريمة التي وقعت في القنصلية السعودية في إسطنبول، بحسب المجلة الأمريكية.

ورغم أنها ليست المرة الأولى منذ ذيوع الخبر التي يتحدث فيها علانية، فإن مستمعيه هذه المرة كانوا على إلمام أكثر بالموضوع ذلك لأنهم ثلة مؤلفة من كتاب وصحافيين وسياسيين وباحثين، بعضهم حضر حفلات سياسية معه من قبل.

وقالت “ديلي بيست” رغم أن العادة جرت على أن يعقد دبلوماسيون سعوديون اجتماعات مع شخصيات متنفذة في مجال الإعلام ودنيا السياسة في ظروف عادية، فإن حفل ذلك اليوم كان على ما يبدو أحدث محاولة من الفيصل لتعزيز صورة السعودية في أعقاب اختفاء خاشقجي.

وأضافت المجلة أنه طوال الشهر المنصرم، حاولت الرياض إدارة تداعيات اغتيال خاشقجي وما أعقبها من إدانات دولية “خلف الكواليس” مستعينة بشخصيات سعودية مشهورة مثل الفيصل لجبر الضرر، بحسب إيرين بانكو محررة شؤون الأمن القومي بموقع “ديلي بيست” الإخباري الأمريكي.

حاولت الرياض طوال الشهر المنصرم إدارة تداعيات اغتيال خاشقجي وما أعقبها من إدانات دولية “خلف الكواليس” مستعينة بشخصيات سعودية مشهورة مثل الفيصل لجبر الضرر

ونقل موقع ديلي بيست عن كبير الباحثين بمعهد دول الخليج العربي في واشنطن، حسين إبيش، قوله إن “هناك جهدا ملحوظا لتغيير الأفكار”،  مضيفا أن “المشكلة تكمن في أن الحكومة السعودية ليست بتلك الحنكة في مثل هذه المواقف. فالأمر سيستغرق منها بعض الوقت، ثم إن الناس يريدون أفعالا وليس أقوالا، بيد أن المسألة تبدو الآن على الأقل أن كل الذي يستطيع السعوديون تقديمه هو الكلام”.

وانهمك الفيصل، في الآونة الأخيرة، في حملة للتواصل مع سياسيين ورجال أعمال وقادة فكر بهدف إرساء العلاقات التي تعتمد عليها المملكة في الإبقاء على صوتها مسموعا في واشنطن، بحسب ديلي بيست.

وفي حديثه للمدعوين يوم 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري الذي استغرق 15 دقيقة، قال الفيصل، الذي يعيش في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة ويحاضر في جامعة جورج تاون، إنه رغم القتل البشع لخاشقجي من قبل عملاء سعوديين، فليس هناك ما يدعو إلى القلق، مشيرا إلى أن المملكة لن تقبل أي تحقيق خارجي في مقتل خاشقجي، وعقد مقارنة بين التحقيق المفترض في الحادثة ورفض الولايات المتحدة تحقيق مماثل في أحداث سجن أبو غريب بالعراق التي أساءت فيها معاملة المعتقلين هناك.

وأضاف أن الولايات المتحدة أجرت حينها تحقيقا مع نفسها، وهي الذريعة ذاتها التي ساقها في منتدى عُقد بمعهد السلام الدولي بنيويورك في وقت سابق، وفق ديلي بيست.

شخص واحد من بين الحاضرين في شقة نيويورك بدا حريصا على الضغط على الفيصل فيما يخص قضية خاشقجي والحرب في اليمن. ووجه هذا الشخص، الذي لم يكشف موقع ديلي بيست عن هويته، سؤالا عما إذا كانت السعودية ستواصل حملتها العسكرية في اليمن أم أن ضغطا مورس عليها من جانب الولايات المتحدة لتغيير مسار العملية هناك.

وأجاب الفيصل بتأكيد أنه ليس هناك تغييرات مخطط لها، مشيرا إلى أن المملكة منفتحة على التواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ولا يُعرف على وجه الدقة إن كان الفيصل سيخاطب تجمعات أخرى المرة القادمة وإلى أي مدى سيواصل عقد موائد مستديرة تتناول قضية خاشقجي. وذكر الموقع الإخباري أنه في مناسبة واحدة على الأقل، ألغى المنظمون دعوة كانت قد وجهت لتركي الفيصل للتحدث.

غير أن مراقبين يقولون إن السعودية ستواصل دون أدنى شك جهودها “الهائلة” في تنظيم حملات علاقات عامة. ويبقى السؤال عما إذا كانت الرياض ستتمكن من تعويض ما فاتها من وقت.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا