بين اليمين واليسار ستة مناهج للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني

 

تعنى حملة الانتخابات ظاهراً بالصدام بين اليمين واليسار، ولكن ما هو اليمين وما هو اليسار؟ وبالفعل فإن المسألة الوحيدة الجوهرية تتعلق بالنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. ظاهراً، اليسار لا يزال متمسكاً بحل الدولتين واليمين يعارض ذلك. غير أن مجال البحث الحقيقي أوسع.
هناك ستة مناهج لهذا الموضوع المهم، وجدير استعراضها من اليمين إلى اليسار. وفقاً للنهج الأول، فإن الحل هو دولة واحدة، وعلى إسرائيل أن تضم يهودا والسامرة كلها، وأن تضع حداً لنية إقامة كيان فلسطيني مستقل في المستقبل. وحسب هذا النهج، لا ينبغي الخوف الزائد من الموضوع الديمغرافي، وذلك لأنه إذا تجاهلنا غزة، واستناداً إلى التغييرات الديمغرافية الجارية، فإن الأغلبية اليهودية مضمونة.
بالمقابل، وفقاً للنهج الثاني، فإنه إلى جانب معارضة إقامة دولة فلسطينية هناك تأييد لضم مناطق ج فقط، مع التشديد على كل المنطقة في يهودا والسامرة، حيث هناك بلدات يهودية. وحسب هذا النهج، فإن الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق أ و ب سيتمتعون بحكم ذاتي مدني، وتبقى لإسرائيل سيطرة عسكرية كاملة بين نهر الأردن والبحر المتوسط.
وإلى جانب هذا النهج، فإن النهج الثالث لا يزال يؤيد مبدئياً حل دولة ما، ولكنه يدعي بأنه لا يمكن تحقيق ذلك في المستقبل المنظور، وبالتالي فإن السياسة الصحيحة يجب أن تكون «إدارة النزاع» وليس الرغبة في حلها.
وحسب النهج الخامس، وعلى الفور سنعود إلى النهج الرابع ـ لن يكون ممكناً الوصول في المستقبل القريب إلى اتفاق، ولكن بالمقابل بموجبه ينبغي إنهاء الاحتلال، وإخلاء معظم مناطق الضفة الغربية والانسحاب إلى خط الجدار الأمني، إلى هذا الحد أو ذاك، وبالمقابل مواصلة الاحتفاظ بغور الأردن ـ حيث لا يكاد يكون فلسطينيون ـ وهكذا نقل العبء السياسي إلى الطرف الفلسطيني. وهذا النهج أسماه أولمرت في 2006 «خطة الانطواء».
النهج السادس يؤيد المفاوضات هنا والآن على أساس فكرة الدولتين. هناك مناهج فرعية تكتيكية مختلفة تتعلق بكيفية العمل السليم على ذلك، بدءاً من الشروع في مفاوضات بلا شروط مسبقة وحتى فكرة وضع العرض الإسرائيلي بالنسبة للحدود كفعل بداية، ولكن الأمر المشترك هو الثقة في أنه يمكن ومن الحيوي الوصول إلى تسوية دائمة الآن على أساس مبدأ الدولتين.
النهج الرابع يعرض صورة كالتالية: من المهم لإسرائيل الوصول إلى حل دائم للمشكلة الفلسطينية، ولكن لا يمكن عمل ذلك على أساس المبدأ البسيط للدولتين، الذي هو سيئ للطرفين. فمبدأ الدولتين يقوم على أساس أربعة افتراضات: يجب حل النزاع في الوسط الذي بين البحر والنهر: يجب أن تقوم دولة فلسطينية ذات سيادة؛ وغزة والضفة ستكونان جزءاً من كيان سياسي واحد؛ والحدود بين إسرائيل وفلسطين تقوم على خطوط 67 مع تعديلات طفيفة. من قال إن هذه الفرضيات صحيحة بالضرورة؟ إذا تجاهلناها سيكون ممكناً أن نلاحظ على الأقل حلين بديلين للنزاع: الأول يقوم على أساس تبادل الأراضي خماسي بين إسرائيل، ومصر، والأردن، وفلسطين والسعودية، والثاني على إقامة اتحاد فيدرالي بين الأردن والضفة الغربية.
إن التقسيم بين يسار يؤيد حل الدولتين ويمين يعارضه لا يعكس في الحقيقة كامل مجال البحث. أكثر من ذلك، من السهل أن يكون المرء ضد هذه الفكرة أو تلك، ومن الصعب أكثر القول ما الذي تؤيده. الانتخابات ليست فرصة للانشغال بالأشخاص فقط بل بالأفكار والآراء أيضاً، وليس كافياً أن تقول فقط ما هو لا، ومن المهم أن تعرف كيف تقول أيضاً ما هو نعم.

غيورا آيلند
يديعوت 9/1/2019

قد يعجبك ايضا