التحدي يوجب الاستجابة !!!

الاحساس ظاهرة نفسية متولدة عن تأثير احدى الحواس بمؤثر ما فهو اداة اتصال بالعالم الخارجي ووسيلة من وسائل المعرفة عند الانسان اما الادراك فهو عملية عقلية نتعرف بها على العالم الخارجي بواسطة الاحساس الموجه الى موضوع معين في اطار الزمان والمكان وبحكم العلاقة بين الاحساس والادراك تكون هناك ظاهرة التوجيه الانفعالي والعقلي معاً وما يحدث من احداث تؤثر على ادراكنا وتسبب عملية نشطة يعيشها الانسان فيتفاعل بشكل او بآخر مع الحدث وهي عملية مصحوبة بالوعي لتلك الاحداث فالشعور اساس للمعرفة الذاتية وادراكه لكل ما يحدث من حوله ويتأثر نفسياً بتلك الاحداث فالمواطن اصبح يحس ويدرك واصبح لديه وعي لما يحدث على الساحة من احداث ومما زاد في الامر اكثر وضوحاً شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل اتصال واسعة الانتشار والتي اصبحت تثبت حقيقة ما يحدث ومن ضمن تلك الامور التي يجب ان نقف عندها ما يغلب على كثير من المسؤولين المرفهين بحكم مكانتهم والغدق المالي عليهم وبحكم الحصانة التي يتمتعون بها فنشاهد الكثير منهم يقيم الحفلات والسهرات ويدعو السفراء وكثير من المسؤولين ويبيح التصوير بقصد الاعلان والاعلام والشهرة ومنهم من يرتاد اندية القمار والسماح لسياراتهم لتكون المكان الآمن لتهريب المخدرات وغيرها الكثير الكثير في ظل الجوع والفقر والبطالة ومعاناة الشعب لضغوطات الحياة ومتطلبات المعيشة في ظل ارتفاع متزايد في الاسعار على السلع والممتلكات من قبل الحكومات المتعاقبة مما يضعف من شعور المواطن بانتمائه ويفقد ثقته بحكومته وبمجلس النواب وغيره فينخفض مستوى انتاجيتهم وادائهم واهتمامهم بقضايا الوطن ليصبح اسيراً لتلاطم العديد من التأثيرات الخارجية والداخلية فيتبلد احساسه وتنعدم ملاحظاته لما يجري لواقعه من مخاطر على وطنه فلا يقوى على التمييز والادراك كما ينبغي ان يكون مكتفياً باوضاعه ومتمنياً ان تكون طبيعية ومستقرة وغير قابلة للتغير او التحول في ظل سياسات الحكومة في رفع الاسعار فأصبح المواطن لا يفكر لا بالمراجعة ولا بالتغير ولا بالتجديد لأن الامور تسير باتجاه سلبي والمسؤولين والنواب من اختيار سيء الى أسوأ ومن تصرفات سيئة الى مشينة في استفزاز واضح للمواطن .
ولقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على تجاوز اغلال الحاضر المضطرب الى التفكير والاعداد للمستقبل حين امرنا قائلاً اغتنم خمساً قبل خمس اي للامساك بزمام المبادرة اي الاغتنام من الاحوال المستقرة الموجودة قبل ان تكون هناك عوارض متوقعة في المستقبل فشبابك قوة وكبرك وهرمك ضعف وغناك شيء وفقرك شيء آخر لا يعلم به الا رب العالمين والفراغ بعد الشغل واضح معناه مقرون بأنقطاعك عن عملك وكبرك على الاداء وصحتك بالعطاء .
فهذه الايام هي ايام العمل والعطاء والتأهب والاستعداد فلا نفع للتمني يوماً ولا الاهمال في زمن الفرص المتاحة لاثبات الموجودية ولنسابق الوقت الذي يداهمنا في ظل متغيرات سريعة وفي ظل ازمات تحتاج الى تضافر كافة الجهود للقوى الوطنية .
ان التفكير بالمستقبل واستشراقه ومن ثم العمل على التخطيط له والاستعداد للتعامل معه مطلب شرعي وواجب معيشي على المسؤولين والمقتدرين والمنتمين لهذا الوطن واهمال هذا الجانب يجعل المستقبل مسرحاً للصدمات والازمات قد يحار بالتعامل معها بسبب الركون الى الملذات والشهوات والنزوات والرخاء وكم لهذا الرخاء من خيانة ويجب ان تكون افعالنا استباقية وان لا تكون ردود افعال نتحرك حسب ما تقتضيه تحركات الاطراف الاخرى وحتى لا تختلف الموازين باختلاف الزمان والاحوال فلكل حالة معطياتها الذي يقدرها اهل الشأن من الامناء الصادقين .
ويجب ان يكون كل مسؤول مشروع نهضة ورمز للانتماء والصمود وديوان عزة وسجل كرامة ومجد فالتحدي يوجب الاستجابة وعلينا ان نستعد للتحديات والمفاجآت المتوقعة بالتصرفات الملائمة والحلول العملية .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

قد يعجبك ايضا