عريقات: صفقة القرن احتيال وخداع ولن ندفع ثمن نجاة ترامب ونتنياهو من ورطتيهما
وهج 24 : وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات،صفقة القرن، بأنها “احتيال أو خدعة القرن، هذه هي اللعبة الأكثر ظلماً التي شهدناها في العلاقات الدولية”.
وأضاف في مقابلة مع شبكة “CNN”، اليوم الإثنين: “شخص ما يحاول تحديد مستقبلي وطموحي ومستقبل أحفادي دون أن يكلف نفسه عناء التشاور معي؛ لأنه يريد أن يفوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، ويريد أن يحصد أصوات الأمريكيين في انتخابات في 2020، هذا هو الفصل الأكثر إثارة للسخرية في عملية السلام بالشرق الأوسط”.
وقال عريقات إن ما يفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه يدمر طريق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في إشارة إلى خطة السلام الأمريكية.
ووجه عريقات حديثه إلى ترامب قائلاً: “إن ما تفعله ظلم، تعترف بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وتقول إن المستوطنات قانونية، وتقطع دعم الأونروا والمؤسسات والمستشفيات الفلسطينية، ثم تقول إنك تريد التحدث مع الفلسطينيين في المستقبل بعد أن يقرروا مستقبلهم”، مضيفاً: “إنه يحاول أن يفرض علينا ما يريده، هذه لعبة احتيال وخداع”.
وتابع: “إذا كانوا يريدون تدمير حل الدولتين هل يقبلون بدولة واحدة فيها المسيحيون والمسلمون واليهود متساوون؟ بالطبع لا. ما يحاولون فرضه هو دولة واحدة بنظامين وتمييز عنصري. هذه هي النهاية التي يحاول ترامب وكوشنر ونتنياهو تحقيقها”.
ورأى المسؤول الفلسطيني أنه “إذا استمر الرئيس ترامب في هذه الصفقة الخاصة به فن الاحتيال، فهذا يعني أنه يلغي جميع الاتفاقيات السابقة الأخرى الموقعة من حيث المراجع والقانون الدولي والشرعية الدولية”، وقال: “لذلك أخشى في نهاية اليوم أن يقف نتنياهو وترامب بمفردهما في مواجهة المجتمع الدولي، الذي سيرفض الانخراط في حل المشكلات خارج إطار القانون الدولي ويريد حل المشكلات بالوسائل السلمية”.
وأعلن عريقات رفض الشعب الفلسطيني دفع فاتورة من دمه ليكون طوقا لنجاة لترامب ونتنياهو من ورطتيهما، وقال: “هناك احتمال كبير أنه بهذه الضربة من الرئيس ترامب ونتنياهو سيتم تدمير السلطة الفلسطينية من قبل نتنياهو، وربما هذا هو ما يريده. ربما هذا هو ما يريده حتى يستطيع أن يقول من الذي يصنع معه السلام؟ الرجل يواجه اتهامات بالفساد، يواجه رئيس الولايات المتحدة احتمالية عزله، ومن ثم يتعين علينا أن ندفع الثمن بدمائنا ودماء أطفالنا وأحفادنا، حتى يتمكن كلاهما من الخروج من المشاكل التي يواجهانها”.
وفي وقت سابق اليوم الإثنين أكد مسؤولون فلسطينيون رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس محاولات عدة قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة خطة السلام المرتقبة.
وقال المسؤولون إن البيت الأبيض حاول خلال الأشهر الأخيرة إجراء اتصالات غير مباشرة مع الرئيس الفلسطيني، لكنها قوبلت جميعها بالرفض.
وأمس قال عريقات، في بيان: “إذا ما قرر (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو أن يضم الأراضي الفلسطينية للسيادة الإسرائيلية، هذا يعني انسحاب إسرائيل من تفاهم أوسلو، والاتفاقات الموقعة كافة؛ ما يعني أنه هناك محاولة لتدمير مبدأ حل الدولتين”.
واتفاق “أوسلو” تم توقيعه بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، في 13 سبتمبر/أيلول 1993، ونص على إقامة منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، لفترة انتقالية تمهيدا للوصول إلى تسوية دائمة بناء على مبدأ حل الدولتين.
وأضاف عريقات: “الإدارة الأمريكية ماضية في تنفيذ صفقة القرن، وهي تصرّ على تهيئة الظروف والأجواء لتمريرها على دول المنطقة، من خلال الإجراءات والتدابير والقرارات والعقوبات، ومحاولة فرضها على شعبنا”.
وتابع: “يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول صناعة السلام بين رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو وبني غانتس – زعيم المعارضة الإسرائيلية، حتى يتمكن ثلاثتهم من إملاء نظام أبرتهايد وشرعنة الاستيطان وإعلان الضم، للإجهاز على قضية الشعب الفلسطيني”.
وأعلن نتنياهو، مرارا، أنه سيضم غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
والجمعة، قال ترامب إنه يعتزم الكشف عن خطته لتسوية الصراع في الشرق الأوسط، قبل يوم الثلاثاء؛ الذي يستضيف فيه نتنياهو وزعيم المعارضة الإسرائيلية بيني غانتس في البيت الأبيض.
وفي وقت سابق أمس، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، نقلا عن مصادر إسرائيلية لم تسمها، أن “صفقة القرن” ستشمل “فترة تحضير” مدتها 4 سنوات انطلاقا من قناعة أمريكية بأن الرئيس عباس سيرفض تنفيذها، لكن ربما يقبلها خليفته.
وتقترح الصفقة، وفق المصادر ذاتها، إقامة دولة فلسطينية على مساحة تصل إلى نحو 70% من أراضي الضفة الغربية، ويمكن أن تكون عاصمتها بلدة “شعفاط” شمال شرقي القدس.
وستكون الدولة الفلسطينية المقترحة بلا جيش أو سيطرة على المجال الجوي والمعابر الحدودية، وبلا أية صلاحيات لعقد اتفاقيات مع دول أجنبية.
المصدر : القدس العربي