الغضب الشعبي يتواصل في الضفة رفضا لخطة ترامب.. مواجهات حامية الوطيس عند نقاط التماس توقع عشرات الإصابات ـ (صور وفيديوهات)
وهج 24 : تواصلت حالة الغضب الشعبي في الضفة الغربية رفضا لـ “صفقة القرن”، ولليوم الثاني خرجت العديد من المظاهرات واندلعت مواجهات شعبية عند أكثر من نقطة تماس مع الاحتلال، أسفرت عن سقوط إصابات في صفوف المواطنين الغاضبين.
واندلعت مواجهات شعبية على مدخل مخيم العروب شمال مدينة الخليل جنوبي الضفة، عندما وصل الشبان الغاضبون وطلبة المدارس لذلك المكان، الذي تتواجد فيه ثكنة عسكرية إسرائيلية.
وانخرط المشاركون في مواجهات شعبية مع جيش الاحتلال، الذي قام بإطلاق الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المواطنين، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم.
وكانت قوات الاحتلال شددت إجراءاتها على مدخل المخيم الذي أغلقته بمكعبات إسمنتية، ومنعت المواطنين ومركباتهم من الوصول إلى الشارع الالتفافي.
كذلك نظمت مسيرة جماهيرية في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة، وانطقت المسيرة من المدينة، واتجهت صوب منطقة مسجد بلال بن رباح القريبة من نقطة التماس مع الاحتلال، حيث دارت هناك مواجهات شعبية، تعمد خلالها جنود الاحتلال استخدام القوة ضد المشاركين، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات.
واندلعت صباح الأربعاء مواجهات في بلدة أبو ديس شرق مدينة القدس، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي بالهواء كما أطلقت وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق، وأسفر قمع الاحتلال عن تعطل الدراسة في المدارس المحيطة بمكان المواجهات.
كذلك اندلعت مواجهات شعبية حامية الوطيس بين الشبان الغاضبين وقوات الاحتلال، عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة وسط الضفة، رشق خلالها المتظاهرون قوات الاحتلال بالحجارة، فيما قامت تلك القوات بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز، حيث أسفرت المواجهات عن إصابة عشرات المواطنين بينها إصابات بالرصاص الحي.
كما نظمت قيادة القوى والفضائل الفلسطينية فعالية جماهيرية رفضا للصفقة الأمريكية وخطط الاستيطان الإسرائيلية، في منطقة الأغوار، التي تريد إسرائيل ضمها بموجب الخطة الأمريكية.
وشارك الآلاف من المواطنين من مختلف مناطق الضفة في الوقفة، إلى جانب شخصيات رسمية ووزراء وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة فتح، وقادة الفصائل الفلسطينية، ومتضامنين دوليين.
وقامت قوات الاحتلال بالاعتداء على المشاركين بالضرب المبرح، وأطلقت صوبهم قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق، كما منعت الطواقم الصحفية من تغطية الحدث.
ورغم القمع الإسرائيلي للفعالية، إلا أن المشاركين أدوا صلاة الظهر في أراضي المواطنين المهددة بالاستيلاء لصالح التوسع الاستيطاني.
وجاء تنظيم الفعالية رغم تشديد قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية، بنصب العديد من الحواجز الجديدة، لمنع وصول المواطنين من مختلف المحافظات إلى هناك ضمن حملة “حماية الأغوار”، كما قامت قوات الاحتلال بإجراء تدريبات عسكرية مع بداية صباح الأربعاء، في مناطق وادي المالح، وخربة سمرة، والشق، ونشرت المزيد من القوات في تلك المنطقة، تحسبا للفعالية الفلسطينية التي تهدف للوصول إلى الأراضي التي يريد الاحتلال مصادرتها، ويمنع أصحابها من فلاحتها.
وكانت قيادة الفصائل أعلنت عن الفعالية في منطقة الأغوار الشمالية لـ “الدفاع عنها أمام محاولات الحديث عن ضمها والتضييق على شعبنا هناك”، وأعلنت أن يوم الجمعة القادم سيكون “يوم غضب جماهيري”، للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وعن مدينة القدس، وفي كل مواقع التماس والاستيطان والحواجز، مؤكدة أن “هذه المؤامرة لن تمر وسيسقط شعبنا كل المؤامرات التصفوية التي تحاول المس بحقوق شعبنا وثوابته”.
وكان 12 مواطنا أصيبوا، ليل الثلاثاء، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة العيزرية، شرق القدس المحتلة، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي بنود “صفقة القرن”.
وقد شهدت العديد من مدن الضفة خروج مسيرات شعبية ليلية غاضبة بعد الإعلان الأمريكي، حيث اندلعت مواجهات أخرى مع قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، بعد أن شاركوا في مسيرة جابت شوارع مدينتي رام الله والبيرة، رفضا لـ “صفقة القرن”، إضافة إلى مواجهات اندلعت في بلدة بيت أمر شمال الخليل، ومواجهات أخرى اندلعت قرب المدخلين الجنوبي والغربي لمدينة قلقيلية شمالي الضفة.
وفي ظل الخشية الإسرائيلية من اتساع دائرة المواجهات، بناء على تخوفات الأمن، عقد وزير الجيش نفتالي بينت ورئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال أفيف كوخافي جلسة لتقييم الأوضاع في الضفة الغربية.
وأكد بينت أن جيشه جاهز لأي احتمال، وأضاف: “مقبلون على أيام مصيرية بشأن رسم الحدود وفرض السيادة الإسرائيلية والتهديدات من الجانب الفلسطيني لن تردعنا”.
وفي سياق قريب، واصلت قوات الاحتلال عمليات الدهم والتفتيش للعديد من مناطق الضفة الغربية، حيث قامت خلالها باعتقال عدد من المواطنين، بينهم أحد حراس المسجد الأقصى، وفتى جريح من إحدى بلدات مدينة الخليل.
وقال نادي الأسير إن أربعة مواطنين جرى اعتقالهم من بلدتي بيت أمر ودورا في الخليل، وهم: الجريح نور محمد الصليبي (18 عاما)، ومحمد موسى عوض، وسعد عدنان زعاقيق، وأنس تيسير العواودة، وهو أسير سابق.
الأسير صليبي أُصيب في تاريخ السادس من ديسمبر 2019، برصاص جيش الاحتلال، ووصفت حالته في حينه بالخطيرة، بعد أن أُصيب برصاصة في بطنه وخرجت من ظهره، ووفقاً لعائلته فإن نور ما يزال يخضع للعلاج وقد يحتاج لعدة أشهر لاستكماله.
وخلال عملية اعتقاله فجر الأربعاء، رفض جنود الاحتلال أخذ التقارير الطبية وكذلك الدواء، وتوجه والده بعد ساعات إلى معتقل “عتصيون” في محاولة لإدخال الدواء لنجله.
ومن القدس، اعتقلت قوات الاحتلال خمسة شبان، بعد الاعتداء عليهم بالضرب بالإضافة إلى أحد حراس المسجد الأقصى ويدعى حمزة نمرة، وشاب آخر جرى اعتقاله من أمام حاجز قلنديا.
كما أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة الناشط المقدسي محمد أبو الحمص على هدم غرفة سكنية قيد الإنشاء في بلدة العيسوية، بحجة البناء دون ترخيص.
كما اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة صباح اليوم، انطلاقا من “باب المغاربة”.
وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة أن 61 مستوطنًا بينهم 25 طالبًا يهوديًا اقتحموا الأقصى خلال الفترة الصباحية، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته، بالإضافة إلى اقتحام أربعة عناصر من مخابرات الاحتلال.
المصدر : القدس العربي

