الإضراب يعم غزة رفضا لـ”صفقة القرن”.. مسيرات غاضبة في مراكز المدن ومواجهات شعبية على الحدود – (صور)

وهج 24 : عم الإضراب الشامل قطاع غزة، وتعطلت غالبية المؤسسات التعليمية والخدماتية، باستثناء قطاع الصحة، ورفعت الأعلام السوداء فوق الشوارع، وذلك في إطار فعاليات الرفض الشعبي الواسعة لـ “صفقة القرن” الأمريكية، ونظمت العديد من الفعاليات الشعبية الغاضبة رفضا للمخطط الأمريكي.

وأغلقت الجامعات والمدارس أبوابها، كما طال الإضراب الحركة التجارية، في إطار حالة الغضب الشعبي الرافض لـ “صفقة القرن”.

وجاء الإضراب تلبية لدعوة الفصائل الوطنية والإسلامية، التي أعلنت عن سلسلة فعاليات شعبية ومسيرات غضب جماهيري رفضا للصفقة الأمريكية.

وجاء في بيان الفصائل أنه تقرر أن يكون الأربعاء إضرابا شاملا في قطاع غزة ما عدا وزارة الصحة، لـ “توجيه رسائل واضحة للعدو الصهيوأمريكي أن هذه الصفقة المشؤومة لن تمر، وسيقاومها شعبنا بكل الأشكال والأساليب حتى يسقطها”.

ودعت لرفع الأعلام السوداء على أسطح المباني والمؤسسات الرسمية والحكومية “تعبيراً عن حالة الغضب الشعبي الرافضة للصفقة”، وجددت قيادة الفصائل تأكيدها على استمرار الفعاليات والأنشطة وحالة الاشتباك المفتوح مع الاحتلال من أجل إسقاط الصفقة.

واعتبرت أن الإعلان الأمريكي عن صفقة القرن “يمثل حلقة جديدة من حلقات المخططات الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، بل وتصفية الوجود الفلسطيني على أرضه والهوية الوطنية الفلسطينية”، ودعت الشعب الفلسطيني بكل قطاعاته لـ “الوقوف وقفة رجل واحد للدفاع عن حقوق وثوابت شعبنا، غير القابلة للمساومة أو التصرف”.

واندلعت مواجهات شعبية على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حين وصل شبان غاضبون إلى مقربة من السياج، ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة، رفضا لـ “صفقة القرن”، حيث تعرض الشبان لإطلاق نار وقنابل غاز مسيل للدموع من قبل جيش الاحتلال.

ونظم الصحافيون وقادة الفصائل الفلسطينية وقفة احتجاجية ضد “صفقة القرن” أمام مبنى تلفزيون فلسطين في مدينة غزة، رفعوا خلالها لافتات تندد بالمخطط الأمريكي، منها “تسقط صفقة القرن”، و”الصفقة لن تمر”.

وقال الناطق باسم حركة فتح، إياد نصر، في كلمة خلال الوقفة إن الشعب الفلسطيني سيفشل الصفقة كما أفشل العديد من المخططات الاستعمارية والاحتلالية السابقة، وإن الإدارة الأمريكية لن تجد فلسطينيا واحدا يتعاطى مع مخططها الرامي للنيل من الحقوق الفلسطينية الثابتة.

من جهتها قالت مريم أبو دقة، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، إن الرئيس الأمريكي في خطته يريد منح الإسرائيليين ما لا يملك، مشددا على أن فلسطين للفلسطينيين، وأن ترامب إذا أراد إرضاء إسرائيل فعليه أن يمنحها واشنطن، وليس القدس عاصمة دولة فلسطين المستقلة.

ودعت لاستثمار الرفض الفلسطيني للصفقة، من خلال إنجاز الوحدة الوطنية وإنهاء مرحلة الانقسام، والاتفاق على برنامج وطني موحد، ووقف العمل بـ”اتفاق أوسلو”، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وكانت مسيرات غضب شعبي انطلقت ليل الثلاثاء في العديد من ميادين قطاع غزة، بعد إعلان ترامب عن خطته، جرى خلالها ترديد هتافات غاضبة ضد أمريكا وإسرائيل، كما أشعل المتظاهرون النار في إطارات السيارات، وأحرقوا أعلاما أمريكية وإسرائيلية، وصورا لترامب ونتنياهو.

وتواصلت الردود الفلسطينية المنددة “بصفقة القرن”، ونشر الإعلام العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، صورة لأحد النشطاء المسلحين وهو يحمل سلاحا بيده وكتب أسفل الصور “صفقة القرن لن تمر”.

وقال القيادي في حركة حماس رأفت مرة إن “الوحدة الوطنية والصمود الشعبي الفلسطيني في الداخل والخارج والتمسك بمشروع المقاومة بكل الوسائل، والتعاون مع القوى الحية في الأمة، أفضل السبل لمواجهة المخطط الأمريكي الإسرائيلي الجديد”، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة “يمتلكون الكثير من أوراق القوة القادرة على مواجهة هذا المخطط”.

وجدد مرة رفض حركة حماس الشامل للخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي، مشيراً إلى أنها تؤدي إلى “تصفية القضية الفلسطينية، وتثبيت الاحتلال الإسرائيلي، وإلغاء الحقوق الفلسطينية كافة”.

من جهته أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، أن ما تسمى بـ “صفقة القرن” لا تستهدف الشعب الفلسطيني فقط، وقال إنها “خطة استقواء على الجميع كعرب ومسلمين”، وشدد النخالة في بيان صحافي على أن هذه المؤامرة “تمثل تحدياً كبيراً لأمتنا واستقواءً وبلطجة لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، مبينًا أنهم يريدون من خلالها العودة لنظام العبودية الأمريكي البائد”.

وأشار إلى أن المخطط الأمريكي يفرض تحديا كبيرا يستوجب تغيير المنهج في التعامل مع كل شيء، وقال: “هذا التحدي يجب أن يجعلنا نغادر المألوف ويدفعنا لخلق وقائع جديدة بتضحياتنا وأن يكون لدينا الاستعداد والحافز للمواجهة والتصدي لهذه البلطجة بلا تردد”.

وأشار إلى أن المواقف العربية من “صفقة القرن” تعني “هروب أصحابها من مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية ويطلبون منا أن نعود للتفاهم مع “إسرائيل”، مضيفا: “يا لهذا العار مع أن خطاب ترامب شملهم، والحريق سيلحق بهم”، ودعا الشعب الفلسطيني وقواه السياسية وفصائله المقاتلة لـ “أخذ زمام المبادرة ومغادرة الخلافات والأوهام، استعدادا للتضحية ومواجهة مؤامرة “صفقة القرن” بكل ما نملك من قوة”.

وقال التجمع الوطني للشخصيات المستقلة، في بيان صدر عنه، بأنه لا يوجد فلسطيني واحد يرضى بما جاء في صفقة القرن، كونها تهدف إلى “تصفية القضية الوطنية الفلسطينية وقتل أي أمل في إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران للعام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، عدا عن أنها تلغي بشكل كامل حق العودة”.

من جهتها قالت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إن ما نشر أمس من تفاصيل ما يسمى بـ “صفقة القرن” يؤكد التوقعات الفلسطينية بأنها تمثل “مؤامرة إسرائيلية مدعومة من إدارة ترامب لتصفية كل مكونات القضية والحقوق الفلسطينية وخاصة في القدس”.

يشار إلى أن الرئيس الأمريكي منح بموجب خطته إسرائيل السيطرة على مدينة القدس المحتلة، وكذلك ضم المستوطنات، والاستيلاء على منطقة الأغوار، وطلب من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كـ”دولة يهودية”، مقابل إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، يكون لها عاصمة في أحد أحياء مدينة القدس.

كما تشطب الخطة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وتمس بالثوابت الفلسطينية، وتعارض القرارات الدولية ذات الصلة.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا