أمواج تائهة!!

هيا حمد …

كم تمنيت منذ طفولتي أن أرى البحر،وكم تلهفت لمشاهدة ذالك الاعجاز الالهي الذي يعجز وصفه وجماله،هل هو حقيقة أم خيال؟؟
وبعد طول انتظار رأيته،يا لجمال المنظر!!ويالابداع الخالق!!
جلست أمامه فقط دون كلام،دون التفات لأحد،فقط أنا وأمواجه…..
أردت أن أستفرد به وأعبر له عما بداخلي…تجمعت حينها كل كل ذكرياتي التائهةوسط الأيام…وفظاعة الأنام..وبشاعة تصنع وكبرياء البشر….
نعم فللبحر روعة وجمال….له تميز ليس له مثيل…فالعاشق يراه حنينا..والحزين يراه ذكريات…والوحيد يراه ظلا يناجيه…له رقة وشجنون…حب وجنون.. .
يحكى له قصائد الفرح،ويقذف به اااااهات الأحزان ،يحملك الى عالم ااااخر،يبعث داخلك الالهام لتبدع…..
فعلا أبدعت في وصفي له..وتفننت في شكواي،في حزني واضطرابي،أنا أعطيه وأمواجه تعنفني،وتدفعني للصمت،أصبحت حائرة!!!!
لماذا يا بحر؟؟؟
أنت كريم!!أنت قادر على أن تستوعب ذاتي…فاتركني أحاكيك!!
دعني أنقش على صخورك أدق التفاصيل..وأجمل الذكريات…دعني أكتب بكل حرف رواية،وكل سطر حكاية،
دعني أصب الحزن في جرارك،واسمح لي أن أرسل مع أمواجك أوراقي،فرفقا بي يا بحر!!!!
هل أخطأت عندما ظننت أن حضن البشر ما عاد يأويني ،فهربت اليك لتحميني!!
فأنا امرأة تملك روحا هشة،لجأت اليك ،ولكنك تحتضن سفنك وقواربك المزيفة ،تلاعبها وتراقصها بين كفي أمواجك….وأنا بدمعي الجاري على خدي أرجو منك ودي!!!
لما يا بحر تعذبني؟؟؟فأنا والله لم ااتيك الا شوقا ،وحنينا،فاحضنني جنينا في رحم طاهر،لأعود أدراجي هادئة،فارغة من داخلي من أي ظلم قاهر،فأنا يا بحر ما عدت لليأس قادر!!!!
فاني رأيتك ملجأي لأشكو همي وحزني،التي تزاحمت بحضن أمواجك الهائجة،ليقذف بها بنهاية المطاف لقاعك،وكأنها تقول لي وداعا،فيومكي هنا انتهى !!!!
فسلاما عليك مني ولنا لقاء بلا منتهى!!!