واشنطن بوست: محمد بن سلمان يحاول بشدة إرضاء بايدن لكنه “لم يفعل ما يكفي”

وهج نيوز : في افتتاحية لصحيفة “واشنطن بوست” قالت إن الحاكم السعودي يقوم بمحاولات يائسة لترضية الرئيس المنتخب جوزيف بايدن ولكنه “لم يفعل ما يكفي”.

 وجاء فيها أن قادة العالم يتدافعون لموضعة أنفسهم تحضيرا للإدارة المقبلة لبايدن وكامالا هاريس، وربما كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكثرهم.

فهو “الطاغية المفضل للرئيس دونالد ترامب والذي شجع أو برر سياسته الخارجية العدوانية وجرائمه في حقوق الإنسان. ويشعر محمد بن سلمان أنه في خطر مع الرئيس المنتخب جوزيف بايدن الذي تعهد بوقف “الصك الأبيض الخطير”. وكانت النتيجة سلسلة من الأعمال للاستجابة للمظالم الأمريكية مع الرياض”.

وأشارت إلى أن آخر عمل كان في هذا الأسبوع من خلال قمة مجلس التعاون الخليجي التي وافقت فيها السعودية مع الإمارات والبحرين ومصر على وقف المقاطعة الاقتصادية ضد قطر، الدولة الأخرى الحليفة للولايات المتحدة. وعلى مدى ثلاثة أعوام ونصف قامت الدول الخليجية مع مصر بمحاولة التنمر على قطر ودفعها للاستسلام وتنفيذ قائمة طويلة من المطالب السياسية منها قطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين وإسكات قناة الجزيرة. وكانت الحملة فاشلة وبشكل بائس.

وكانت النتيجة الرئيسية لها دفع قطر لتقوية علاقاتها مع إيران وتركيا وتعقيد المبادرات الأمريكية بالمنطقة. و”بدا الاتفاق الذي وقعته الدول كاستسلام بائس من ولي العهد محمد بن سلمان” فمقابل رفع الحصار وافقت قطر على وقف الدعاوى القضائية التي قدمتها ضد الدول المحاصرة وتعويضها عن الأضرار.

 ورغم الدفء البادي في تغطية الجزيرة للسعودية والإمارات، فمن المتوقع أن تستمر الدولة الغنية بالنفط في علاقاتها مع الإخوان المسلمين وبقية حركات الإسلام السياسي.

ولكن التنسيق بين الدول السنية ضد إيران الشيعية قد يكون أسهل. وهو أمر مهم لبايدن الذي سيحاول العودة للاتفاق النووي مع إيران وتوسيعه. ومن المفارقة أن الفضل في تسهيل العلاقات بين حلفاء أمريكا نسب إلى جانب ترامب وصهره جارد كوشنر الذي حضر القمة.

وقضى كوشنر، الصديق الآخر لمحمد بن سلمان، وقتا في التفاوض حول هذا الاتفاق، مع أن الجهد الأكبر في المفاوضات بذلته الكويت، عضو مجلس التعاون الخليجي. ولكن كوشنر لعب دورا كبيرا في الخلاف الأصلي. فبعد فتحه قنوات خلفية مع ولي العهد فقد علم بالمقاطعة مقدما وذلك حسب تحقيق قام به الكونغرس. ومن المحتمل أنه مسؤول عن موقف ترامب الداعم للسعوديين في الخلاف مع أن قطر تستقبل أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط.

وظل محمد بن سلمان يرفض طلبات وزارة الخارجية والدفاع لإصلاح الصدع. وكان يعتقد وبلا شك أنه محمي من البيت الأبيض. والآن جاء بايدن الذي وعد بإنهاء الدعم الأمريكي للتدخل السعودي الكارثي في اليمن ويحمل محمد بن سلمان مسؤولية جرائم حقوق الإنسان مثل مقتل صحافي “واشنطن بوست” جمال خاشقجي، وهي أولويات تحظى بدعم الحزبين في الكونغرس. ومثل تنازلاته الأخيرة بشأن الناشطات المعتقلات التي سيطلق سراح بعضهن بعد أسابيع من دخول بايدن البيت الأبيض، فتنازل محمد بن سلمان بشأن قطر هو ضروري ولكنه ليس خطوة ضرورية نحو علاقات طبيعية حتى يتم الإفراج عن الناشطات المعتقلات وبقية المعتقلين السياسيين ووقف قصف اليمن ومحاسبة كاملة لقتلة خاشقجي بمن فيهم ولي العهد.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا