بابا الفاتيكان فرانسيس رفع السياسة إلى مستوى القداسة بزيارته للعراق
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كانت وما زالت حياة بابا الفاتيكان فرانسيس مصباحا منيرا للأديان والإنسانية جمعاء خلال مسيرته الإنسانية والدينية، ورسالاته متعددة لكل أتباع الأديان الثلاثة وهي المحبة والإخاء ومحاربة الظلم والظلام أينما كان، وطالب بالحرية لكل الأوطان والشعوب التي ما زالت مستعمرة، وإنهاء الفتن الدينية والحروب وحث شعوب العالم على الإعتماد على الذات بكل مجال وبالذات الزراعة، وهذه الدعوات وغيرها تسودها روح القداسة لأن دعواته لم تكن للمسيحيين وحدهم وإنما كانت إخاء بشري لكل أبناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام ساكني هذه الأرض المباركة، وطيلة مسيرته كان كفاحه بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة التي تبني الإخوة الإنسانية بين بني آدم عليه السلام، وكان يصلي صلاة حافلة جامعة للإنجيل والتوراة والقرآن ككتب إلهية مقدسة وبذلك دفع بابا الفاتيكان فرنسيس السياسة بأحضان القداسة كي تعود إلى قيم ومبادئ وأخلاق وتشريعات الأديان الإنسانية المقدسة وبذلك رفع السياسة الحقيقية إلى مستوى القداسة…
واليوم البابا فرنسيس في زيارة للعراق تستمر ثلاثة أو أربعة أيام بالرغم من إعتراض بعض المقربين منه على تلك الزيارة لوجود جائحة كورونا وما يشهده العراق الجريح من ملاحقات لفلول القواعد والدواعش حملة الفكر الوهابي الصهيوني إلا أنه أصر على القيام بتلك الزيارة وقال لن أخذل الشعب العراقي بكل أديانه وأبنائه، وتمت الزيارة يوم الجمعة الماضي وكان في إستقباله في مطار بغداد الدولي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وعدد من المسؤولين ورجال الدين من مسلمين ومسيحيين وإلتقى أيضا مع الرئيس العراقي برهم صالح ومع رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي في قصر بغداد وعدد كبير من سفراء الدول وأصحاب السعادة والسيادة….
ومن ضمن الزيارة إجتمع مع المرجع الأعلى لمسلمي شيعة العراق ومع مسلمي السنة وكل الطوائف المسيحية والمسلمة وكل القوميات والذين عانوا الأمرين من فكر الصهيونية العالمية التلمودي والفكر الوهابي الداعشي والذي عاث في العراق وسورية وكل دول الأمة فسادا وإفسادا وإرتكبوا بحق كل هؤلاء أبشع المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية…
وكان هناك ترحيب رسمي وشعبي عراقي وعربي وإسلامي ومسيحي في منطقتنا والعالم لتلك الزيارة، وإستعدادات كبيرة في بغداد خاصة والعراق بكل مكوناته لإستقبال بابا الفاتيكان، حيث أن بغداد توشحت بلافتات الترحيب وصور البابا فرنسيس وأعلام الفاتيكان والعلم العراقي وهي الزيارة الأولى له خارج الفاتيكان منذ جائحة كورونا وهي زيارة جاءت كرسالة سلام وإطمئنان للشعب العراقي بأديانه وبكل طوائفه الإسلامية والمسيحية وكل القوميات الأخرى وقال لهم جميعا في كلمته التي ألقاها في قصر بغداد
(ممتن لزيارة هذه الأرض المباركة مهد الحضارة والأديان والمرتبطة بأبينا إبراهيم….. … وآتيكم حاجا تائبا….
وأكد في كلمته بأنه يجب العمل على إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط ) وزيارة البابا هي الأولى للزيارات البابوية إلى العراق، وهي تشمل عدة محافظات من بينها النجف وذي قار وأربيل والموصل…
ولا ننسى بأن البابا فرنسيس قد إلتقى في أشهر مضت مع شيخ الأزهر أحمد الطيبي في الإمارات وقد تم توقيع معاهدات سلام وإخوة بين الأديان وبالتالي فإن زيارته إلى النجف وللسيد علي السيستاني كأحد رموز الطائفة المسلمة الشيعية في العراق والعالم هي أيضا زيارة تاريخية سيتم من خلالها توثيق معاهدات إخوة وسلام بين الأديان في العراق والعالم..
وديننا الإسلامي الإلهي المحمدي الحنيف بريئ من الدواعش ….وغيرهم وكل هؤلاء القتلة المجرمين للإنسانية جمعاء، وكل الطوائف والمذاهب الإسلامية وكل الأديان بريئة منهم، لأنهم صنيعة السياسيين حملة الفكر الصهيوني التلمودي المجرم من يهود ومسيحيين ومسلمين وسياساتهم الظالمة والقاتلة للأديان وللإنسانية جمعاء هي التي أوصلت الشعوب العربية والإسلامية والمسيحية واليهودية في منطقتنا والعالم إلى التفكير الديني والطائفي الساذج والفتن البغيضة والنتنة التي ما زال العراق وما زالت شعوب منطقتنا تعاني منها ومن تبعاتها لغاية يومنا الحاضر…
وهؤلاء الدواعش ومؤسسيهم الصهيوغربيين والمستعربين والمتأسلمين أهانوا الأديان والإنسانية كثيرا وفتحوا صفحات من الماضي كان أجدادهم قد إفتغلوها لتبقى الإنسانية الإلهية المقدسة في إقامة جبرية من قبلهم حتى لا يراها أحدا على وجه هذه الأرض المباركة وتبقى الفتن والحروب وسفك الدماء البريئة بين بني البشر…
وحال العراق اليوم هو أكثر أمن وآمان من أي وقت مضى وليس بحاجة إلى تحليل وشرح وتقارير لمنظمات دولية مسيئة ومسيسة وكاذبة والتي تؤكد كما يدعون بأن العراق من أخطر البلدان في العالم، فالعراق بصحوة أبنائه جميعا وبكل مكوناته هو من البلدان الآمنة بغض النظر عن بعض الأحداث التي تجري هنا وهناك وهي تحدث في الدول العالمية من قبل نفس حملة الفكر الداعشي المجرم…
والجيش العراقي والحشد الشعبي وكل شرفاء العراق من المقاوميين الأبطال دائما مستعدين وأيديهم على الزناد للقضاء على هؤلاء الدواعش ومؤسسيهم وكل من يدعمهم وها هم يطالبون ليلا ونهارا لخروج القوات الأمريكية من العراق خروجا كاملا لا رجعة له على أرض الرافدين ومهد الحضارات والأديان وقريبا بإذن الله تعالى لن يرى الشعب العراقي أي جندي أمريكي على أرض أجداده وآبائه والذين ضحوا بالغالي والنفيس ليبقى العراق حرا مستقلا ذو سيادة مطلقة شامخا بصمود أبنائه منتصرا على كل أعدائه من الداخل والخارج رافعا لرؤوس العرب والمسلمين دائما وأبدا… ولا ننسى مقولة البابا فرانسيس المشهورة حينما زار مخيم الدهيشة بأن سيدنا عيسى هو الفدائي الأول للدفاع عن الحق والحقيقية وأيضا كان له موقف صارم من جدار الفصل العنصري الصهيوني …وغيرها من المواقف المشرفة إتجاه الظلم الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني…
والبابا فرانسيس يعلم جيدا بأن الصهيونية العالمية وأتباعها من يهود ومسيحيين وعرب ومسلمين يعملون ليلا ونهارا بتطبيق مراحل فكرهم التلمودي المزور ويثيروا الفتن والحروب في منطقتنا والعالم للتنازل لهم عن كل شيئ لأنهم وحسب معتقداتهم هم شعب الله المختار كما يدعون ولا يعترفون بالدين اليهودي والمسيحيي والإسلامي ولا بالتوراة والإنجيل والقرآن ويحاولون بين الفينة والأخرى دس إساءات لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في دول العالم المسيحيي الغربي لإيقاع الفتن بين الأديان، وهو يعلم جيدا بأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نشر الدين الإسلامي بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة كما نشره موسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء والمرسلين….
لذلك سيزور بابا الفاتيكان عدة مواقع في العراق ليرى إجرام حملة الفكر الصهيوني الدواعش وسيلتقي مع ضحاياهم من كل الأديان والطوائف والقوميات، وسيشاهد إجرام ذلك العدو الغاشم وداعميه من القوات الأمريكية المحتلة ومن الصهاينة المحتلين لفلسطين والأراضي العربية الأخرى وإجرام حملة فكرهم الصهيوني في منطقتنا من بعض حكام العرب المتصهينين، وسيرى ويسمع البابا فرانسيس أروع البطولات والحكم ومنها ( أن حكمة الحكيم ليست بالإقتناء، وإنما هي بالإستغناء) وأن الشعب العراقي إستطاع أن يحقق السعادة بالقليل من الأمل رغم الآلام والأحزان والمجازر والإحتلال، وأن الإحتلال والظلم والإضطهاد عدوان لا شك في عدائهما للأديان وللإنسانية جمعاء ومقاومتهما فرض عين أقرته كل الشرائع السماوية والقوانين الأرضية، هذه المقاومة التي تشغل وقت العراقيين وشعوب الأمة العربية والإسلامية عامة لأنهم يدافعون عن كل الأديان وعن الإنسانية جمعاء ضد ذلك الفكر الصهيوني وحملته من قادة وجيوش وقواعدهم ودواعشهم في منطقتنا والعالم، وستبقى مقاومتهم مستمرة في طريقها إلى أن يتم الحصول على إحدى الحسنين إما النصر أو الشهادة رافعين بتلك المقاومة السياسة إلى مستوى القداسة، والله على نصرهم لقدير إنه نعم المولى ونعم النصير…
لذلك نرحب بتلك الزيارة المقدسة لقداسة البابا فرانسيس إلى العراق والمنطقة وله منا كل الإحترام والتقدير، ونرجو لقداسته زيارة موفقة وناجحة للتأخي بين أتباع الأديان كمهنج إتبعه كل الأنبياء والمرسلين وأمر به سيدنا عيسى بن مريم وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام للوقوف بجانب المظلومين في الأرض وللدفاع عنهم وعن أديانهم وأوطانهم ووحدتهم في العراق الجريح وسورية المقاومة واليمن المظلوم وفلسطين المحتلة وغزة هاشم المحاصرة وغيرها من دول منطقتنا العربية والإسلامية….
وأرجو أن يدعوا من العراق لحماية كل المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين عامة وفي القدس خاصة للحفاظ على هويتها وتراثها الديني والتاريخي وأن يظهر مكانتها المقدسة لدى المسيحين والمسلمين أمام شعوب الغرب، وأن يمعن النظر جيدا في النموذج الأخوي الحقيقي الذي يعيشه العراق والمنطقة بأكملها لولا تدخلات قادة الغرب وتبعهم في منطقتنا المتصهينين وأدواتهم المجرمة والقاتلة للإنسانية القاعدية و الداعشية والعابرة للقارات، وقداسته يعلم جيدا بأن العراق وكل منطقتنا هي التي نشرت الأديان إلى العالم أجمع، وضربت أروع الأمثلة في المحبة والإخوة والسلام والإحترام المتبادل بين الناس جميعا تطبيقا لأوامر الله سبحانه وتعالى ولرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) صدق الله العظيم
وقال رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ( لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى) …
وأرجو من قداسته أن يقوم بزيارة إلى إيران الإسلامية ويلتقي مع السيد علي خامنئي ليرى بأننا أمة تنشر السلام ولا ترغب بالحروب السياسية والعسكرية والإعلامية…وغيرها المشبوهة ولكن فرضت علينا وكان واجب علينا الدفاع عن أنفسنا وأوطاننا وأدياننا وشعوبنا وليرى وليسمع من كل الأديان في إيران الإسلامية عن المحبة والإخوة الحقيقية بين أتباع الأديان والطوائف والقوميات…
وأن يزور سورية السلام مهد الرسالات وطريق الأنبياء لنشر رسالة الله الإنسانية على عباده ومعقل المقاومة والأحرار والشرفاء ليرى حجم الدمار والمجازر التي إرتكبها سياسيوا الغرب المتصهينين وأتباعهم وقتلتهم المأجورين بحق السوريين قيادة وجيشا وشعبا وأديان، وليسمع من الإيرانيين والعراقيين والسوريين معاناة المسلمين والمسيحيين من الظلم والظلام الذي وقع عليهم من قبل حكام الغرب المتصهينين وأمريكا بالذات والذين يعملون خدمة للصهيونية العالمية وتنفيذا لمشاريعها وأحلامها التلمودية في منطقتنا والعالم، وليس خدمة للإنسانية والحرية والديمقراطية التي يدعونها…
وأن يقوم بزيارة في الأيام القادمة إلى الأردن الصامد والصابر رغم محيطه المشتعل وإلى لبنان ويدعوا إلى توحيد اللبنانيين مسيحيين ومسلمين لينهض لبنان والعراق وسورية والأردن وفلسطين وكل دول منطقتنا التي ظلمت كثيرا من ويلات الفتن والحروب المفتعلة من قبل الصهيونية العالمية وخدمها من قادة الغرب المتصهين ومن بعض قادة أمتنا الذين حملوا فكرها المجرم والقاتل لكل الأنبياء ورسالاتهم وأتباعهم في هذه الأرض المباركة والمقدسة، وأن يقول كلمة حق بحقهم لرفع الظلم والإحتلال عنهم وليمنع التدخلات في شؤونهم لتعود تلك الأوطان كما كانت حرة شامخة مستقلة بكل أديانها وقومياتها وشعوبها وقادتها وجيوشها ومقاومتها الحرة الأبية الشامخة بإنتصاراتها والمستمرة إلى أن يتحقق النصر الإلهي النهائي على أهل الباطل والشر والفتن والحروب وهم خدم الصهيونية العالمية في العالم وفي منطقتنا…
الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…