عقد على المؤامرة الكونية على سورية…مأساة تنتظر الحل… هل من حل في الأفق؟
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
منذ بداية الأحداث في سورية والكل يعلم بأنها مؤامرة كونية فرضت عليها وتم التخطيط لها في الغرف المغلقة للصهيوأمريكا وأوروبا وبعض دول المنطقة التائهين بحب الصهاينة والمطبعين معهم هذه الأيام، فالحرب بدأت سياسية وإعلامية لتحقيق الأهداف، ومباشرة إستخدم السلاح بكل أنواعه ومنها المحرمة دوليا….
وهذه المؤامرة كانت من أشد المؤامرات التي مرت على سورية وبلاد الشام والأمة كاملة عبر التاريخ وكان هدفها الرئيسي إسقاط القيادة والدولة السورية ومن ثم تقسيم سورية إلى عدة دويلات على أوتار طائفية ومذهبية وقومية لتبقى مقسمة إلى يوم الدين….
وأيضا نهب خيراتها النفطية القليلة بالنسبة للدول النفطية الكبرى في المنطقة،
وحسب تقارير سورية ومنظمات دولية فقد بلغت خسائر قطاع النفط منذ بداية المؤامرة 100 مليار دولار تقريبا نهبت هذه الخيرات وذلك المبلغ من قبل عصابات الدواعش وداعميهم في تركيا وأمريكا وقوات قسد الكردية…
هذا غير المهجرين خارج سوريا وداخلها 5.600 ملايين سوري فروا من العصابات إلى الخارج، ومثلهم في الداخل السوري بدمشق وغيرها من المحافظات، 80 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر والجوع بسبب الحصار والعقوبات وقانون قيصر أي 12 مليون سوري يدفعون نحو الفقر والجوع، مقتل نحو 400 ألف سوري مدني وعسكري خلال المؤامرة الكونية على سورية، هذا غير نقص الأدوبة والمستلزمات الطبية الأخرى لمعالجة المصابين، وأيضا قانون قيصر والعقوبات منعت الدولة السورية من معالجة المصابين بفايروس كورونا وغيرها من الأمراض الأخرى والخطيرة…
وللأسف الشديد أن بعض السوريين ساروا مع هذه المؤامرة الكبرى وعلى كافة المستويات السياسية والعسكرية والشعبية، وكان كل المتآمرين يتوقعون سقوط القيادة والدولة خلال أيام أو إسبوع أو شهر أو عدة شهور والحمد لله أن القيادة والدولة والجيش وشرفاء الشعب السوري صمدوا صمودا أسطوريا بكل ما تعنيه الكلمة أمام تلك الهجمة الشرسة الدينية والسياسية والعسكرية والإعلامية والشعبية الكاذبة والفتنوية والتي أدت إلى تجنيد عصابات قاعدية وداعشية وتسميتها بعدة أسماء تحمل فكرا مجرما قاتل للبشرية جمعاء قاموا بتهجير الملايين من الشعب السوري إلى خارج وطنهم قسريا بعد إرهابهم بأبشع أنواع الإرهاب التي يندى لها جبين الأمة والإنسانية جمعاء…
ولهذا الصمود عدة أركان ومنها ثبات القيادة والدولة الجيش وتمسك الشعب بهما ودعمهما بكل أنواع الدعم، وأيضا ثبات الحلفاء من محور المقاومة من حركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني ومن ثم دعم الحلفاء الأقوياء إيران وروسيا والصين سياسيا وعسكريا وإعلاميا وإقتصاديا وإجتماعيا بعمل مصالحات بين التائهين من أبناء الشعب السوري وبين الدولة السورية أو بين أبناء المدن والقرى أنفسهم وبالنالي عودتهم إلى حضن الدولة السورية والعفو عنهم نهائيا، وكان دعم دول محور المقاومة في كل الميادين وبالذات في قرارات مجلس الأمن وإستخدام الفيتو على أي قرار لا يكون في مصلحة الدولة ووحدة سورية والشعب السوري الصامد والصابر رغم كل ما تعرض له من إنتهاكات من تلك العصابات القاتلة والعابرة للقارات ومن داعميها…
ومن ثم تم توحيد الجهود لعمل عدة لقاءات بين الدولة السورية والدول الكبرى ومن يسمون أنفسهم بالمؤارضة الخارجية ومنصاتها المتعددة التسميات كل يتبع منصة الدولة التي تدعمه لتدمير وطنه وتفتيته وتقسيمه، فكان الهدف من هذه اللقاءات الدولية هو تحقيق ما عجزوا عنه في الميادين داخل سورية بالسياسة الشيطانية والمكشوفة بكل أهدافها أمام القيادة والدولة السورية وأمام حلفائهم في إيران وروسيا والصين، لذلك فشلت هذه اللقاءات نهائيا، وتمت لقاءات أخرى بين روسيا وإيران وتركيا لتهدئة الأوضاع حتى يتم التوصل إلى حل سياسي نهائي وقد عقدت عدة إجتماعات هنا وهناك وقد توصلت لبعض الحلول وخرجت معظم العصابات التي كانت في المدن والقرى إلى تركيا أو في إدلب السورية المحتلة من قبل تركيا لغاية هذا اليوم مع بعض القرى في حلب…
وخلال تلك الفترة سيطر الجيش السوري بإنتصاراته المتتالية وبالإضافة لكل الجهود على معظم الأراضي السورية، ولكن للأسف الشديد كان التدخل الأمريكي وسيطرته على منطقة النفط عبر أدواته في منظمة قسد الكردية السورية أكبر عائق لمنع التوصل إلى أي حل نهائي في سورية الحبيبة والتي هي نبض وروح الأمة العربية والإسلامية لمن يقرأ التاريخ جيدا….
وجاء قانون قيصر الترامبي للضغط على القيادة والدولة السورية للتنازل عن مبادئها وقيمها والقبول بما يملى لهم لكن القيادة والجيش والحلفاء ثبتوا على نهجهم المقاوم ورفضوا ذلك القانون المجحف بحق الشعب السوري والذي زاد من معاناتهم اللحظية واليومية لغاية اليوم….
وفي هذه الإنتصارات المتتالية على المتآمرين بكل مستوياتهم كانت دولة الصهاينة المحتلة لفلسطين تقوم بضربات هنا وهناك مبررة ضرباتها لمنع التواجد الإيراني في سورية، وفي سورية لا يوجد إلا حلفاء عرب من حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وقد يكون خبراء عسكريين يتواجدون في غرف العمليات فقط مع الجيش السوري والروسي، ورغم ضبط النفس الذي تحملته سورية لغاية أيامنا الحالية إلا أن صبر القيادة والجيش بدأ ينفذ من تلك الضربات وقد تم تبليغ الحليف الروسي بذلك ليضع حدا لتلك الضربات الصهيونية على الأراضي السورية لكن دون جدوى للأسف الشديد…
والوضع الدولي يستطيع أن يحل وينهي الوضع المتأزم في سورية لو آراد ذلك من خلال الضغط على أمريكا وتركيا وعصاباتهما من الإنسحاب من الأراضي السورية وتسليمها للدولة والجيش السوري ويستطيع أن يمنع الكيان الصهيوني من توجيه أي ضربات جوية على الأراضي السورية، لكن للأسف الشديد أن تلك الدول هي من أصبح حجر عثرة للحل السياسي في سورية لأنها توجه المؤارضين الخارجيين ومنصاتهم حسب مصالحها في سورية والمنطقة وليس من يمنع الحل في سورية القيادة والدولة كما يدعون…
والكل يعلم بأن القيادة والدولة والجيش والشعب السوري لم ولن يتخلوا عن المبادئ والقيم السورية وعن وحدة الأراضي السورية وعدم الإعتراف بالإرهابيين في إدلب وغيرها كمعارضين لأن الشعب السوري رفضهم جميعا حتى سكان إدلب والمناطق الأخرى رفضوهم وحاولوا الهرب إلى مناطق الجيش السوري ووصل أعداد منهم وأيضا قتل من قتل وسجن من سجن فلولا إرهاب تلك العصابات وتخويف الأهالي بالقتل والذبح والسجن والتعذيب لما بقوا في إدلب لخرجوا جميعا منها إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش والدولة السورية…
وبعد كل تلك الإنتصارات لسورية وقيادتها ودولتها وجيشها وإنتصار محور المقاومة بشكل عام وفي كل الميادين لن يقف الجيش السوري والشعب السوري وحلفائهم مكتوفي الأيدي أمام التدخلات الخارجية سواء الإحتلال الأمريكي أو التركي أو الضربات الصهيونية والأيام والأسابيع والأشهر والسنوات القادمة سيتم عمل كل ما يلزم من تحركات لإستعادة كل الأراضى السورية إلى الدولة والشعب السوري، وسيتم وضع حد لضربات الكيان الصهيوني قريبا وسيخرج الإحتلال الأمريكي البغيض وستعود خيرات الشعب السوري النفطية إلى الدولة والشعب السوري رغما عن أنوف كل المتآمرين والقتلة والمجرمين بعون الله لمحور المقاومة بدوله وجيوشه وأحزابه وحركاته ومستقليه وستعود سورية كما كانت بل أفضل مما كانت عليه وستبقى معادلة النصر قائمة في سوريا وحدة القيادة والدولة والجيش والشعب ودعم الحلفاء وفي كل الميادين…والله على نصرهم لقدير….
حمى الله سورية وقيادتها ودولتها وجيشها وشرفاء شعبها ودول محور المقاوم وكل المقاوميين ونصرهم على كل المتآمرين نصرا نهائيا والله على ذلك لقدير إنه نعم المولى ونعم النصير…
الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…