المطلوب من الضمير الفلسطيني والعربي والإسلامي في الإنتخابات الفلسطينية المقبلة

أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي ……

 

كل منا تابع أحداث تقديم قوائم الإنتخابات الفلسطينية التي جرت في فلسطين المحتلة قبل عدة أيام والخلافات الطبيعية التي تجري في أية إنتخابات في دول المنطقة والعالم وأيضا التدخلات الإقليمية والدولية التي تساهم في تأجيج الخلافات وإثارة الغتن بين أبناء الشعب الواحد من أحزاب مؤيدة ومعارضة ومستقلين وغيرهم من المرشحين…

لكن هنا قد تختلف تلك الإنتخابات لأن المرشحين جميعا تحت الإحتلال الصهيوني لذلك المطلوب من الضمير الفلسطيني والعربي والإسلامي أن يدعموا تلك الإنتخابات ويعملوا على نجاحها بكل ما تعنيه الكلمة حتى يتم دعم صمود إخواننا في فلسطين المحتلة وبكل أنواع الدعم اللوجستي السياسي والإعلامي والعسكري حتى يصل الفلسطينيون إلى بر الأمان والإطمئنان الذي يساعدهم على تحرير وطنهم من تلك العصابات الصهيوغربية التي زرعت في منطقتنا منذ سنوات عدة لتبقى المنطقة في حالة عدم إستقرار إلى يوم الدين….

وهنا يأتي دور شرفاء الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي من قادة وحكومات ومتدينين وسياسيين ومفكرين وعسكريين ممن لم يطبع مع الصهاينة ويرتمي بأحضان العشق الصهيوغربي وممن لم يشارك بالتآمر على فلسطين وشعبها ومقاومتها الباسلة في الداخل والشتات ضمن خطط ممنهجة للقضاء على ضمائرهم الحية لنسيان فلسطين وإيقاف العمل على تحريرها من آيادي تلك العصابات الصهيونية المجرمة،
والكل يعلم بأن بعض قادة الخليج شارك أجدادهم وآبائهم ببيع فلسطين مرات عدة وأبنائهم ساروا على نفس النهج الخائن لله ولرسله وللأمة ولفلسطين والمسجد الأقصى لإرضاء أمريكا وأوروبا ولتبقى عروشهم متوارثة لهم ولأبنائهم ولأحفادهم إلى يوم القيامة…

وهؤلاء كان لهم الدور الأكبر بتأييد إعلان ترامب عن بنود صفقة القرن المشؤومة والتي من خلالها سيتم تصفية القضية الفلسطينية بل إلى ضياع فلسطين كاملة وإعطائها على طبق من ذهب للعصابات الصهيوغربية العالمية…

والمطلوب اليوم من الضمير الفلسطيني كثيرا لنجاح تلك الإنتخابات وأولها عدم الرضوخ لأية ضغوطات خارجية لتأجيلها ومتابعة إجرائاتها الإنتخابية لإنجاز هذه المهمة الوطنية الفلسطينية والرضى بنتائجها مهما كانت النتيجة ولصالح من من الفصائل الفلسطينية، ثانيها الرفض التام للقاء تلك العصابات المحتلة وبقاء قطع اللقاءات مع الصهاينة المحتلين ورفض أية رسالة من بايدن وإدارته أو الرد على إتصالاته قبل رفض وإلغاء صفقة القرن وبنودها نهائيا من قبل أمريكا وعلنا أمام العالم أجمع وبكتاب من إدارة بايدن يوثق في مجلس الأمن والأمم المتحدة…

وعلى فتح والتي سجلت قائمتين في تلك الإنتخابات القائمة الرسمية برئاسة العالول والرجوب وقائمة البرغوثي والقدوة أن تقبل بأية نتائج لتلك الإنتخابات وتعمل على الوحدة داخل فتح وخارجها أي مع غيرها من الفصائل الفلسطينية الأخرى، أما قائمة المطرود من فتح والهارب والخائن والمطبع محمد دحلان فيجب رفضها نهائيا لأن محمد دحلان وحاشيته لا تمثل فلسطين ولا الشعب الفلسطيني، ويجب الحكم على ذلك العميل المطبع بالخيانة العظمى ليكون مثالا وعبرة لأبناء فلسطين الذين يحاولون أن يلحقوا بالمطبعين والعملاء والخونة الذين باعوا فلسطين وتضحيات أبنائها وشهدائها بثمن بخس من أصحاب الكروش والعرش والبترودولار….

وعلى فتح المسؤولة عن السلطة الفلسطينية أن تقوم بعمل إجتماعات ولقاءات مع تشكيلات فتح وقوائمها ومع المجلس الثوري ومنظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها الفلسطينية ومع حركات المقاومة وأحزابها للعمل معا على نجاح تلك الإنتخابات لتكون إنموذجا يحتذى به في المنطقة ومنع أي تدخلات خارجية فيها تؤثر على نتائجها والتي يجب أن يرضى عنها الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات…

وكنا نتمنى من حركة الجهاد الإسلامي أن تخوض تلك الإنتخابات وتبقى على موقفها الرافض للإعتراف بالكيان الصهيوني المسمى بإسرائيل كما فعلت حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية الأخرى والتي قدمت قوائمها الموحدة ولم ولن تعترف بإسرائيل رغم الضغوطات الداخلية والخارجية الكبيرة عليها…

لذلك يجب أخذ عدة خطوات عبر المنظمات الإسلامية والدولية كمجلس الأمن والأمم المتحدة من ناحية سياسية لمنع التدخل بتلك الإنتخابات مهما كانت نتائجها التي ستعلن، وأن يكون العمل على ذلك والتنسيق مشترك مع كل الفصائل بما فيها المقاومة الفلسطينية في غزة لتكون هذه النتائج ونجاح نتائجها وأهدافها أكبر رد مدوي على الصهيوغربيين والمستعربين ومؤامراتهم وصفقاتهم وضغوطاتهم وفتنهم السياسية والدينية والعسكرية والكونية على فلسطين وشعبها والدول المقاومة والتي تقف مع الحق الفلسطيني بأرضه والرافضة للهيمنة الصهيوأمريكية ولذلك الكيان الصهيوني المحتل …

مع بقاء الرفض التام والكلي لتلك الصفقة من قبل كل فلسطيني الداخل والشتات، لذلك يجب على كل الفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج أن تكون تحت مظلة واحدة وعلى قلب رجل واحد في تلك الإنتخابات وبعدها وأن لا يعودوا للمربع الأول من الشكوك والظنون والخلافات التي تجعل العدو الصهيوغربي سعيدا لينفذ كل مخططات وبنود صفقة القرن في فلسطين والمنطقة والعالم…

وبعد نجاح تلك الإنتخابات أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل الأحزاب والمستقلين وبعدها العمل على إحداث تعديلات فورية بنظام منظمة التحرير الفلسطينية الداخلي كممثل وحيد للشعب الفلسطيني وإعادة قوتها ووجودها الذي كان يرهب الأعداء والمحتلين ووكلائهم وعملائهم الكبار والصغار في المنطقة والعالم…

وليعلم هؤلاء جميعا بأنهم واهمون إذا توقعوا يوما بأن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج سيستسلم لهم ولمؤامراتهم وضغوطاتهم وترهيبهم وترغيبهم وصفقاتهم ويرفع الراية البيضاء وينسى فلسطين أو يبيع ذرة تراب منها ويرضى بمخططات ومشاريع وإتفاقيات وصفقات الأمر الواقع المشؤومة…

لأن الله سبحانه وتعالى خلقنا هكذا على هذه الأرض المباركة وأراد لنا أن نكون أول المدافعين عن المقدسات وعن فلسطين وعن شرف الأمة وكرامتها لأن فلسطين والمقدسات ليست لنا وحدنا كشعب فلسطيني ولكن هي للأمة العربية والإسلامية وسنبقى حاملي البندقية بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى ليس للسلام والإستسلام مع الصهاينة لأن هؤلاء لا سلام معهم ولايراؤون فينا إلا ولا ذمة، وإنما نحمل غصن الزيتون ليتم زراعة الأرض الفلسطينية المباركة من جديد بعد القضاء على الصهاينة المحتلين بالبندقية التي نحملها باليد الأخرى والتي كانت وما زالت وستبقى ترهب الصهيوغربيين والصهيونية العالمية وعصاباتها ووكلائها وعملائها أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء….

ويجب أن يتم إلغاء إتفاقية أوسلو المشؤومة بشكل رسمي وأمام العالم أجمع وأن يكون شعار كل الفصائل الفلسطينية المقاومة والتحرير الكامل لفلسطين الأرض والإنسان بإذن الله تعالى،
وأن يكون هذا هو موقف أهل القضية وليس كما يدعي بعض المستعربين والجهلة والعنصريون والمنافقون بأننا بعنا القضية ونسينا فلسطين…

والمطلوب من الضمير العربي والإسلامي إتخاذ هذا الموقف وإتباعه ودعمه بكل ما تعنيه الكلمة من دعم يحتاجه أبناء فلسطين للصمود والثبات والتمسك بالحق الفلسطيني الذي طال إنتظار عودته إلى أهله وذويه لخيانة بعض القادة المستعربين والمتأسلمين الذين لحقوا بركب الصهيونية العالمية وأصبحوا أعضاء فيها…
بل أصبحوا وكلاء لهم يعملون على تنفيذ مخططاتهم وأحلامهم التلمودية الهستيرية في المنطقة والعالم بإفتعال الفتن الطائفية والأكاذيب والأحداث المدبلجة والثورات الملونة والمفتعلة وشن الحروب على الدول العربية الآمنة والمستقلة وذات السيادة وتحريض أبناء الأمة العربية والإسلامية على بعضهم البعض بل ودعم طرف على حساب طرف آخر بالسلاح والمال والإعلام والسياسة الكاذبة لتبقى الأمة ودولها وشعوبها من الداخل في حالة إقتتال وسفك دماء وفرقة وضعف وتخلف…

الأمر الذي جعل أسيادهم في الصهيونية العالمية الغربية يصولون ويجولون ويعطون شيئ لا يملكونه لمن لا يستحقه ولا يوجد له حقا فيه لا في الماضي البعيد ولا القريب ولا في الحاضر والمستقبل ولو وقعت كل صفقات الدنيا بالتآمر مع ضعاف النفوس والجبناء من القادة المطبعين والخونة والعملاء وحكوماتهم المتصهينة وجيوشهم التي تأتمر من أمريكا…

وأتمنى من الفصائل الفلسطينية وكل شرفاء الشعب الفلسطيني أن لا تقبل بتدخل الجامعة العربية بدون سورية الحبيبة في تلك الإنتخابات لأننا لا نتوقع منها خيرا لإتخاذ أي قرار بشان فلسطين أو المقدسات أو الرد على صفقة القرن بل ستعمل تلك الجامعة على إفشال تلك الإنتخابات لأن المطبعين هم المسيطرون على قراراتها وموافقين منذ زمن على تلك الصفقة وهم كوكلاء وعملاء وأعضاء في الصهيونية العالمية يعملون ليلا ونهارا لتفتيت وتقسيم أبناء الشعب الفلسطيني والدول العربية تسهيلا لتنفيذ فكر إخوانهم التلمودي في الصهيونية العالمية، ولا ننسى بأن الجامعة العربية كانت جامعة عربية بوجود سورية التي كانت تحاول أن تصحي ضمائرهم الميتة والمباعة للصهيونية العالمية ولأمريكا لكن دون جدوى…

وأتمنى من القادة الفلسطينيين بأن يسمحوا بإشراف منظمة المؤتمر الإسلامي على تلك الإنتخابات لأن أعضائها العجم المسلمين سيعملون على نجاحها ولأن راية فلسطين والأمة إذا سقطت من أيدي بعض العرب منذ زمن بعيد فسترفع بأيدي العجم المسلمين الذين يعرفون أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية وعدوهم جيدا ولا يخافونه او يخضعون له أو يستسلمون لضغوطاته وتهديداته وإنما يعرفون كيف يتعاملون معه ويردون عليه الصاع صاعين ودعم جمهورية إيران الإسلامية لمحور المقاومة ليس عبثا وإنما أعدوا لأعداء الله ما إستطاعوا من قوة ليرهبوا به عدو الله وعدوهم…

وهم يعلمون جيدا بأن الفصائل الفلسطينية وكل شرفاء وأحرار الأمة العربية والإسلامية على أهبة الإستعداد لتفجير الأوضاع في كل مكان وعلى رؤوس كل الأعداء والمتآمرين معهم من قادة الخليج المطبعين وغيرهم ولينقلب السحر على الساحر والبادي أظلم كما قال ويقول أبناء فلسطين وأحرارها لرويبضة الأمة….

ودفاعا وكرامة عن أرواح الشهداء الفلسطينيين والعرب والمسلمين الذين ضحوا من أجل فلسطين والدفاع عنها وإستردادها وتحريرها من المحتل الصهيوني قال أبناء فلسطين في الداخل والخارج وكل أحرار الأمة وشرفائها للمطبعين يكفيكم تآمر على فلسطين وشعبها وعلى شعوب الأمة ودولها ليرضى عنكم أسيادكم الصهاينة وإخوانكم في الفكر والإجرام، ويكفيكم تشويها لصورة الإسلام والمسلمين والذين لم يخضعوا لعدو عبر التاريخ ولن يخضعوا له أبدا ولن يفرطوا بفلسطين ولو وقعت كل صفقات العالم معكم…

ولن تستطيعوا بعثرت وتزيف تاريخ شعب حر أبي وأمة ولادة كأمتنا العربية والإسلامية، ولن يركعوا إلا لله الواحد الأحد القهار،والذي قهركم وسيقهركم قريبا وينتقم لكل الدماء البريئة التي سفكت بمؤامراتكم على شعوب الأمة ودولها وإستنزفت بسبب فتاويكم الباطلة والمزورة في أماكن أخرى غير مكانها الطبيعي والحقيقي لتحرير أرض فلسطين الحبيبة والأراضي العربية الأخرى من المحتلين الصهاينة وعصاباتهم وداعميهم في أمريكا وأوروبا،
والله على نصرنا لقدير أنه نعم المولى ونعم النصير…

الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي

قد يعجبك ايضا