من رجل دفنته خيانة وأحيته أحلامه
بقلم رؤى العمايرة …..
هل لي أن أكون البديل المؤقت؟ هل مرَّت السنوات لترمي في ذاكرتي التي صارت كسلَّة مهملات كيس شريط ذكريات ضحكتك ولون عيونكِ، مبسمكِ، ولون وَجنتيكِ رسمة حاجبيكِ، وموسيقى صوتكِ، ولكي أستطيع أن أقول وطن لقلبك، حاربتُ بلا استكانة!!
وبعد أن تعرَّقَ جبيني طوال تلك السنوات أثناء إصلاحي لروحي خوفًا من أن تتلف وتنهكها الأيام أَرى صدمة استبدالي بغيري في حينٍ كنتُ بهِ آية تُصلينَ لأجلها بُكرة وأصيلا، في حينٍ أدركتُ بهِ أنني لستُ سوى وردة توليب تَقتطفينها عِوضًا عن رعايتها و كانَ غيري عشب يابس بدلا من أن تتخذيه سجادة لجلالتكِ وترقصي فَوقَه كالأميرات وتدهسيه مهرولة لتنالينني زهرَتكِ، جعلتيه صورة مقدَّسة معصومة عن التشويه.
أرى نفسي من بعيد…
من وراء شاشة تلفاز ملونة لا أرى بها سوى الأسود ، من أسفلِ السافلين مكتوف اليدان ،مرموق اليأس والأسى، مُنحني الكاهلان وسط دروب حبنا مخاطِبًا القطط تارة والورود الذابلة تارة أخرى… الآن اعترف بعد ان كنتُ رَجُلاً لا تنحني له قامة، ولا تهزه شائبة، ويستهزئ بكلِّ مَن يخاطب غير عاقل أني أُخاطِب ورود وَ قِطَط، هل لأنكِ تُحبينها؟ أم لأنني أذكركِ بها مع أنني لا أنساكِ؟ أم لأنني لم أجد أحدًا يملأ فراغكِ؟ رغم أنني لا أنوي إملائهُ بغيركِ ولا أبحث عن سواكِ بَدَلًا كما استبدلتيني بآخر أم لأنكِ حبيبتي، عشيقتي، جميلتي؟
ربما… ربما نعم وبعنف ، لأنكِ حبيبتي بِشدَّة، سأُخاطب كل شيء وكلَّ أحد، جمادًا، عاقلًا.
أَصبحتُ كالمجنون ببعدكِ بعد أن أحببتكِ بغبطة وجهكِ وقلبكِ، بعبسِ حاجبيكِ، بِضيقِ صدركِ، ورحبَ غروركِ.
لكن هل يجب علي أن أحبكِ بضجة نفاقكِ وخيانتكِ..!!
أساساً كيف لي انا أكرهكِ أو أحبكِ بعدَ زحمة الصدمات وأزمة الانتكاسات…!
أرى علاقتنا ستنتهي بكلمة مستلقية على رصيف الإنتظار وراء شجرة أثمرَت ذكريات وردية نخرتها حشرات الخيانة حتى باتت سوداوية.
لكن يا عزيزتي، بل يا عزيزة الخطيئة ما هي تلگ الكلمة؟هل تلكَ الكلمة التي كنتُ أُخبركِ إياها قبل خيانَتكِ!! أم كلمة نووية تقذفها روحي قصفًا لروحكِ!
ما بالي ومال روحكِ التي كرهتها روحي، ألا تدركِ أنَّ مقعد الحب الذي التقينا به أول مرة أدرَك حقيقتكِ، وبقالة الورود أيقنتككِ و العجوز البائع فَهِمَ نيَّتكِ وكل الأماكن والمشاعر باتت ترفُضكِ؟
أدركتُ أنه يحق لسنين الحب التي مضت أن تغفر جريمتكِ و تداوي جروحي إدراكَ المؤمن للكُفر، إدراك العالم للجهل، إدراك حقيقة الحب للخيانة، أي محالا.
إلى نفسي إن كانت السنين ستغفر وإن وددتُ يومًا لو أن نفسي تغفر تالله لإن الغفران أعلن دوامَ القيامة في واحة الخيانة.
ها أنا هنا وها أنتِ هناك كلانا يتألم على ما آل بهِ حالي لرغبتكِ في ممارسة صيد رجل آخر مع إدراككِ الفشل في صيد الأسماك، ماذا لو كانت الرغبة في اصطيادِ رجل من بعد رجل تشبث في حبال صيدكِ من غير حول منكِ ولا قوة.
عمَّ الضجيج أركان روحي وتلطخت روحي بحجر التعاسة والبؤس الذي ضربتني إياه، ولم أعد أطيق هذا الهراء. أنا رجل من الآن كفيف الهوى.
كيف لي أن أنظر لنفسي مكسور أمام تلك الهموم خائف من فضيحة ستخلفها عيوني!؟
في عيني ألف دمعة، وفي قلبي ألف جرح ينزف ويأن كي لا يُدركه الآخرين، وفي صوتي رجفة تنوي الجهش بالبكاء.
أعذريني أو لا تعذريني لم أستطيع إليكِ سبيلا
وددتُ لو أنني سأشتاقكِ بعد غيابكِ هُنيهة،لكنني أشتاقُ بعدكِ سبعين خريفا.
هل عليَّ أن أقرؤكِ سلام القلب أم جحيمه ولهبه؟
لا أعلم. لكن من طرقت باب فؤادي لتسرق خفقاته من حنايا جسدي البالي، ومن أطفأت شعلة الأمل داخلي، وضربت ذاكرتي بحجر التعاسة والبؤس حتى تلطخت روحي بالذكريات لن أشتاقها، لن أغفر لها فالغفران أكثر جدية من الحب، إنه يشبه النسيان حتماً كطفلان ترعرعا معاً فعاهد كل منهما الآخر على أن يكونا واحد يتبادلا أسمائهما، سماتهما، لعنتهما، وإلى ما دون أو أضخم من ذلك يا عزيزة الخيانة وعدوّة الغفران أو النسيان كمآ أردتِ.
أنا يا سيدة لا أُلامُ في الحب، فأنا لا تُخمرني الكؤوس بل تسكِرُني أحلامي، حلمي الذي كل ليلة كنتُ أُصارع الموت لأجله قد مات، ولكن لا أنهزم ولن أتسائل لمن أصارع الآن،
فعجزي عن إحياء الأموات واقع، أما إنعدام قوتي لإحياء الأحلام فتالله إنها أراجيف،ما بالكِ لو كنتِ أنت السبب، نعم أقولها باستخفاف، وعلى مد الملَئ أهتف ما بالك لو كنتِ أنتِ السبب!؟
مررتِ مرور الكرام وقلتِ : مرحبًا!!
وها أنا أتوسل الطرق أن تمري حبًا…..
فوجدتكِ ظلالتي و مِرهمي،
ولم أدرك انكِ ستغدين ضلالتي و مُرَّ همي.
عزفتُ لكِ على حبال البُعد
مغنيًا تبًا عودي…
فرأيتُكِ بالعابرين كلهم وأنا أبحث متشوقًا
فلم أجدُكِ فمتُّ شوقاً،،،،
فأخبرتني الوجوه أنكِ لم تكوني بلسمي،،،
بل سُمِّيَّ الذي أرهقني
أتظنين بعد ذلك أن أكون مختلف!
يا صاحبة المخ التلف؟
اللعنة على الترحيب والحب حين اتخذتهما مِرهمًا وكانا هَمًا وسُما، يا أهلاً بالبعد والشوق وتلف أرواحنا حينما نختلف ونعلم أن بلسم الهوى الشفاء منه والفناء شوقًا له.