الشريف لوهج نيوز : الدور الأردني كان من أحد أهم الأسباب التى ادت الى مساندة الجهد الدولى فى وقف العدوان الغاشم على غزة
وهج نيوز – محيي الدين غنيم :
بعد إعلان وقف إطلاق النار ودخول الهدنة حيز التنفيذ ، والإنتصار العظيم الذي حققته المقاومة الفلسطينية في غزة .. كان لنا هذا اللقاء السريع مع الصحافي المخضرم الأستاذ ” ” سيف الشريف ” نقيب الصحفيين الأسبق .
أستاذنا
كيف أسهمت الدبلوماسية الأردنية في وقف العدوان على أهلنا في غزة
أستطيع ان أقول وانا بغاية الفخر والارتياح،بأن الدور الاردنى كان من احد اهم الاسباب التى ادت الى مساندة الجهد الدولى فى وقف العدوان الغاشم على كل فلسطين التاريخية وبشكل خاص ومحدد على الاهل فى غزة هاشم.
وبكل تأكيد يبرز هنا قلب هذا الدور ومحركه الاساسى المتمثل فى جلالةالملك،الذى واصل الليل بالنهار،دبلوماسيا وشعبيا واغاثيا وخيريا وطبياً منذ اللحظة الاولى للعدوان الغاشم.
فعلى المستوى الدبلوماسي ،كان الدور الاردنى هو الابرز والاكثر وضوحا وفعالية فى هذه الحرب العدوانية الغاشمة،الى الحد الذى جعل رئيس المكتب السياسى لحماس يشيد بالموقف الاردنى اثناء كلمته الجماهيرية فى الدوحة.
كما ان الجهد الحثيث والمثابر لوزير خارجيتنا المحنك،كان هو الابرز والاكثر وضوحاً وشفافية فى هذه المرحلة الحساسة .ولاشك ان كلمة الاردن فى اجتماعات الجمعية العامة ،والتى ألقاها الوزير بنفسه على منابر الجمعية العامة كان لها صداها المؤثر فى إيصال الحقيقة بوضوح للعالم أجمع ،مما ساهم بكل تأكيد فى تعريف العالم بهمجية العدوان وعدم شرعيته.وأدى كل ذلك الى وقف العدوان بدون قيد او شرط.وبالتالى هزيمة المعتدى لأول مرة بعد معركة الكرامة الخالدة.
اما على المستوى الشعبى،فقد وقف ابناء الاردن النشامى وكما هو العهد بهم دائما بكل اعتزاز خلف القائد الملهم والجيش المغوار،وفى تعبير عفوى معهود ومقدر ،وفى كل المحافظات والمدن والبوادى والمخيمات داعمين ومؤيدين للبطولات الحقيقية التى سطرتها المقاومة على ارض غزة والضفة والداخل المحتل من ارض فلسطين .فلق حوصرت سفارة العدو لعشرة ايام متواصلة،واخترق بعض الشبان المتحمسين الحدود فى محاولة منهم للإنضمام لقوافل المقاتلين والشهداء،كما أقر مجلس النواب مجموعة من القرارات والتوصيات المساندة لجهد جلالة الملك الدبوماسى المتواصل،لدرجة جعلت الحكومة نفسها فى موقف صعب…وربما غير مسبوق،حيث طلب النواب تلبية المطالب الشعبية او سحب الثقة من الحكومة .
هذا اضافة للمسيرات السلمية الداعمة فى كل ارجاء محافظات المملكة ومدنها وبواديها ومخيماتها فى تلاحم مع اشقائهم فى فلسطين..كل فلسطين،ونصرة لقضيتهم العادلة ،فرفعت الاعلام الفلسطينية جنبا الى جنب مع الاعلام الاردنية للدلالة على وحدة الهدف والمصير.
اما على المستوى الاغاثي والخيري والطبى،فحدث بلا حرج…فقد امر جلالة الملك ومنذ اليوم الاول للعدوان ،تحريك قوافل الاغاثة والتى كانت بمثابة جسر برى واخوى اصيل للأهل فى غزة العز والشموخ والنصر…كما امر جلالته بإقامة مستشفى ميداني عسكرى آخر هناك فى غزة،مما عزز من كفاءة الجهود الطبية والميدانية المساندة للجهد الحربى على ارض الميدان.
اما على صعيد الجهد الدبلوماسى الاخر الذى بذله جلالة الملك من خلال اتصالاته المكثفة مع زعماء العالم ومنظماته الدولية وقاراته ،فكانت هى الابرز على مستوى العالم كله.وكان الهدف الرئيس لهذا التحرك الاردنى هو ايضاح الحقيقة للعالم بأن اسرائيل هى الجانى والمعتدى وان الشعب الفلسطينى شعب مسالم ومعتدى عليه.وان اسرائيل دولة عنصرية متطرفة تعتدى على شعب اعزل لا يطالب الا بأبسط حقوقة التى كفلتها القوانين الدولية والشرائع السماوية.وان على العالم ان لا يسمع كلماتهم بل يرى افعالهم البربرية والعدوانية.
فقد اتصل جلالته وبكل مايحمله من ارث تاريخى واثر وثقل عربى ودينى مع معظم دوائر القرار فى العالم موضحاً حقيقة الموقف على ارض الواقع،حيث ادت هذه الجهود المتواصلة والحثيثة لفضح العدوان ونواياه الخبيثة،وعرت اساليبه المستنكرة فى قتل الابرياء من الاطفال والنساء والمدنيين بشكل عام،وان المعتدى لم يستطع خلال كل فترة العدوان من استهداف اى من المقاومين الا ماندر.
وان جميع أهدافهم تركزت على الابرياء والمنازل والشقق والابراج المدنية فى تجاوز واضح لكل الاعراف والمبادئ الدولية المعمول بها فى كل دول العالم المتحضر.وقد ادى ذلك كله الى اضعاف موقف الغزاة المحتلين وكشفه للعالم على حقيقته.
وادى فى النهاية الى ارباك صفوفهم وهزيمتهم فى نهاية الجولة العدوانية.
وقد سبق ان قدم الاردن كل امكاناته وقدراته لحماية المسجد الاقصى من دنس الاحتلال فى معركة مستمرة مع اسرائيل وبكل الطرق السلمية المكفولة،والحديث هنا يطول ويطول،لأننا نتحدث عن معاناة يومية يعيشها ابناء فلسطين مع الاحتلال الذى يدعى بأن الاقصى نفسه قد بنى على أنقاض شىء مزعوم فى خيالهم المريض اسمه الهيكل.
ملكنا الهاشمى هو المسؤول دينيا وشرعياً وشعبيا عن كل اماكن العبادة فى القدس….وتحت هذا البند يمارس الاردن دوره التاريخى الازلي فى حماية تلك الاماكن رغم كل العراقيل التى يواجهها من المحتل وغيره.فملوك بنو هاشم هم من يتولون هذه المهمة ،حتى يرث الله الارض وماعليها.
لا شك ان تقديم الاردن كافة الوثائق والمستندات التى يملكها لمنازل وعقارات المقدسيين ،قد ساعدهم كثيراً فى ابرازها لقضاة المحاكم وتثبيت حقوقهم التاريخية فى منطقة الشيخ جراح،والتى انطلقت منها وعلى اثرها هذه الانتفاضة العارمة فى غزة،نصرة للاقصى ولحى الشيخ جراح.وقد سحبت تلك المستندات الحكومية كل ذرائع الاحتلال فى مصادرة اراضى ومنازل وعقارات المقدسيين،وهى بالاصل ذرائع غير قانونية ومزورة بالكامل.
وهنا يجب ان نشيد ونقدر مواقف الاردن الداعمة فى كل الاوقات،والمساندة للموقف الفلسطيني .فظل جلالة الملك يردد على الدوام بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد والعملى والشرعى للقضية ،وان القدس هى عاصمة الدولة الفلسطينية.وربما بقى الاردن وحيدا لفترة من الوقت يعلن هذا الموقف الثابت،حتى فى ظل الادارة الامريكية السابقة المنحازة بشكل كامل للعدو.
وكنا فعلا نخاف على بلدنا من بطش ذلك الرجل المتصهين النزق الذى وضع نفسه وامكانات بلده كلها تحت تصرف الصهاينة،وأقدم على خطوات لم يقدم عليها اى رئيس قبله،ولو استمر حكمه لفترة اخرى لربما طوى القضية كلها تحت جنح الظلام.ولكنها القدرة الالهية التى أعادت العالم كله لدعوة الملك الحكيم …حل الدولتين،حتى غدا الجميع يعزف على الاوتار الملكية ذاتها وتبنتها الادارة الامريكية الجديدة بالكامل…وتعمل على تنفيذها بسرعة بدعم
ملكى أولاً ،وعربى ودولى ثانيا وثالثاً وأخيراً.
لذلك،يجب ان يساند العرب جهود الاردن المخلصة بالدفع فى هذا الاتجاه الصائب لوضع الحل الاردنى عل طاولة التنفيذ بسرعة قبل ان تأتى ادارة امريكية متطرفة اخرى تسحب البساط من جديد وتعيد الكرة الى الوضع الخطأ .
وقد أصبح من حكم المؤكد ان اليمين الاسرائيلي خارج اللعبة بعد الهزيمة النكراء التى منى بها مؤخراً.
لذا،رب ضارة نافعة…فالوقت ينفذ،ويجب طرق الحديد وهو حامً كما يقولون.
فكل الشكر والتقدير لمواقف جلالة الملك ومواقفه الدبلوماسية الفاعلة والداعمة التى أدت الى هذا النصر العسكرى المشهود،والذى أحيا القضية من جديد بعد ان توهم البعض انها اصبحت فى طى النسيان.وكل الشكر لشعبنا الاردنى الاصيل على كل ماقدم لأخوانه الفلسطينين من دعم ومساندة،وكل التقدير والمحبة لجيشنا الباسل بكل كوادره ومنتسبيه وقادته العظام الذين ما بخلوا يوما فى الدفاع عن الاردن وفلسطين معاً،معتبرين القضية الفلسطينية قضية امن وطنى اردنى،اضافة لكونها قضية مركزية للأمة العربية من المحيط الى الخليج.
وفى النهاية كل التقدير للمقاومة الباسلة فى غزة العز والظفر والاباء،وفى كل الارض المغتصبة، والتى اعادت الروح للأمة من جديد وهزمت المحتل الغاصب وحطمت اسطورته التى حاول ترويجها بأنه جيش لا يهزم .فخاب سعيه وتقديره الى الابد بإذن الله.