الفقر السياسي !!!
المهندس هاشم نايل المجالي …..
يعتبر العمل السياسي عمل جماعي داخل المجتمع يتم من خلال ذلك رصد كافة المشاكل والازمات ، واكتساب المعرفة وآلية التغلب على تلك الازمات والمشاكل بانواعها ، وحسن الدراية في ادارتها ونشر المحبة والمودة وفق اساليب معينة بين ابناء المجتمع والمجتمعات ، لمنع اختراقها من أية ايادي مدسوسة مهما كان نوع الوسيلة .
كذلك التخطيط لمستقبل أفضل والتغيير المتجدد يواكب التطور والتحضر ، والسؤال الذي يتم طرحه دائماً في المجالس كيف فقد المواطن الثقة في العمل السياسي وتملكه اليأس من السياسة ورجال السياسة ومن تدني مستوى اداء الاحزاب .
فهل نحن نعيش فعلاً حياة سياسية حقيقية ام ان هناك فقر سياسي ومن اجل ذلك علينا الوقوف على امراض العمل السياسي والحياة السياسية ، وكيف كانت وكيف آلت اليه حالياً ، وكيفية الممارسة السياسية عن مسلكياتها التنظيمية سواء الحزبية او النقابية ، فهناك امراض للعمل السياسي لا بد من الوقوف عليها حتى لا تستفحل وتسبب تفاقم في الازمات ومن المهم فتح حوار فكري ونقاش سياسي لتطوير الاداء النقابي والحزبي والتغلب على المعضلات والمشاكل التي تعاني منها هذه القطاعات ولبناء ارضية وطنية صلبة .
فهناك فكر سياسي وهناك ممارسة سياسية وهناك تنظيمات سياسية ، وهناك قضايا البطالة بين المتعلمين وهناك الفقر الذي تزيد نسبته بشكل ملحوظ ، وهناك مشكلة الوعي والاستثمار في شتى المجالات لهذه النقابات والاحزاب ، حتى تعتمد على نفسها في خلق فرص عمل تشغيلية لاعضائها وتسد ثغرة كبيرة عن القطاع العام والخاص وفق امتيازات تفضيلية .
كذلك يجب ان تتوفر الارادة والقدرة على ادارة الاختلافات ما بين التيارات السياسية فهي مراجعة فكرية للعمل السياسي لتتحول من النظرة السطحية الى النظرة العميقة لكافة الظواهر السلبية .
وحتى لا نبقى نعيش كامتداد للتقليد ، وحتى يكون لدينا مجتمع سياسي منظم وطنياً للصالح العام وليس مجيراً لاشخاص ولا لانحرافات سلبية ، وحتى يكون هناك تفاعل مجتمعي ويكون جميعه في مصلحة الوطن ، وحتى لا يكون ضعف الاداء السياسي والوعي السياسي المجتمعي يقودنا الى موالاة ومعارضة ، وحتى لا نفرغ المجتمع من العقل السياسي الوطني الحقيقي ، وحتى يكون هناك مجتمع مدني ملتزم ببرامج ذات مسؤولية مجتمعية واضحة المعالم ، تجنباً للمبادرات الشعبية السلبية ، وتجنباً لطرح الافكار الغوغائية لاختراق حالة السكون والصمت .
اذن علينا اعادة بناء الحقل السياسي لاستعادة الدور الطبيعي الحضاري وفق المواطنة المتساوية للجميع ، على ارضية سليمة ودون ترهيب او تخويف من السياسيين ، لذلك فالمجتمع المدني هو احد الركائز الأساسية في بناء الدولة الحديثة .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]