ترجمة الافكار الى عمل نهضة !!!
المهندس هاشم نايل المجالي …..
الفكر هو الذي يحدد الاهداف المرجوة من أي عمل او لجان مشكلة لغايات تحقيق اهداف معينة ، حيث ان هذا الفكر هو الذي يصنع وضوح الرؤية خلال مسيرة سنوات طويلة سابقة وما نبتغيه لاحقاً كرؤية مستقبلية ، ولا قيمة للفكر اذا لم يعالج عملياً مشاكل وازمات قائمة ، فما الفائدة من فكر أسير الخطابات والدراسات والكتب والعقول .
فالقيمة الحقيقية لأي فكرة تتحصل من مقدار تعاملها مع الواقع ومشاكله والقدرة الفعلية والعملية على تغيير ذلك نحو الافضل ، خاصة في ظل تشابك كثير من القضايا السياسية والاقتصادية والمجتمعية واختلاف الاولويات والاهتمامات .
ولم يعد هناك عناوين مشتركة لهذه القضايا فكل مسؤول يغني على ليلاه ، فالاصلاح السياسي يقابله ركود اقتصادي وتحديات الامن والاستقرار ووعي شعبي في ظل ضعف في تحقيق التنمية المستدامة .
ولكن في كل هذه القضايا والتحديات هناك حاجة ماسة لمجموعة من المفاهيم المشتركة والضوابط التي ترشد الحركة الصحيحة في معالجة ومواجهة أي منها لتحقيق خطوات ايجابية .
فنحن بحاجة الى تميز مطلوب بالنتائج العملية القابلة للتطبيق مباشرة ، بدلاً من التنظير المتكرر الذي فكك كيانات اقتصادية واجتماعية كثيرة ، نريد التميز الذي يعزز الوطنية والولاء والانتماء الحقيقي ، بدلاً من الانعزالية لدى كثير من القطاعات المجتمعية والشبابية عن المشاركة التفاعلية مع ذلك الفكر النظري ، فلا فصل بين الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا بين لقمة العيش والبطالة والبطاقة الانتخابية ، ولا ان نقول ولا نفعل ونمارس عملياً عكس ما نطرحه نظرياً ، او نصف الواقع بازماته ونكتفي بالحديث عنه وعن سلبياته دون حلول عملية ، فلم يعد للكلمات السحرية وجود لمجرد النطق بها .
فلقد انتهج كثير من المسؤولين شرف تحقيق الاهداف مع انتهازية الاساليب المتبعة لذلك ، مما يزيد من الازمات والحلول لمختلف القضايا المشتركة لا تجزأ لان هناك من يعمل على تجزئة المجزأ ، في الوقت الذي نحتاج فيه الى نهضة شاملة وتفاعل مشترك بين مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والمجتمعية ، والذي غالبيتها يعيش حالة التنظير اكثر من حالة ترجمة الفكر لحل كثير من القضايا والازمات الشائكة .
وتحولت مجالس العمل والانتاج الى مجالس للنقد والمهاترات والتعليقات ، فأي اصلاحات ننشد يجب ان تترجم على الواقع ويتم تبنيها من مختلف القطاعات كأهداف قابلة للتنفيذ والعمل والتطبيق .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]