احتجاجات دامية في جلال اباد وطالبان تحكم قبضتها على السلطة بأفغانستان- (فيديو)

وهج نيوز : قال شهود إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من عشرة في احتجاجات مناهضة لطالبان في مدينة جلال أباد الأفغانية في الوقت الذي اتخذت فيه الحركة المتشددة خطوات لتشكيل حكومة وكثفت الدول الغربية عمليات إجلاء الدبلوماسيين والمدنيين.

وقال شاهدان ومسؤول سابق بالشرطة لرويترز إن أكثر من عشرة أشخاص أصيبوا بعد أن فتح مسلحون من طالبان النار على محتجين في المدينة الواقعة بشرق البلاد.

ويضر سقوط هؤلاء القتلى بجهود طالبان لترسيخ حكم الإسلاميين ووعودهم بإرساء السلام بعد اجتياحهم كابول. وقالت حركة طالبان إنها لن تنتقم من خصومها وسوف تحترم حقوق المرأة التي تكفلها الشريعة الإسلامية.

وقال الشهود إن إطلاق النار حدث عندما حاول سكان رفع العلم الوطني الأفغاني في ميدان في جلال أباد التي تبعد نحو 150 كيلومترا عن العاصمة وتقع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى باكستان.

ولم يتسن الوصول إلى متحدث باسم طالبان للتعليق.

 

ومع تعزيز طالبان قبضتها، قالت الحركة إن أحد قادتها ومؤسسيها وهو الملا عبد الغني برادر، عاد إلى أفغانستان لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات. وقال مسؤول في طالبان إن القادة سيُظهرون أنفسهم للعالم على عكس الماضي حينما كانوا يتوارون عن الأعين.

وقال المسؤول الكبير في طالبان لرويترز “سيرى العالم تدريجيا كل قادتنا، لن يكون هناك جدار من السرية”.

حالة من الفوضى

غير أن آلاف الأفغان، الذين ساعد الكثيرون منهم القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة على مدى 20 عاما، يسعون جاهدين للمغادرة.

وقال مسؤول غربي لرويترز اليوم الأربعاء إنه تم إجلاء نحو 5000 من الدبلوماسيين وموظفي الأمن وموظفي الإغاثة ومواطنين أفغان من كابول خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وقال إن عمليات الإجلاء بالطائرات العسكرية ستستمر على مدار الساعة مضيفا إن إنهاء الفوضى خارج المطار يمثل تحديا.

وأضاف “حالة من الفوضى الشديدة تسود الوضع هناك”.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية اليوم الأربعاء إن الرئيس الأفغاني أشرف غني موجود في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن غادر بلاده مع سيطرة طالبان على الدولة.

وعقد متحدث باسم طالبان أول مؤتمر صحافي لها منذ عودتها إلى كابول، حيث لمح إلى أنها ستفرض قوانينها بشكل أكثر مرونة مما كانت عليه في فترتها السابقة في السلطة بين عامي 1996 و2001.

وقال المتحدث الرئيسي باسم الحركة ذبيح الله مجاهد للصحافيين إنه سيتم السماح للمرأة بالعمل والدراسة و “ستكون نشطة للغاية في المجتمع ولكن في إطار الشريعة الإسلامية”.

وخلال حكمها السابق لأفغانستان، منعت طالبان النساء من العمل، ومنعت الفتيات من الذهاب إلى المدارس وفرضت على النساء ارتداء البرقع الذي يغطي الجسم كله خارج البيوت.

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين اليوم الأربعاء “سنرى ما سيفعلونه وما إذا كان سيتم وفقا للتصريحات التي أطلقوها (أم لا)”.

وكرر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ما عبر عنه زعماء غربيون وقال إن الحكم على طالبان سيتم من خلال أفعالها.

وأضاف جونسون للبرلمان الذي تم استدعاؤه من الإجازة الصيفية “سنحكم على هذا النظام على أساس خياراته وأفعاله وليس أقواله، وعلى أساس موقفه من الإرهاب والجريمة والمخدرات، وكذلك وصول المساعدات الإنسانية وحق الفتيات في التعليم”.

الوقت وحده سيكشف

ويشعر العديد من الأفغان بالتشكك من وفاء طالبان بتعهداتها. وقال البعض إنه ليس بوسعهم الانتظار لمعرفة ما سيحدث.

وقالت فريشتا كريمي التي تدير متجرا للحياكة للنساء “عاشت عائلتي في ظل حكم طالبان من قبل وربما يريدون حقا التغيير أو تغيروا بالفعل لكن الوقت وحده سيكشف عن ذلك والأمر سيصبح جليا في القريب العاجل”.

وقال ذبيح الله مجاهد إن طالبان لن تسعى للانتقام من الجنود السابقين أو المسؤولين الحكوميين السابقين وستمنح عفوا للجنود السابقين والمتعاقدين والمترجمين ممن عملوا مع القوات الدولية.

وأضاف “لن يؤذيكم أحد، لن يطرق أبوابكم أحد”، وأضاف أن “الفرق ضخم” بين طالبان الآن وطالبان منذ 20 عاما.

وسيطرت طالبان، التي قاتلت لطرد القوات الأجنبية منذ أن أطاح بهم تحالف تقوده الولايات المتحدة في 2001، على العاصمة كابول يوم الأحد مع انسحاب القوات الغربية بموجب اتفاق تضمن تعهدا من طالبان بعدم مهاجمتهم لدى انسحابهم.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي واجه وابلا من الانتقادات بسبب تنفيذ الانسحاب الأمريكي، إنه كان مضطرا للاختيار بين الطلب من القوات الأمريكية الاستمرار في القتال بلا نهاية أو المضي قدما في الانسحاب من الاتفاق الذي أبرمه سلفه دونالد ترامب.

وقال مسؤول في إدارة بايدن إن واشنطن تمنع طالبان من الوصول لأي أموال تعود للحكومة الأفغانية في الولايات المتحدة.

واضطرت قوات أمريكية كانت تدير مطار كابول لوقف الرحلات الجوية يوم الاثنين بعد أن اقتحم الآلاف من الأفغان الخائفين من حكم طالبان للمدرج أملا في التعلق بأي طائرة للخروج من البلاد. وتم استئناف الرحلات الجوية أمس الثلاثاء بعد أن أصبح الوضع تحت السيطرة.

وقال سفير بريطانيا لدى أفغانستان إنه وفريقه أجلوا نحو 700 شخص أمس الثلاثاء ويأملون في تسريع وتيرة العملية في الأيام المقبلة.

ولدى سؤاله عما إذا كانت بريطانيا تستهدف إخراج ألف من أفغانستان في اليوم قال متحدث باسم جونسون إنهم يأملون في العمل بهذه الطاقة.

وأخرجت ألمانيا 130 شخصا وقالت فرنسا إنها أخرجت 25 من رعاياها و184 أفغانيا وقالت أستراليا إن 26 شخصا وصلوا على متن أول رحلة قادمة من كابول. وقالت الدنمرك إنها أجلت 84 شخصا على متن طائرة عسكرية.

وقال أفغاني وصل لفرانكفورت اليوم الأربعاء مع زوجته وابنه على متن رحلة جوية عبر طشقند “الجميع يريدون الخروج… أنقذنا أنفسنا لكن لم نتمكن من إنقاذ عائلاتنا”.

المصدر : (رويترز)

قد يعجبك ايضا