هل قاوم سعيّد ضغوطا إماراتية لإقصاء “النهضة” من المشهد التونسي؟
وهج نيوز : تعيش تونس حاليا على وقع قرار الرئيس قيس سعيد تمديد تدابيره الاستثنائية “حتى إشعار آخر”، ورغم رفض جزء كبير من الطبقة السياسية لهذه القرار المخالف للدستور والذي قد يقود البلاد نحو مصير مجهول، إلا أن بعض المصادر تتحدث اليوم عن مقاومة الرئيس سعيد لضغوط إماراتية كبيرة لإزاحة حركة النهضة من المشهد السياسي ووضع عدد من قياداتها داخل السجون، وهو ما أكدته مصادر من داخل الحركة، فضلا عن تأكيد الجزائر رفضها محاولة بعض الأطراف فرض “إملاءات” على تونس.
وكان الرئيس سعيّد أصدر أمرا يقضي بـ”التمديد في التدابير الاستثنائية المتخذة بمقتضى الأمر الرئاسي عدد 80 لسنة 2021 المتعلق بتعليق اختصاصات مجلس نواب الشعب وبرفع الحصانة البرلمانية عن كل أعضائه، وذلك إلى غاية إشعار آخر”.
وأثار القرار موجة استنكار لدى الطبقة السياسية، حيث استنكرت حركة النهضة تواصل “الخرق الجسيم” من قبل سعيد للدستور، محذرا من الغموض في مستقبل البلاد، إلا أن القيادي في الحركة عبد اللطيف المكي أبدى “تفاؤلا نسبيا” حول الوضع القائم في تونس، مؤكدا أن الرئيس قيس قاوم ضغوطا كبيرا مورست عليه من قبل قوى خارجية.
وكتب المكي على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك “الظرف صعب لكن سفينة تونس سترسي على شاطئ السلام بإذن الله وسنتعلم جميعا مما نمر به الآن. لقد عارضت مثل الكثيرين ما قام به السيد رئيس الجمهورية معتقدا أنه كان بالإمكان حلولا أخرى لما تراكم من مشاكل منسجمة مع روح الدستور ونصه لكن ذلك لا يثني عن الانخراط في جهود البحث عن الحلول مهما كانت صعوبة الظرف في إطار القانون والإحترام والهدوء”.
وأضاف “كما لا يمنع أن نسجل إيجابية صمود رئيس الجمهورية ومن معه ممن يصْدقونه الرأي والقول أمام الضغوط الكبيرة عليه للذهاب في سيناريوهات سيئة وقوية يبذلها الخناسون الوسواسون من بعض المتدخلين في هذا الإتجاه. هذا الصمود هو أحد الشروط الضرورية لنفكر تفكيرا وسطيا ولتحويل هذه الأزمة إلى فرصة جيدة لتونس ولكل التونسيين وبكل التونسيين”.
تدوينة المكي جاءت بعد أيام من حديث وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة عن نقله “معلومات دقيقة وتحاليل في غاية الأهمية” من سعيد إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. قبل أن يتحدث لعمامرة لاحقا، في مؤتمر صحافي بالعاصمة الجزائرية، عن رفض بلاده التدخل الأجنبي في الشؤون التونسية ومحاولة “ممارسة ضغوط عليها أو أن يتم إطلاق تعليمات وإملاءات عليها وعلى شعبها”، مضيفا “هناك أصوات من هنا وهناك لفرض خيارات على التونسيين، ونحن نرفع صوتنا لرفض ذلك، ولدينا ثقة في الدولة والشعب التونسيين”.
وكانت الإمارات عبرت في أكثر من مناسبة تأييدها لتدابير الرئيس سعيد الاستثنائية، حيث عبر أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، خلال استقباله في قصر قرطاج، تفهم بلاده لـ”القرارات التاريخية لرئيس الجمهورية ودعمها، وهي تدرك أيضا أهميتها للحفاظ على الدولة التونسية والاستجابة لإرادة شعبها”، مشيدا بما سماه “اللحظة التاريخية التي تشهدها تونس، وشدد على أن الإمارات على ثقة بقدرة رئيس الجمهورية على عبور هذه المرحلة وحماية الدولة التونسية من كل ما يهددها”، وفق بيان الرئاسة التونسية.
وكان الرئيس سعيد أشاد، بعد أيام من الإعلان عن تدابيره الاستثنائية، بدعم “اقتصادي وأمني” قال إن دولا شقيقة وصديقة (لم يسمها) قدمته لبلاده.
المصدر : القدس العربي